اليابان

تتناول المدونة ما يتعلق باليابان. ونرحب بتعاون الزوار في تقديم المقالات والأخبار ضمن هذا الإطار وتصحيح الأخطاء اللغوية فيها بالإضافة إلى ترجمات نصوص يابانية أو إنجليزية سنختارها Al-Yaban blog presents articles and news on Japan in Arabic with cooperation of its visitors. アラビア語による日本専門ブログ。投稿歓迎

2006/07/31

الإسلام في اليابان التاريخ والإنتشار والمؤسسات القائمة هناك



بقلم
د. صالح مهدي السامرائي
رئيس المركز الإسلامي في اليابان
salihsamarrai@hotmail.com


المقدمة
إنبثق نور الإسلام من الجزيرة العربية وامتد شرقاً إلى العراق وإيران وأفغانستان وشبه جزيرة القارة الهندية ثم ملايزيا وإندونيسيا. وحتى الصين والفلبين. واستغرق هذا الانتشار زماناً وامتد مكاناً وتأخر وصول الإسلام إلى اليابان إلى أواخر القرن التاسع عشر. ويعبر اليابانيون مسلمهم وغير مسلمهم عن أسفهم وأستغرابهم من التأخير في الوقت الذي وصل فيه الإسلام الصين والفلبين. وعلى أية حال وبقدر من الله سبحانه وتعالى حدث الذي حدث. وإنني بهذه الورقة آثرت أن أعرض الوجود الإسلامي زمنياً Chronology وحددت محطات وأرخت لكل فترة ما تيسر من معلومات عاشرت الأربعين سنة الأخيرة منها وتتبعت المراحل التي قبلها بالبحث والتنقيب لفترة زادت على الثلاثين سنة. ولا أدعي الإحاطة وكل إنسان يرى التاريخ يبدأ من عند نفسه, وحين تتعدد الكتابات والمصادر فأن الصورة قد تصل إلى ما هو أقرب إلى الكمال, وها إني أدلي ببضاعتي معتذراً إن كان لحظ النفس فيها شيء, وهو غير مقصود, فتجارة الدنيا تمحق بركتها إن لم يصاحبها الصدق والإخلاص, فكيف بالتجارة مع الله. وهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور, وإني أسأل الله العفو والمغفرة وأرجو من إخواني الصفح.

مرحلة ما قبل 1900
في بداية عصر النهضة اليابانية ويدعى "عصر ميجي ""MEIJI والذي بدأ عام 1868 كانت دولتان وحيدتان في آسيا هما اللتان تتمتعان بالاستقلال وهما العثمانية واليابانية وكلاهما تواجهان ضغوطاً من الدول الغربية, فحرص الجانبان على إقامة علاقات ودية بينهما وتم تبادل الزيارات, وكانت أهمها البعثة التي أرسلها المرحوم السلطان عبد الحميد الثاني إلى اليابان على الباخرة "آل طغرل" وعلى ظهرها أكثر من ستمائة ضابط وجندي عثماني (ترك وعرب وألبان وبوسنيون .... الخ) يقودهم الأميرال عثمان باشا, وذلك عام 1890. وبعد أن أدت البعثة مهمتها في اليابان وقابل رئيسها الإمبراطور, عادت أدراجها, إلا أنها وهي لا تزال على الشواطئ اليابانية وليس بعيداً عن أوساكا هب عليها إعصار شديد, أدى إلى تحطمها واستشهد أكثر من خمسمائة وخمسين شخصاً بما فيهم أخو السلطان ومعهم عثمان باشا. هزت الحادثة الطرفين, ونقل الناجون على باخرتين يابانيتين إلى إسطنبول, ودفن الشهداء عند الموقع, وعمل متحف بجانبهم, ويحتفل اليابانيون والأتراك إلى يومنا هذا كل خمس سنوات بهذا الحادث في نفس الموقع رغم تبدل الحكومات, وهذا دليل على إخلاص اليابانيين في صداقتهم.
بعد سنة من الحادث تصدى صحفي ياباني شاب (أوشاتارو نودا) لجمع تبرعات من اليابان لعوائل الشهداء وذهب إلى اسطنبول عام 1891, وسلم التبرعات للسلطات العثمانية, وقابل السلطان عبد الحميد. وأثناء إقامته في إسطنبول لقي أول مسلم إنجليزي وهو "عبد الله غليام" وهو من مدينة ليفربول, وبعد التحادث معه, قبل دين الإسلام وتسمى "عبد الحليم", كما تظهر الوثيقة العثمانية المرفقة. ويمكن اعتبار "عبد الحليم نودا" أول مسلم ياباني , تبعه بعد ذلك يامادا الذي وصل إسطنبول عام 1893 يحمل التبرعات لعوائل الشهداء وطلب منه السلطان عبد الحميد تدريس اللغة اليابانية للضباط العثمانيين, واتخذ اسـم خليل أو عبد الخليل, فبذا يمكن إعتباره ثاني مسلم ياباني.

أما الشخص الثالث فهو أحمد أريجا Ahmad Ariga وكان مسيحياً يعمل في التجارة, زار مدينة بومبي عام 1900, ولفت نظره مسجد فيها فدخله وأسلم هناك, وعاد داعية وشارك في أحد ترجمات القرآن الكريم لليابانية. وفي هذه المرحلة سكن تجار مسلمون من الهند في كل من طوكيو ويوكوهاما وكوبي , وبهذا يعتبرون أول جالية إسلامية تقيم في اليابان.

العشرتان الأولى من القرن العشرين ( 1900- 1920 )
زار اليابان مبعوث للسلطان عبد الحميد يدعى "محمد علي" في عام 1902 وذكرت الوثائق أنه كان يخطط لإقامة مسجد في يوكوهاما. كما زار اليابان الضابط برتو باشا, مبعوث السلطان عبد الحميد لمراقبة الحرب اليابانية الروسـية (1904-1905) وأقام سنتين, وقابل الإمبراطور وألف كتاباً من جزأين باللغة التركية. وبعد الحرب اليابانية الروسية نشرت أنباء عالمية عن اهتمام اليابان بالإسلام والعالم الإسلامي, مما حفز المسلمين في كل مكان على القيام بنشر الإسلام في اليابان. فقد ذكر العقاد أن ضباطاً مصريين بهرتهم انتصارات اليابان على روسيا فتطوعوا في الجيش الياباني وتزوجوا يابانيات, وخلفوا, منهم من عاد إلى مصر منهم من بقى . كما زار الداعية الهندي سر فراز حسين اليابان في أواخر عام 1905 وأوائل 1906 وألقى محاضرات عن الإسلام في ناغاساكي وطوكيو. وأقيم أول مسجد في أوساكا للأسرى المسلمين الروس بعد الحرب التي ذكرناها وذلك عام 1905.

كما نشرت الأخبار في العالم الإسلامي أن مؤتمراً يعقد في طوكيو عام 1906 يقارن فيه اليابانيون بين مختلف الأديان لاختيار الدين الصحيح, هكذا وصلت الأخبار المبالغ فيها, فتحمس المسلمون في كل مكان لحضور المؤتمر, وذكر السيد على أحمد الجرجاوي وهو محامي شرعي أزهري أنه ذهب لحضور المؤتمر وألف كتاباً عام 1907 أسماه "الرحلة اليابانية" ادعى أنه ومعه داعية صيني يُدعى سليمان الصيني وروسي يدعى مخلص محمود وهندي اسمه حسين عبد المنعم, كونوا جمعية في طوكيو للدعوة الإسلامية, وأسلم على أيديهم اثنا عشر ألف يابانياً. وبعد سنتين أو ثلاث زار اليابان عبد الرشيد إبراهيم وهو رحالة وداعية مسلم من روسيا واستهجن هذا الإدعاء. واستهجن كذلك بادعاء الجرجاوي الداعية والمفكر الهندي محمد بركة الله الذي أقام في اليابان خمس سنوات ما بين 1909-1914, وإن كاتب السطور منذ بضع سنوات يجري التحقيق :هل زار الجرجاوي اليابان أم لا, ولم يتمكن من الحصول على أي دليل مادي غير الكتاب الذي ألفه الجرجاوي.

وجاء الداعية عبد الرشيد إبراهيم الذي سبق ذكره إلى اليابان عام 1909 وأقام ستة شهور, قابل فيها رجالات اليابان من الوزراء إلى الفلاحين , وأسلم على يديه نخبة من المفكرين والصحفيين والضباط الشباب, كما زار الصين وكوريا والهند والحجاز وألف كتاباً من ألف صفحة باللغة العثمانية أشرف كاتب هذه السطور على ترجمته ومراجعته وسيصدر قريباً إن شاء الله .

وعبد الرشيد رحالة وداعية وسياسي وأديب وعالم وقال عن كتابه المرحوم عبدالوهاب عزام إنه أهم من كتاب ابن بطوطة, كما روى ذلك الدكتور محمد رجب البيومي في مقالة له في مجلة الأزهر. كما زار اليابان محمد بركة الله من بهوبال في الهند , وهو أول من علم الأردية في جامعة اللغات الأجنبية في طوكيو وأصدر لثلاث سـنوات مجلة "الأخوة الإسلامية " ISLAMIC FRATERNITY مابين 1910-1912. وأسلم علي يديه عدد من اليابانيين, ولم أحصل إلا على عددين من مجلته, ولا أزال أفتش عنها لأنها تحمل براعم انتشار الإسلام في اليابان. ومن الضباط الذي ذكرهم العقاد عرفت عن أحمد فضلي الذي أقام في اليابان وتزوج يابانية عام 1908 ولقى عبد الرشيد إبراهيم وتعاون معه, كما تعاون مع بركة الله لستة شهور في إصدار المجلة ثم تركه, وألف فضلي كتاب "سر تقدم اليابان" عام 1911عربية, كما ترجم من اليابانية كتاب "النفس اليابانية" التي توضح الشخصية اليابانية, وزار جامعة واسيدا بصحبة عبد الرشيد وترجم له محاضرة عن الإسلام بالجامعة لثلاث ساعات, وذكر عبد الرشيد أن في جامعة واسيدا حوالي الألف صيني من بينهم تسع وثلاثون مسلمون, وهم الذين أصدروا صحيفة إسلامية باللغة الصينية عنوانها" الإستيقاظ الإسلامي" هكذا كتبوا العنوان بالعربية.

كما أصدر حسن هاتانو الذي أسلم على يد بركة الله مجلة شهرية مصورة باللغة الإنجليزية أسماها أيضاً " الأخوة الإسلامية " واسمها بالإنجليزيةIslamic Brotherhood ولم أعثر على أي عدد منها حتى الآن وذلك في عام 1918, كما أنه أصـدر في عام 1911 مجـلة Islam باليابانية والإنجليزية, ولم أعثر حتى الآن على أي عدد منها. وأدى الحج أول ياباني عام 1909 عمر ياما أوكا, فقد صاحب عبد الرشيد إبراهيم إلى الديار المقدسة ثم إلى إسطنبول. ونشرت مجلة العالم الإسلامي بالفرنسية عام 1911 خبراً عن إسلام شخصين يابانيين مقيمين في الصين, وعزمهما على نشر الإسلام في اليابان بعد عودتهما إلى بلدهما.

العشرينات : 1920-1930
تمام اليابان بالعالم الإسلامي لأغراض متعددة, توسعية, اقتصادية, ثقافية, كما تمت ترجمات لمعاني القرآن الكريم وشكلت الجمعيات وألفت الكتب الإسلامية الإستشراقية.

وبدأ المهاجرون من المسلمين التتار يفدون اليابان فراراً من الحكم الشيوعي في روسيا, واستقر أكثرهم في طوكيو وناغويا وكوبي. كما أدى ثاني مسلم ياباني فريضة الحج وهو المرحوم نور أبي تاناكا IPPEI TANAKA الذي أسـلم في الصين. كما أسلم في الصين المرحوم عمر ميتا مترجم معاني القرآن الكريم. زار عمر ياما أوكا مصر وذهب إلى الأزهر عام 1924 وله صورة تذكارية بالزي الأزهري, يعلو وجهه النور وكأنه أحد علماء إندونيسيا وماليزيا .

الثلاثينات 1930 – 1940
برز اسم "عبد الحي قربان علي" كزعيم ديني للمسـلمين التتار وأصدر مجلة باللغة التتارية "جابان مخبري" توزع في داخل اليابان وخارجه, وأنشأ مطبعة بالحروف العربية طبع فيها الكتب الإسلامية باللغة التتارية , وطبع القرآن الكريم الذي كان قد طبع في مدينة قازان قبل الحكم الشيوعي, وقوى علاقاته بالسلطات اليابانية مما دفعها لمساعدة المسلمين في بناء أول مسجد في طوكيو عام 1938 والذي حضر افتتاحه المرحوم حافظ وهبة سفير المملكة في لندن مندوباً عن المرحوم الملك عبدالعزيز آل سعود وحضر سيف الإسلام الحسين من اليمن ومحمود فوزي قنصل مصر في اليابان والذي أصبح فيما بعد وزيراً للخارجية ونائباً لرئيـس الجمهورية. ولدى كاتب هذه السطور الكلمات التي ألقيت وترجمتها والصور التي أخذت بالمناسبة. عاد ثانية إلى اليابان عام 1933 الداعية عبد الرشيد إبراهيم وتعاون مع قربان علي في قيادة الجالية الإسلامية حيث أصبح الضباط الشباب الذين أسلموا على يديه في زيارته الأولى أصبحوا هم الذين يتولون سياسة البلد.

كما جاءت شخصية هندية لامعه لليابان وهو "نور الحسن برلاس" الذي تولى كرسي اللغة الأردية في جامعة اللغات الأجنبية منذ عام 1932 إلى عام 1949, وكان له نشاط مع المسلمين وكتب الكثير عن الإسلام في اليابان باللغة الأردية ترجمها كاتب هذه السطور للعربية, وقابلت ابنه في كراتشي عام 1997 وأحفاده في كراتشي وإسلام آباد والرياض.

وزار اليابان كذلك الداعية العالم الهندي "عليم الله صديقي" وألقى محاضرات عن الإسلام في طوكيو وهو من أوائل الرحالة والدعاة العالميين الذين أنشأوا مراكز وزاروا أقطار الدنيا, وترك أثراً في كل بلد, وعندي خطابه الذي ألقاه في فندق الأوريون في جينـزا GINZA بقلب طوكيو عام 1936 عن مكانة المرأة في الإسـلام. وقد أسس في هذه الفترة مسجد كوبي عام 1935 من قبل المسلمين الهنود وساهم المرحوم فيروز بأكبر قسط من المال, وقابلت ابنه في دلهي عام 1995 وقبلت رأسه إحتراماً لوالده. كما بنى المسلمون التتار مسجداً في مدينة ناجويا بنفس الفترة.واهتمت اليابان بتركستان الشرقية ( التي هي جزء من الصين ) واستدعت زعماء المسلمين هناك والطلبة لليابان ومنهم أمين إسلامي الذي أصبح إماماً لمسجد طوكيو من 1938 إلى 1953, وهاجر بعدها للملكة في الطائف ثم جدة وعمل في الإذاعة ووزارة الحج وأبناؤه في جدة.

كما برز في هذه الفترة وأسلم المرحوم مصطفى كومورا وكان له دور مع مسلمي تركستان الشرقية ويوننان في الصين, وبعد الحرب شكل جمعيتين إسلاميتين معترف بهما رسمياً, وبهذا يعتبر أشطر وأول اليابانيين المسلمين في التسجيل الرسمي والذي يعتبر أصعب شيء في اليابان, وأرسل عشرات الطلبة إلى باكستان وملايزيا ثم المملكة, وشارك عمر ميتا في ترجمة معاني القرآن الكريم في مكة المكرمة , وألف موسوعة ضخمة عن تاريخ الإسلام في اليابان باللغة اليابانية ترجمناها للإنجليزية وهي قيد الإعداد للطبع.

وفي هذه الفترة بدأ سيل من المسلمين اليابانيين الذهاب لأداء فريضة الحج في سنوات متتالية حضي أبرزهم المرحوم صالح سوزوكي بمقابلة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود حيث كان يعطي إهتماماً كبيراً للحجاج اليابانيين . كما روى لي السيد العامودي الذي كان يعمل في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة أن السيد جابان أوغلو وهو عديل للسيد قربان علي , زار المملكة وقابل المرحوم الملك فيصل في الطائف في وسط الثلاثينات وحدثه عن مسلمي اليابان وطلب من المملكة دعمهم .

وجاء اليابان التاجر اللبناني الأديب عبد الرحمن قليلات قادماً من البرازيل ومعه عائلته, وله إسهامات مع المسلمين في اليابان, كما سكنت اليابان عائلة الدبس وكبيرهم المرحوم عبد الهادي الدبس, وهم تجار كبار من سوريا, وإن ابن عمه السيد فؤاد الدبس, متعه الله بكامل الصحة والعافية, الذي يقيم في كوبي وله ولآل الدبس أيادي بيضاء في دعم الوجود الإسـلامي في اليابان.

الأربعينات 1940- 1950
وصل اليابان عام 1941 الشيخ عبد الله طوغاي مبعوث الأزهر إلى اليابان وبقى ستة أشهر فقط حيث عاد الى مصر بسبب انضمام مصر إلى الحلفاء ضد المحور أثناء الحرب العالمية الثانية, وتعلم العربية عليه الأستاذ عمر هاياشي. ومع عبد الله طوغاي تواجد في اليابان محمد كامل طبارة تاجر الأسهم اللبناني, وهو الذي فك الرموز والكتابات التي تمتلكها قبائل العَينو وهم سكان اليابان الأصليين. إن هذه الكتابات عجز عن فكها فطاحلة علوم الألسن والأجناس اليابانيون وأعلن طبارة ترجمتها في مؤتمر صحفي كبير في طوكيو عقد في حينه, إطلعنا عليه في الوثائق التي وجدناها.

دخلت اليابان الحرب واحتلت أجزاء من آسيا وأحتك اليابانيون بمسلمي الصين وملايزيا واندونيسيا والفلبين وبورما وظهرت أسماء "عمر يوكيبا" متعه الله بوافر الصحة والعافية وهو موجود بالندوة هذه حيث أسلم في ملايزيا, والمرحوم عبدالمنير واطانابا أسلم في إندونيسيا والمرحوم صادق إيمازومي والمرحوم فاروق ناغاسي وسودا وماتسوباياشي وغيرهم.
- توفي رائد الدعوة الإسلامية في اليابان عبد الرشيد إبراهيم عام 1944 وهو دفين مقبرة المسلمين في "مقبرة تاما" بضواحي طوكيو.
- خسرت اليابان الحرب وعاد ثلاثة ملايين ياباني ومن بينهم الذين أسلموا في آسيا.
- رجع نور الحسن برلاس عام 1949 وباع طوابع قديمة ليقطع تذكرة له ولزوجته ليعود إلى باكستان وقابلت ابنه عام 1997 كما قلت في كراتشي ويبلغ من العمر 82 عاماً وكان قد درس في يوكوهاما.

الخمسينات 1950 – 1960
- اجتمع المسلمون اليابانيون, عمر ميتا, صادق إيمازومي, عبد المنير واطانابا, عمر يوكييا, عمر ياما أوك, مصطفى كومورا .. الخ وشكلوا أول جمعية للمسلمين اليابانيين عام 1953.

- بدأت طلائع جماعة الدعوة والتبليـغ ترد اليابان من باكستان, ما بين 1956 - 1960 فأول بعثة لهم كانت عام 1956 (بقي شبير أحمد الوحيد من بينهم على قيد الحياة وقابلته قبل بضعة شهور في رايوند بلاهور). لقد زاروا اليابان أربع مرات, رافقتهم في المرة الرابعـة عام 1960. لقد أحيوا المســلمين القدماء بروح الدعوة (عمر ميتا ومصطفى كومورا) وأدخلوا جدداً في الإسلام , عبد الكريم سايتو رحمه الله , خالد كيبا (متعه الله بالصحة), والدكتور عمر كاواباتا وزكريا ناكاياما وعلي موري وأمين ياماموتو (والأربعة الآخرون رحمهم الله من أكبر الدعاة إلى الله في جزيرة شكوكو رابع جزيرة في اليابان وهم من جماعة خالد كيبا). كما أسلم على يد صادق إيمازومي كل من رمضان إيسـوزاكي وزبير سوزوكي وصديق ناكاياما ويوسف إيموري (متعهم الله بوافر الصحة).

- وبرز في هذه الفترة رائد عملاق وهو المرحوم عبدالرشيد أرشد وهو مهندس باكستاني من التبليغ وحافظ للقرآن الكريم وداعية من الطراز الأول, زار اليابان في بعثة تدريبية على حساب الحكومة اليابانية عام 1959 والتحق بالبعثة التبليغية الثالثة وأسلم على يديه خيرة الناس ومنهم خالد كيبا. وهو الذي شجع كاتب هذه السطور على المجيء إلى اليابان حيث تعرفت عليه بواسطة المرحوم السيد علي أبو الحسن الندوي, حينما قابلته في زيارة له لباكستان حيث كنت أدرُس الزراعة في لائلبور "فيصل آباد". وبعد عودة عبدالرشيد من اليابان لقيته في رايوند قرب لاهور في نوفمبر 1959 في اجتماع التبليغ السنوي فكان يشجعني للذهاب إلى اليابان ويقول: اليابان كالبستان الزاهر, مملوء بالفاكهة اليانعة, تدخله وتجمع الثمار بكل سهولة, وإن من بين الذين يسلمون من هم أشبه بالصحابة.

أشرف عبد الرشيد أرشد في أوائل الستينات على مد الخطوط التلفونية بين مكة والمدينة وأخبرته وأنا في اليابان في عام 1961 أن عمر ميتا بدأ يترجم معاني القرآن الكريم, حيث كنت أسكن مع عمر ميتا في غرفة واحدة لمدة سنة تقريباً فاتصل وهو مقيم بمكة المكرمة بالرابطة حين أول تأسيسها فاستدعت عمر ميتا وبعدها مصطفى كومورا وترجم ثلاثتهم سوية معاني القرآن الكريم لليابانية, وتوفى عبد الرشيد بحادث سيارة بين المدينة ومكة عام 1964 أو أوائل 1965, وكان معه مصطفى كومورا وعمر ميتا فنجاهما الله ليتما نشر ترجمة معاني القرآن الكريم.

- وممن أسلم في هذه الفترة عملاق ياباني آخر ورائد كبير في مسيرة الدعوة الإسلامية في اليابان وهو المرحوم البروفسور عبد الكريم سايتو, أسلم على يد أهل التبليغ وعمل أستاذاً في جامعة تاكشوكو Takushoku وأسلم على يديه عشرات من الشباب اليابانيين. أرسلناهم سوية في الستينات للأزهر وفي السبعينات للمملكة العربية السعودية, وهم الآن يتولون تعليم اللغة العربية في الجامعات اليابانية والعمل في كبرى الشركات, ومنهم من يتولى إدارة جمعية مسلمي اليابان الآن مثل الأستاذ خالد هيكوجي Higuch رئيس الجمعية والأستاذ أمين توكوماتسو والأستاذ يحيى إيندو.

الستينات 1960 – 1970
- وصل اليابان الطلاب المسلمون الأجانب , باكستانيون, عرب (ومنهم كاتب هذه السطور), أتراك, وأعداد كبيرة من إندونيسيا, وشكلنا أول جمعية للطلبة المسلمين في اليابان في أوائل عام 1961 ومن إدارتها د. زحل من إندونيسيا (الآن بروفسور في جامعة جاكرتا الوطنية ووزير سابق وجمع لنا مبلغاً محترماً للمساعدة في إعادة بناء مسجد طوكيو المركزي ), مظفر أوزي (تركي) أحمد سوزوكي (ياباني أزهري يمثل الجيل الثاني حيث إن والده مسلم وخاله مسلم) وعبد الرحمن صديقي (باكستاني) وصالح السـامرائي (عربي).

- شكل الطلبة المسلمون مجلس مشترك للدعوة مع جمعية مسلمي اليابان (عمر ميتا, عبد المنير واطنابا, وعبد الكريم سايتو) من الجانب الياباني و (عبد الرحمن صديقي ومظفر أوزي وصالح السامرائي من جانب الطلبة) ومن النشاطات التي قام بها المجلس:
1. أصدر كتيبات عن الإسلام من تأليف عمر ميتا وترجم ونشر كتاب ما هو الإسلام للمودودي.
2. ساعد الأخ فاروق ناغاسي بأصدار جريدة صوت الإسلام في اليابان.
3. أرسل الشباب اليابانيين للدراسة في الأزهر وقبل إرسالهم عمل لهم دورات مكثفة.
4. والى شؤون الدعوة في أنحاء اليابان بعد أن إنقطع أهل التبليغ.
5. اشترى المجلس أول مقبرة للمسلمين في إينـزان بتبرع من المملكة العربية السعودية والكويت ومن خالص أموال المرحوم عبد الكريم سايتو (سجلت المقبرة فيما بعد باسم جمعية مسلمي اليابان وعلى أساسها حصلت الجمعية على التسجيل الرسمي في محافظة ياماناشي المجاورة لطوكيو).
6. قدم المجلس البروفيسور عبد الكريم سايتو للعالم الإسلامي فأول ما زار العراق ثم مصر ثم المملكة العربية السعودية وبعدها الكثير من البلدان الإسلامية.
7. فتح المجلس أول مركز إسلامي في طوكوشيما بجزيرة شكوكو عام 1965 ولم يستمر إلا لسنة واحدة.
8. فتح أول مركز إسلامي في طوكيو عام 1965 بدعم من أول سفير لدولة الكويت الشقيقة (الأستاذ الصنيع وعلمت أنه ذهب إلى ربه, رحمه الله رحمة واسعة). واستمر المركز لسنة تقريباً وأغلق لأن السفير أنتقل من اليابان وانقطع الدعم.

- سعادة الأستاذ المنقور سفير المملكة العربية السعودية في طوكيو ومعه الأستاذ محمد بشير كردي متعهما الله بوافر الصحة والعافية والأستاذ صلاح الحسيني يرحمه الله (وهو نجل المرحوم حاج أمين الحسيني مفتي فلسطين) في سفارة المملكة بطوكيو كانوا يدعمون نشاطنا, والأستاذ المنقور كان يدفع لنا في كل مناسبة مبلغاً محترماً للقيام بالنشاطات المختلفة.

- الاخوة الإندونيسيون كان لهم مقر ضخم في قلب طوكيو وقرب مسجدها المركزي, وكنا نحيي فيه المناسبات الإسلامية وخصوصاً عيد الفطر المبارك, حيث يعملون حفلة ضخمه فيها لذيذ الطعام يسمونها "الحلال بالحلال" يأتيها المسلمون وكبار المسؤولين اليابانيين وحتى أعضاء البرلمان فكانت تظاهرة إسلامية كبيرة.

- في الثلث الأخير من هذه الفترة وبعد أن عاد أكثر الطلبة إلى بلدانهم وقل نشاطهم جاء إلى اليابان عملاق آخر وداعية قل نظيره, هو "سيد جميل" المحاسب القانوني الأول في حكومة باكسـتان Chief Accountant ورئيـس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بكراجي. لقد تابع ما بدأ به الآخرون ووسع. كما نشر بعض الرسائل باللغة اليابانية وشمل نشاطه كوريا أيضاً.

- وجاء إلى اليابان أستاذ مصري قدير هو المرحوم علي حسن السمني حيث علم اللغة العربية في جامعة اللغات الأجنبية والمعاهد اليابانية الأخرى من 1963 - 1978 وتخرج عليه المئات من اليابانيين, وراجعه كبار الأساتذة واستفادوا منه, وأنعم عليه إمبراطور اليابان السابق بوسام رفيع تقديراً لخدماته في حقل الثقافة العربية الإسلامية. وكان يجلس في السبعينات في مسجد طوكيو بعد عصر كل يوم أحد ومعه المرحوم عبد الكريم سايتو وكاتب هذه السطور لاستقبال من يسأل عن الإسلام من اليابانيين.

- كما لا ننسى إمامي المسجد المركزي في طوكيو مفتاح الدين وعينان صفا تغمدهما الله برحمته وكذلك السيد كلكي إمام مسجد كوبي رحمه الله وهم من التتار المهاجرين حيث كانت لهم خدمات جلى للجالية الإسلامية.

- ونود أن نؤكد أنه في هذه المرحلة كان الدعم المادي الرئيسي للنشاطات العامة التي يقوم بها المجلس الإسلامي المشترك كان من الكويت الشقيق, وكان الواسطة في ذلك الأستاذ عبد الله العقيل والمرحوم عبد الرحمن الدوسري, حيث كانا يجمعان لنا التبرعات من أهل الخير وعلى رأسهم المرحوم عبد الرزاق الصالح المطوع القناعي والشيخ عبد الله العلي المطوع وغيرهم, فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

في السبعينات 1970 – 1980
- في عام 1970م زار المرحوم الملك فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه اليابان والتقى بوفد من المسلمين في اليابان ومعهم وفد من مسلمي كوريا, وتقدم الدكتور عبدالباسط السباعي رئيس جمعية الطلبة المسلمين في اليابان في ذلك الحين بطلب للملك فيصل يرجو ابتعاث الدكتور صالح السامرائي الأستاذ بجامعة الرياض ليساعد في الدعوة الإسلامية في اليابان, فاستجاب رحمه الله لهذا الطلب في عام 1973م , فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

- رعى المرحوم الملك فيصل ترجمة معاني القرآن الكريم لليابانية الذي قام بها عمر ميتا ورصد الأموال في سفارة المملكة بطوكيو لتصرف كلما نفذت الطبعة وذكر عمر ميتا في المقدمة أن السيد أحمد سوزوكي والدكتور صالح السامرائي ساعداه في المراجعة الأخيرة بالرياض صيف 1970 .

- في السنتين الأوليتين أستمر سيد جميل يقود العمل الإسلامي في اليابان وكوريا.

- في عام 1973 أرسل الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله كاتب هذه السطور للدعوة الإسلامية في اليابان ومعه ستة آخرون خالد كيبا (ياباني) وأسعد قربان علي (إبن مؤسس مسجد طوكيو المرحوم عبد الحي قربان علي) وعبد الباسط السباعي (مصري) وعلي الزعبي (سوري) وعبد الرحمن صديقي (باكستاني) وموسى محمد عمر (سوداني) وهم ممن درس في جامعات اليابان ولهم سابقة بالعمل الإسلامي فيها. أسس هذا الفريق أول مركز إسلامي متكامل في اليابان بالتعاون مع آخرين يابانيين ومقيمين من أمثال عمر ميتا مترجم معاني القرآن الكريم لليابانية وعبد الكريم سايتو ومصطفى كومورا وتميم دار محيط وعبد المنير واطانابا وعمر دراز خان وعلى حسن السمني ومطلوب علي وعينان صفا. ولا ننسى دور الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله فقد كان الساعد الأيمن للمرحوم الملك فيصل في هذا الأمر ووالى دعم نشاط المركز الإسلامي والدعوة الإسلامية في اليابان, وكذلك جهود المرحوم الشيخ عبدالعزيز بن باز, وهذان الرجلان عملاقان في الدعوة الإسلامية وقل من يدانيهما في هذا المستوى, فعليهم من الله رحمة وأجزل لهما الأجر ولكل من يعمل للإسلام.

- جاء تشكيل المركز في فترة هامة مرت بها اليابان وهي أزمة البترول لعام 1973 وما بعدها فبدأ اليابانيون يهتمون بالإسلام, حيث أن أكثر الدول المصدرة للبترول إن لم تكن جميعها هي دول إسلامية. وكان تأسيس هذا المركز تحقيقا لحلم كل من إهتم بالدعوة الإسلامية في اليابان منذ مائة عام حيث كل من قرأنا لكتاباتهم من الذين زاروا اليابان وعملو في الدعوة من أمثال عبدالرشيد إبراهيم وبركةالله ونور الحسن برلاس وغيرهم كانوا يتمنون إقامة مركز إسلامي يقوم بالدعوة ويعمل به يابانيون ومن لهم معرفة باللغة اليابانية ويصدر كتبا باللغة اليابانية ويقدم الإسلام للشعب الياباني.
1. بدأ يفد إلى المركز الإسلامي الآحاد والعشرات بل المئات من اليابانيين ودخلوا في الإسـلام أفواجاً.
2. قام المركز بإصدار أعداد كبيرة من الكتب والكتيبات عن الإسلام باللغة اليابانية وأصدر مجلة السلام باللغة اليابانية.
3. غطى البلاد من أقصى الشمال إلى الجنوب بالنشاط الدعوي ووصل الإسلام لأول مرة جزيرة هوكايدو في أقصى الشمال وفتح الفروع في مدن عدة.
4. أرسل الطلبة إلى المملكة العربية السعودية ومصر للدراسات الإسلامية.
5. أسس أول مجلس للتنسيق بين الجمعيات الإسلامية وعددها حينذاك اثنا عشر تضم التجمعات الإسلامية اليابانية في عدة مدن والجالية الإندونيسية وجمعية الطلبة المسلمين وذلك في عام 1976.
6. كما عملت في عام 1977 أول ندوة عن الشريعة الإسلامية أقامها المركز بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي وجامعة شو أو CHUO وكان محركها الأستاذ خالد كيبا وحضرها عم الإمبراطور الحالي وأعضاء المحكمة العليا وثلاثمائة من أئمة القانون في اليابان وحضرها المرحوم محمد علي الحركان أمين عام رابطة العالم الإسلامي واسـتمرت لثلاثة أيام ونشرت وقائعها باللغات العربية واليابانية والأنجليزية, وكان من نتيجة هذه الندوة أن عملت دراسات مستمرة حتى يومنا هذا عن الشريعة الإسلامية في اليابان.
7. كما عقدت ندوات ثقافية حضرها الآلاف في طوكيو والمدن الأخرى برعاية كبريات الصحف اليابانية التي تصدر الملايين لكل صحيفة بالتعاون بين المركز الإسلامي وجامعة الرياض حيث حضرها معالي الدكتور عبد العزيز الفدا وسعادة الدكتور توفيق الشاوي متعهما الله بالصحة والعافية.
8. نظم رحلات إلى الحج أولها عام 1976 واستمرت سنوياً بدعم سخي من سمو الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود نائب وزير الداخلية واسـتضافة كريمة من رابطة العالم الإسلامي, كما أشرف على أكبر بعثة حج لثلاثة وأربعين مسلماً ومسلمة يابانيين قاموا بها بخالص أموالهم بقيادة الداعية الياباني الحاج محمد ساوادا, وأرسل المركز معهم الأستاذ نعمة الله والأستاذ عبد الرحمن صديقي. كما شارك في إعداد أكبر تجمع آخر للحج بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين في حج عام 1420. وإن آخر بعثة نظمها المركز لحج 1421 هي بدعم سخي واستضافة كاملة من سمو الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز آل سعود فجزى الله الجميع خير الجزاء وأخلف عليهم بالخير.
9. وفي زيارة للمركز قام بها معالي المرحوم حسن آل الشيخ عام 1975 طلب المركز من معاليه إقامة معهد عربي إسلامي في طوكيو ليكون مرجعية إسلامية في اليابان ويعلم اللغة العربية والثقافة الإسلامية للشعب الياباني فأحال الأمر إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وتولى معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي حفظه الله المهمة فأنشأ هذا الصرح الشامخ ونهل آلاف اليابانيين منه الثقافة الإسلامية واللغة العربية وأسلم العديد. كما تنازل سمو الأمير سعود الفيصل عن مقر سفارة خادم الحرمين الشريفين في طوكيو وأرضها ليبنى عليه هذا الصرح الذي نحتفل بافتتاحه حيث أن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ومتعه بوافر الصحة والعافية دعم البناء الحالي بعشرة ملايين دولار وجهزه ومول تسييره بأكثر من مليون دولار. وإنني هنا أقف موقف المؤرخ وليس المداح, أرصد الحقائق من أجل أن يدعو المسلمون في كل مكان وعلى مر الأجيال للعاملين في حقل الدعوة الإسلامية في اليابان والداعمين لها.
10. كنا نعد المسلمين اليابانيين قبل هذه الفترة ما بين ألف إلى ثلاثة آلاف, وبدأنا فيها نعد المسلمين بعشرات الآلاف, وانتشر الوعي الإسلامي لدى الشعب الياباني, فبعد أن كان الدين الإسلامي يدعى كاي كيو KaiKyo أصبح يدعى إسرام Isram, لعدم وجود حرف اللام باللغة اليابانية ويستبدلونها بالراء.

- وفي آخر هذه الفترة, رجع الداعية المرحوم سيد جميل ثانية إلى اليابان وأدى آخر أعماله الجليلة في المنطقة, ورافقه فيها في عملاق آخر هو الشيخ نعمة الله الذي لا يزال في قمة النشاط الدعوي في اليابان حتى يومنا هذا.

- كان الدعم الرئيسي المادي والأدبي والثقافي للنشاطات الإسلامية في اليابان خلال هذه المرحلة والمراحل التي بعدها يأتي أولاً من المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً ومن رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة. كما كان الدعم يأتي من دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت وسلطنة عمان وكذلك من جمهورية مصر العربية ممثلة في أزهرها العتيد وليبيا بالدعاة التي أرسلتهم. وهنا نذكر الأستاذ حمد الهاجري أول سفير لدولة قطر الشقيقة في اليابان حيث قدم لنا أول دعم مادي في أول مرحلة من تأسيس المركز والمرحوم الشيخ عبدالله الأنصاري رئيس المحاكم الشرعية في قطر. وكذلك المرحوم عبدالعزيز المبارك رئيس المحاكم الشرعية في الإمارات العربية المتحدة والمرحوم عبدالله المحمود في الشارقة لدعمهم النشاطات الإسلامية في اليابان.

الثمانينات والتسعينات وحتى يومنا هذا 1980 -2001
- في أوائل الثمانينات تبرع الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله بأرض من أجل إقامة مقر شامخ للمركز الإسلامي, ورعى الأميران الكريمان نايف بن عبد العزيز وأحمد بن عبد العزيز تشييد البناء وبذلك أصبح المركز الإسلامي معلماً إسلامياً يقصده الأساتذة والطلبة والصحافيون والتلفزيون وعامة الناس, منهم من يعلن إسلامه ومنهم من يستعلم عن الإسلام, ولا يزال هذا المقر يؤدي دوره بتطور وتحسن مستمر.

- وقد زار المركز سمو الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود عام 1985 وسمو الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود عام 1986 وقدما الدعم المادي والأدبي لنشاطاته فجزاهما الله كل الخير.

- إن أكبر تطور في تاريخ الوجود الإسـلامي في اليابان بدأ من أواسط الثمانينات حتى الآن, ألا وهو هجرة أعداد كبيرة من المسلمين إلى اليابان بعد أول هجرة للمسلمين التتار, إن أكثرهم من إندونيسيا وباكستان وبنغلادش والهند وسريلانكا وإيران وأفغانستان ثم من الأفارقة والأتراك ويليهم العرب. لقد جاء الجميع إلى اليابان طلباً للرزق فتزوجوا اليابانيات بعد إسلامهن وحصلوا على الإقامة الدائمة ومنهم من حصل على الجنسية وأبناؤهم يابانيون بالولادة فأبناء اليابانية هم يابانيون. لقد بنى هؤلاء المساجد والمصليات وأقاموا محلات بيع المواد الغذائية الحلال وفتحوا مطاعم الحلال وعمروا المساجد بالصلاة وأصبحت مقراتهم ومساجدهم محلات لقاء وتربية للمسلمين الجدد من اليابانيين.

- في عام 1986 هدم مسجد طوكيو وسط دموع المسلمين وكان الهدف هو إعادة بنائه في نفس الموقع. إلا أن صعوبات جمة وعراقيل وضعت أمام ذلك. وبعد جهود متواصلة من قبل المركز الإسلامي ومن قبل المحبين للإسلام في داخل تركيا الشقيقة وخارجها, أعيد بناء المسجد في وسط عام 2000 صرحاً شامخاً جميلاً وعلى الطراز العثماني, وأصبح مقصداً لجميع اليابانيين يزورونه ويتعرفون على الإسلام بواسطته, وقد أشرفت رئاسة الشؤون الدينية في تركيا على البناء تقريباً, وقام المسلمون في اليابان وخارجها بجمع ثلث كلفة البناء تقريباً, تولى مركزنا الإسلامي جمع أكثرها. وتتولى رئاسة الشؤون الدينية مأجورة إدارة المسجد إماماً ومؤذناً وإدامة.
- كما تم بناء ملحق بمسجد كوبي العريق يتخذ مركزاً إسلامياً ثقافياً في جنوب غرب اليابان وتولى أكثر الصرف على بنائه عائلة الدبس وممثلهم في كوبي الأستاذ فؤاد الدبس, وهو صرح إسلامي آخر في ذلك الجزء من اليابان يؤدي دوره الإسلامي بكل كفاءة.

- وفي ناغويا تم بناء مسجد جميل, عوض الله به عن المسجد القديم الذي دمرته قنابل الحرب العالمية الثانية, وتولى تأسيسه التاجر الباكستاني المفضال الأستاذ عبدالوهاب قريشي وافتتحه معالي الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد رئيس إدارة الحرمين الشريفين وأصبح هذا المسجد ملتقى لمسلمي المنطقة, على سعتها, للعبادة والتعلم وأقام هذا الأخ مدرسة قريبة منه لتعليم أولاد المسـلمين فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

- أما الأخوة الباكستانيون والبنغلادشيون والأفارقة فمساجدهم لا تعد ولا تحصى, فمن مسجد إيجي نيواري الذي بناه أهل التبليغ وسلسلة مساجدهم الأخرى إلى مساجد الحلقة الإسلامية من أتباع الجماعة الإسلامية في باكستان, ومسجد أوتسوكا الذي حظي بتبرع كريم من صاحب السمو الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود وافتتحه فضيلة الدكتور عمر بن عبد الله السبيل إمام الحرم المكي الشريف, ومسجد تودا الذي كان مصنعاً, ومسجد إيساساكي ومسجد الأخوة الأفارقة وغيرها, ولدى المركز قائمة بكل مساجد اليابان سيتولى طبع عناوينها وخرائطها إن شاء الله . كما حظى الأخوة في جمعية مسلمي اليابان بتبرع كريم من سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز مكنهم من شراء مقر جديد لهم .

- إن هدم مسجد طوكيو في عام 1986حدث, باطنه الرحمة وظاهره العذاب, فرغم الحزن الذي عم المسلمين والحيرة والتفرق بعد أن كان يجمعهم هذا المسجد, هيأ الله سبحانه وتعالى بدائل وشجع المسلمين الذين تزايدت أعدادهم على إقامة المساجد والمصليات, وكان أول بديل هو المعهد العربي الإسلامي بمقره القديم والجديد حيث قام بالدور الرئيسي في استيعاب المصلين في الأوقات الخمسة والأعياد. فجزى الله القائمين عليه خير الجزاء .كما إن الأخوة الإندونيسيين إستوعبوا أعداداً كبيرة من المصلين في مصلى سفارتهم ومصلى مدرستهم, وكذلك الأخوة في سفارتي إيران وملايزيا, إن جماعة الدعوة والتبليغ هم أول من كسر حاجز إقامة مساجد جديدة , وأعقبهم بقية المسلمين في شراء وتأجير المصليات . والمركز الإسلامي يتحمل نصف أجرة المصليات في المناطق التي يتواجد فيها الطلبة ويقل فيها التجار المسلمون, وذلك من أقصى شمال اليابان إلى جنوبه. ومن أحدث المساجد التي أقامها المسلمون مسجد في مدينة أيبينا Ebina في محافظة Kanagawa التي تعتبر يوكوهاما مركزها ولا تبعد كثيراً عن طوكيو. إن المسجد كلف مليون دولار ولم يجمع المسلمون قرشاً خارج محافظتهم.

أما آخر صرح للدعوة الإسلامية فهو المسجد الذي تبرع ببناءه مأجوراً سمو الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله في منطقة هاجي أوجي Hachioji في ضواحي طوكيو , وهو إضافة في سلسلة قافلة الخير التي تقودها وتدعمها المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومةً وشعباً فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

- ومن الأحداث المهمة في هذه الفترة ندوة "العلاقات بين اليابان والعالم الإسلامي ومائة عام من تاريخ الإسلام في اليابان" التي أقامها المركز الإسلامي في اليابان بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي ومقرها في جدة, وذلك في شهر مايو عام 2000 بدعم سخي من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أيده الله ومن رابطة العالم الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية والندوة العالمية للشباب الإسلامي والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت, حيث حضر الندوة حوالي السبعين ممثلاً للمسلمين من الدول المجاورة وذات الاهتمام وعلى رأسهم معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة وحضرها جمع غفير من المثقفين اليابانيين والقىكبار الأساتذة اليابانيين المسلمين وغير المسلمين أبحاثاً قيمة وكذلك كلمات وأبحاث من الوفود بما فيهم مندوب وزير الخارجية الياباني. كما حضرها وتعاون في إنجاحها مندوبون من مختلف الجمعيات الإسلامية داخل طوكيو وخارجها, واستمرت الندوة لثلاثة أيام , أبرزت الوجود الإسلامي ورحب المسؤولون اليابانيون وخصوصاً في الخارجية اليابانية بهذا النشاط وطالبوا بتكراره لتعميق الصلات بين اليابان والعالم الإسلامي.

- كما شهدت هذه الفترة إقامة مخيمات سنوية نظمها المركز الإسلامي بالتعاون مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي ودعم من سمو الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز مادياً وأدبياً بحضور مسـتشار سموه فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله البريك الذي أضفى على هذه المخيمات حياة في مجال العقيدة والعلم والتوجيه.

- كما كان لفضيلة الشيخ سعد البريك دور كبير أثناء انعقاد المخيمات في إحياء مجلس التنسيق بين الجمعيات الإسلامية الذي كان نشيطاً للعشرين سنة الماضية وتوقف نشاطه بوفاة منسقه العام البروفيسور عبد الكريم سـايتو رحمه الله. فقد وقع أثناء هذه المخيمات ثلاثمائة وخمسون مندوباً مسلماً من جميع أنحاء اليابان على إحياء هذا المجلس وانتخاب الأستاذ خالد كيبا العالم الياباني المعروف وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي ومدير الشؤون المالية في المركز الإسلامي منسقاً عاماً لمجلس التنسيق .

- لقد والى المركز الإسلامي إيفاد بعثات الحج ومنها إشرافه على أكبر بعثة حج لثلاثة وأربعين مسلماً يابانياً ومسلمة وقدموا من خالص أموالهم وكانوا بقيادة الداعية الياباني الحاج محمد ساوادا, وأرسل المركز معهم للإرشاد الشيخ نعمة الله والأستاذ عبد الرحمن صديقي, كما ساهم المركز بدور كبير في إعداد تجمع ضخم للحج من اليابانيين عام 1420 بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز. وإن آخر بعثة نظمها المركز للحج عام 1421 وهي بدعم سخي واستضافة كاملة من سمو الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز, فجزى الله الجميع خير الجزاء وأخلف عليهم بالخير.

- إن من أكبر هموم المسلمين في اليابان دفن موتاهم خصوصاً بعد أن أصبح وجودهم كثيفاً يابانيون وأجانب مقيمون. إن كلفة الحصول على قبر في المقبرة الحالية إينـزان والتي أصبحت تحت إشراف إخواننا بجمعية مسلمي اليابان تبلغ أكثر من مليون ين (أكثر من عشرة آلاف دولار), لهذا فقد حرص المسلمون على شراء أرض في إحدى المحافظات المجاورة لطوكيو يدفن بها موتى المسلمين مجاناً وبدءوا بمحاولة لجمع تبرعات من الجالية , وهنا جاءهم العون, فقد امتدت يد كريمة لترعى مشروعهم وهي يد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله حيث قدم تبرعاً كريماً مقداره سبعمائة ألف دولار لشراء أرض للمقبرة. إن لجنة المقبرة ورئيسها الأستاذ ميان أفتاب التاجر الباكستاني في يوكوهاما وهو من كرام الناس ومن جملة التجار المسلمين الذين يبذلون الكثير في المشاريع الإسلامية هذه اللجنة طلبت أن تسجل أرض المقبرة باسم المركز الإسلامي لأنه يكاد يكون الهيئة الدينية الرئيسية الوحيدة المسجلة رسمياً لدى الحكومة اليابانية, لأن الهيئة الدينية الرسمية هي التي من حقها أن تطلب إقامة مقبرة, وقد لبى المركز الأمر ويسعى سوياً مع اللجنة لاستكمال امتلاك أرض للمقبرة.

الوجود الإسلامي الحالي
إن المسـلمين في اليابان يابانيون ومقيمـون يتواجدون من أقصـى جزيـرة في شـمال اليابان (هوكايدو) إلى أقصى جزيرة صغيرة في جزر أوكيناوا جنوباً قرب تايوان, ومن أقصى الشـرق (طوكيو) إلى أقصى الغرب (كانازاوا وشمياني توتوري). ويمكن أن نصنف المسلمين في اليابان في الفئات التالية:

أولاً : المسلمون اليابانيون :
وهم موزعون كالآتي :
1- جمعيات خاصة بهم. ومن الأمثلة على ذلك:
أ- جمعية مسلمي اليابان.
إن حصيلة الوجود الإسلامي للمسلمين اليابانيين حتى عام 1953 هي جمعية مسـلمي اليابان, وهي أول جمعية إسلامية خالصة أسسها مسلمو ما قبل الحرب العالمية الثانية والذين عادوا بعد إسلامهم في إندونيسيا وملايزيا والصين , وكذلك من بقي حياً من المسلمين الأوائل في اليابان. ولقد سبقتها قبل الحرب جمعيات إسلامية إستشرافية. لقد أدت هذه الجمعية ولا تزال دوراً كبيراً في الدعوة الإسلامية, ويقوم عليها الآن خريجو الأزهر وجامعات المدينة المنورة وأم القرى فهي الجمعية الأم, ويكاد ينحصر نشاطها في طوكيو ورئيسها الحالي الأســتاذ خالد هيكوجي Higuchi أزهري ومن أعضائها يحيى إندو الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ) نور الدين موري (أم القرى في مكة المكرمة).
ب- الجمعية الإسلامية في هوكايدو (عبد الله أراي)
ج- جمعية الصداقة الإسلامية في كيوتو (علي كوباياشي)
د- جمعية الدعوة الإسلامية في أوساكا (عبد الرحيم ياما كوجي)
هـ- الجمعية الإسلامية في نارا (محمد ناكامورا)
و- جمعية المرأة المسلمة - أوساكا وكيوتو ( الأخت زيبا كومي)
ز- جمعية الثقافة العربية في طوكيو (الأخت جميلة تاكاهاشي)

2- جماعات مندمجة مع جمعيات تضم الطلبة المسلمين والمسلمين الأجانب المقيمين.
إن هذا الصنف منتشر في جميع أنحاء اليابان وأعدادهم كبيرة , ومن الأمثلة عليهم الأستاذ خالد كيبا (مع المركز الإسلامي وله جمعية خاصة به في طوكوشيما بجزيرة شكوكو) البروفسور عبد الجبار مائدا (الجمعية الإسلامية في ميازاكي-كيوشو) والأخ محمد سـاتو (مع الجمعية الإسلامية في سنداي) البروفيسور مرتضى كوراساوا (في جامعة ناغويا وهو أحد مدراء المركز الإسلامي) والى غير ذلك من الشخصيات والأفراد اليابانيين.

3- أفراد: الواحد منهم يعادل أمة في نشاطه الإسلامي وهم الأكثرية الساحقة من المسلمين اليابانيين يديرون أكثر من خمسة عشر صفحة إلكترونية باللغة اليابانية, يدعون فيها الناس للإسلام ومثال عليهم:
- سليمان هاماناكا في جزيرة شكوكو (له صفحة إلكترونية)
- بروفيسور كوسوجي في جامعة كيوتو, له صولات وجولات في التلفزيون الوطني الرئيسي لليابان NHK وفي قاعات المحاضرات والمؤتمرات.
- بروفسور أونامي (جامعة كيوتو- هندسة), يضع ترجمة معاني القرآن الكريم باليابانية على صفحته الإلكترونية.
- بروفيسور شيرو تاناكا (متقاعد من جامعة اللغات الأجنبية في كيوتو وحافظ للقرآن الكريم).
- بروفيسور هشام كورودا (الجامعة الدولية في نيغاتا وصاحب المؤلفات العديدة وتلميذ العالم الراحل المشهور جعفر إيزيتسو IZITSU
- الأستاذ أشرف ياسوي (أستاذ اللغة العربية في المعاهد اليابانية).

إن وضع مسلمي اليابان أشبه ما يكون بالعهد المكي, حينما كان المسلمون الجدد أفراداً متواجدين في مدن وقرى وواحات الجزيرة العربية, كل يقيم دينه في محل إقامته, منهم من يخفي إيمانه ومنهم من يظهره ويؤذى بسببه ومنهم من يدعو رغم الإيذاء إلى أن أذن الله بالهجرة إلى المدينة المنورة.

ويبرز هنا سؤال: كم هو عدد المسلمين اليابانيين ؟ ونجيب على ذلك بأنه ليس هناك إحصاء لعدد المسلمين اليابانيين , ففي اليابان أكثر من مائة جمعية وتجمع إسلامي وعشرات إن لم يكن مئات من المساجد والمصليات ويدخل يومياً عن طريق هذه الجمعيات والمساجد والمصليات عدد كبير من اليابانيين الإسـلام.

كما يسافر سبعة عشر مليون ياباني سنوياً للسياحة خارج البلاد , فمنهم من يسلم في البلاد الإسلامية ومنهم من يسلم في أوربا وأمريكا, حيث تأتي طلباتهم لمركزنا الإسلامي للكتب عن طريق الانترنيت ونستجيب لهم في الحال. (كتبت لنا مسلمة يابانية من كوالالمبور في البريد الإلكتروني أنه يوجد خمسون ياباني ويابانية يرغبون في التعرف على الإسلام وتطلب مدهم بالكتاب الإسلامي باللغة اليابانية)

نقول أحياناً إن عدد المسلمين اليابانيين يقارب المائة ألف أو يزيدون والأجانب ثلاثمائة ألف أو يزيدون, وهذه أرقام تقديرية ينظر إليها المراقبون من زوايا مختلفة ويعطون أرقاماً متعددة ولكنه من المؤكد أن المسلمين اليابانيين يتزايدون وأن الشعب الياباني من أقرب شعوب الأرض للإسلام, يحترمون هذا الدين ويرون فيه تأكيداً لمثلهم وتقاليدهم العريقة .

ثانياً: المسلمون المهاجرون :
1- إن طلائع المسلمين المهاجرين إلى اليابان هم من شبه القارة الهندية قبل الاستقلال, جاءوا لليابان في أواخر القرن التاسع عشر واشتغلوا بالتجارة وأقاموا في طوكيو ويوكوهاما وكوبي, وهم الذين بنوا أول مسجد دائم في اليابان وذلك في مدينة كوبي عام 1935, وصمد هذا المسجد شامخاً رغم قنابل الحرب العالمية الثانية التي حطمت كنيسة مجاورة له, ورغم الزلزال الكبير عام 1995 الذي هدم الكنيسـة المجاورة للمرة الثانية.
2- أما الدفعة الثانية من المهاجرين فهم المسلمون التتار أو أتراك القازان الذين لجأوا لليابان فراراً من الشيوعية وجاءا في أوائل العشرينات من القرن الماضي, وعاشوا مع الهنود في كوبي وضم الجميع مســجدها وأقاموا مسـجداً في ناغويا (دمرته الحرب العالمية الثانية) وأقاموا مسجد طوكيو عام 1938, قائدهم في العمل المرحوم "عبد الحي قربان علي" ومن بقاياهم حتى الآن الأستاذ تميم دار محيط متعه الله بالصحة والعافية, وهو بين الحضور الآن. ونستطيع أن نقول إنهم هم أول جالية إسلامية تستقر في اليابان, ولقد هاجر شبابهم إلى تركيا وأوربا وأمريكا والقليل منهم موجود الآن في اليابان.
3- الإندونيسيون والملايزيون هم ثالث جالية ترد اليابان وهم الذين حدث خلاف مذهبي بينهم (وهـم على مذهب الإمام الشــافعي) وبين التتار وهـم (أحناف) مما دفع المرحوم "عبد الحي قربان علي" الإمام التتاري أن يكتب لإمام الحرمين "المعصومي" عن هذا الخلاف فأجابه المعصومي برسالة "هدية السلطان إلى بلاد اليابان" وذلك في الثلاثينات من القرن العشرين وقد أعيد طبع هذه الرسالة عدة مرات وهي متداولة الآن.
ولا تزال الجالية الإندونيسية من أكبر الجاليات ولهم مدرسة ومسجد في طوكيو, أدى دوراً كبيرا ً حين افتقد المسلمون مسجد طوكيو.
4- أما الهجرة الكبرى فهي التي حدثت منذ الثمانينات والتي سبق ذكرها وتمثل مختلف الجنسيات والكثير منهم استقر بعد زواجه من اليابانيات. ويوجد اتجاه جديد وهو زواج اليابانيين بعد إسلامهم من المسلمات وأكثرهن من إندونيسيا وملايزيا والفلبين ومن العربيات المسلمات ومن آخر الزيجات زواج ياباني بعد إسلامه من مسلمة روسية.

ثالثاً: الطلبة المسلمون القادمون من البلدان الإسلامية.
إن أوائل الطلبة المسلمين هم من المسلمين الصينيين الذين درسوا في جامعة واسيدا عام 1909 وعددهم حوالي الأربعين وأصدروا مجلة باللغة الصينية "الاستيقاظ الإسلامي", كما جاء ثلاثة طلاب عثمانيين إلى جامعة واسيدا عام 1911 منهم ابن الرحالة الداعية عبد الرشيد إبراهيم. وأثناء الحرب العالمية الثانية جاءت أعداد من الطلبة الإندونيسـيين والملايزيين, استشهد منهم عدد في قنبلة هيروشيما ومنهم من شفى من أثر القنبلة وبقي على قيد الحياة, وقد اجتمعنا بأحدهم قبل سنتين في إندونيسيا. كما درس أبناء التتار المهاجرون في الجامعات والمدارس اليابانية منهم الدكتور التنباي والأستاذ تميم دار محيط وحرمه الدكتورة ثالثة ورمضان صفا وأسعد قربان علي, متعهم الله جميعاً بالصحة وكانوا أسسوا جمعية خاصة بهم في الأربعينات من القرن العشرين.

أما الأعداد الكبيرة من الطلبة المسلمين فقد بدأت بعد الحرب العالمية الثانية وفي أواخر الخمسينات وهي تتزايد حتى يومنا هذا . إن أكثرهم من الإندونيسيين ثم الملايزيين ثم من باكستان وبنغلادش ثم العرب والترك والإيرانيون والأفارقة. إن هؤلاء مع المسلمين اليابانيين والمسلمين المقيمين شكلوا تجمعات مشتركة في كل مدينة يقيمون مصلى مؤجراً (وبدءوا بإقامة مساجد ثابتة مملوكة) يضم مكتبة وثلاجة لبيع اللحم الحلال إضافة لمكان الصلاة والاجتماعات, وعلى ذكر المصليات كنت دائماً أتأسف وأقول , كل الأقوام المسلمة من المقيمين في اليابان أقاموا مصليات ومسـاجد إلا قوم الرسول صلى الله عليه وسلم من العرب, وأخيراً أقام الطلبة العرب وأكثرهم مصريون أقاموا مصلى في منطقة إقامتهم في ضواحي طوكيو (شن ميساتو)Shin Misato وأدى خمسـة وعشرون شخصاً منهم ومن الطلبة الآخرين فريضة الحج لعام 1421, إضافة لأعداد كبيرة من الطلبة من الجنسـيات الأخرى حجت هذا العام.

رابعاً : المتدربون من البلدان الإسلامية.
تأتي اليابان أعداد كبيرة من المتدربين من البلدان الإسلامية لفترة من أسابيع إلى سنة وهؤلاء لهم احتياجاتهم من التعرف على الأطعمة الحلال ومواقيت الصلاة, كما إن الكثير منهم يتعرضون لأسئلة عن الإسلام, وبذلك تأتينا في المركز الإسلامي أسئلة وطلبات بالبريد الإلكتروني والفاكس ننفذها في الحال. إن لهؤلاء المتدربين دور كبير في التعريف بالدين الإسلامي, وإن محض وجودهم كمسلمين يعلم اليابانيين شيئاً عن الإسلام, خصوصاً حينما يتحرى هؤلاء المسلمون العيش ضمن تعاليم الإسلام.

خامساً : التجار والسياح المسلمون .
العلاقات التجارية بين العالم الإسلامي واليابان قديمة ومستمرة ويؤم اليابان سنوياً عدد من التجار وكذلك السياح, ولهؤلاء دور في التعريف بالإسلام. إن مركزنا الإسلامي متخصص في الكتاب الإسلامي باللغة اليابانية ويزود كافة الجمعيات الإسلامية في اليابان والطلاب والمتدربين والتجار والسياح وغيرهم بالمادة الإسلامية المقروءة ويزود المتدربين وحديثو القدوم إلى اليابان بالمعلومات اللازمة عن المساجد وأوقات الصلاة والأطعمة الحلال ومراكز تجمع المسلمين.

- مداخلة -
وهنا نؤكد مرة أخرى أن الشعب الياباني تتمثل به الأخلاق العالية والصفات الكريمة, بل أقول إن الياباني إذا تعرف على الإسلام يجده مطابقاً للمثل التي يعتنقها مجتمعه, فينال استحسانه, وإذا أراد الله له الهداية فإنه يعتنق هذا الدين الذي أعجب به, وإننا نرفق وثيقة تظهر الصــفات الأصيلة للشـعب الياباني التي ورثها عن زعمائه الفرسـان (السامورائي).

يكتب لنا شخص على البريد الإلكتروني إنه درس الإسلام ويريد اعتناقه, هل عليه أن يتعلم الصلاة قبل النطق بالشهادتين أم يقول الشهادتين ثم يتعلم الصلاة, وهل الختان لازم وإن كان كذلك فهل يجب أن يقوم به طبيب مسلم وإلا فهو على استعداد لعمله بأي مستشفى مجاورة لمكان تواجده, والأخرى تكتب لنا رسالة إنها درست الإسلام استعدادا لتقديم بحث في جامعتها فأعجبها الإسلام وتريد أن تدعو طلبة جامعتها إلى الإسلام بطريقة علمية وتقول: إني أعرف أن تحريم الخنـزير أمر له علاقة بالصحة, أليس هناك أشياء في الإسلام أثبتها العلم حتى أستطيع بها أن أدعو طلبة جامعتي للإسلام ؟ أما محمد داود فقد زار القدس وغزة قبل سنتين فأحب الإسلام فرجع إلى كيوتو واتصل بالأخت الداعية زيبا وتعلم منها الإسلام فاسلم (أقول عن الأخت زيبا كومي إنها تعادل مائة رجل إن لم يكن ألف). أما عثمان فهو طالب في السنة الثانية من الجامعة في مدينة كيوتو, زار تركيا لأسبوع فأحب الإسلام ورجع وقرأ كتب المركز حيث طلبها من الأخت زيبا وأسلم , وفاطمة ناكاسوني شابة تدرس في "برد فورد" في بريطانيا, كانت مسيحية وصادقت فتاة من أصل باكستاني فأسلمت, وهي تضع النقاب مع أنها في بريطانيا, هكذا كتبت لنا في بريد إلكتروني, وأخرى كتبت من أمريكا تريد معاني القرآن الكريم في اليابانية فأرسلنا لها ما تريد, وحينما سألناها عن الجالية الإسلامية في منطقتها قالت نحن مائة شخص وأنا المسـلمة اليابانية الوحيدة ونريد بناء مسجد, وذكرت لنا أن لها صفحة إلكترونية خاصة بها فإذا هي أستاذة للموسيقى في إحدى الجامعات الأمريكية وتعالج بالموسيقى. وفكتوريا الروسية كتبت لنا من داخل اليابان تريد بنكاً إسلامياً لإيداع نقودها تحاشياً للربا فأعطيناها عنوان البنك الوطني الباكستاني, وتحدثت معنا بالتلفون من مدينة لا تبعد كثيراً عن طوكيو وهي متزوجة من ياباني مسلم, وقلنا لها بعد سبعين سنة من الحكم الشيوعي نرى مسلمة روسية تحرص أن تضع ما تملك في بنك غير ربوي , هذه معجزة الإسلام وأرسلنا لها ترجمة معاني القرآن الكريم باليابانية ومنشورات المركز ليقرأها زوجها الياباني فشكرتنا على ذلك. أما الرسالة التي كتبتها جارة مسجد طوكيو بعد أن دعاها للإسلام الشيخ نعمة الله في صباح ذات يوم قرب مسجد طوكيو وحينها كان تحت الإنشاء, وأعطاها نشرة ما هو الإسـلام وعليها البريد الإلكتروني للمركز هذه الرسالة فحواها كالآتي:
نشأت وأنا طفلة في بيت مجاور لمسجد طوكيو ....
وقد كان منظر قبته الزاهية قبيل غروب الشمس يأخذ بالألباب ....
وعندما هدم المسجد انتابني حزن شديد .....
وها إن المسجد قد بدأت إعادة بنائه فإنني أشعر بغاية الفرح والسرور....
وقد كتبت السيدة رسالتها على الانترنيت بورق أخضر وهو رمز الجنة عند اليابانيين. ومثل هذا يحدث يومياً لنا في المركز وفي المعهد العربي الإسلامي وفي مسجد طوكيو المركزي ومسجد كوبي ومع الجمعيات الإسلامية كلها.

إن وجود التجمعات الإسلامية العديدة في اليابان يهيئ فرصة للمسلمين الجدد أن يلتفوا حولها ويتعلموا الحياة الإسلامية منها.إن المركز الإسلامي في اليابان منارة شامخة للإسلام يهتدي بها من يريد أن يعرف شيئاً عن الإسلام ويهتدي بها المسلمون القادمون لليابان, وموقعنا الإلكتروني سهل الوصول إليه, فأي إنسان يضغط زراً بسيطاً إسلام- اليابان يصل إليه في الحال, وهنا تأتي الأسئلة والطلبات وهنا تأتي الإجابة السريعة, ونحن نحتفظ بكل البريد الإلكتروني الذي وصلنا, وإجماع المرسلين يشكروننا على الاستجابة السريعة.

كتب لنا طالب عربي من سياتل غرب الولايات المتحدة يقول, معنا أعداد من الطلبة اليابانيين يريدون التعرف على الإسلام ويرجو أن نرسل له كتباً باللغة اليابانية وإن طالبة رجعت إلى اليابان وعنوانها كذا ويرجو أن نرسل لها كتباً, فما كان منا إلا أن أسرعنا بإرسال مجموعة من الكتب وترجمة معاني القرآن الكريم له وكذلك للطالبة فكان تعليقه على ذلك إنه من بين مليون مسلم يوجد واحد من أمثالكم, ويشكر تجاوبنا السريع معه. زد على ذلك إن مركزنا يعتبر من أقدم المؤسسات الإسلامية في اليابان ومعروف لدى الحكومة ووسائل الإعلام والجامعات والمدارس والجماعات الدينية في اليابان, مما جعله مرجعية دينية في اليابان ونحمد الله العلي القدير أن جعلنا في موضع نتمكن به أن ندعو لدينه القويم والقيام بفرض الكفاية نيابة عن الأمة الإسلامية, ونشكر كل الذين يقدمون الدعم لنا لتسهيل مهمتنا, والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لسيدنا علي "لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من الدنيا وما فيها أو خير لك من حمر النعم"

الجيل الثاني مشاكله ومستقبله
إن أهم مشكلة تواجه المسلمين في اليابان هي أبناء وبنات الجيل الثاني وأكثرهم من الزواج المشترك أجانب مع يابانيات وبالمثل مسلمات أجنبيات مع يابانيين مسلمين وكذلك أبناء المسلمين اليابانيين.

التعليم إجباري وأساسي, والآن لا توجد مدرسة إسلامية واحدة في اليابان, ويوجد الآلاف من الأبناء المسلمين, وما لم نهيئ لهم وسيلة لتعليمهم الإسلام فلا شك أنهم سيذوبون في المجتمع غير الإسلامي. والذي يحدث أن المسلم الباكستاني أو البنغلادشي يرسل زوجته اليابانية وأولاده إلى بلدانهم للتعلم, ومع وجود الفروق الاقتصادية والاجتماعية بين اليابان وهذه البلدان فأن مشاكل كثيرة تظهر, وقد تؤدي إلى هدم الحياة الزوجية, ولابد من حل جذري لهذه المشكلة.

إن المركز الإسلامي بصدد إقامة أول مدرسة إسلامية في اليابان, وأشترى لذلك أرضاً مجاورة لمسجد طوكيو المركزي, ويعتزم إقامة مدرسة عليها ليكسر حاجز التردد في إقامة المدارس الإسلامية عند المسلمين في اليابان, كما كسر حاجز التردد في بناء المساجد في هذا البلد. إننا إذا اعتنينا بأبناء الجيل الثاني فإن هؤلاء هم الذين سيقدمون الإسلام للشعب الياباني بكفاءة أعلى منا, فهم يابانيون ولغتهم يابانية وهذان عاملان مهمان. وإننا نتقدم بالشكر والامتنان لسمو الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود على المساعدة التي قدمتها مؤسسته الخيرية لشراء أرض المدرسة, والشكر والامتنان كذلك للبنك الإسلامي للتنمية على موافقته لدعم ثلث تكاليف بناء المدرسة.

شكر وامتنان
وفي الأخير إننا نتقدم بالشكر والامتنان العميقين للمملكة العربية السعودية لما قدمته وتقدمه لرفع شأن الإسلام والمسـلمين في اليابان . إن الكثير من العمل الإسلامي في اليابان هو نبتة مباركة زرعتها المملكة العربية السعودية , كما إننا نشكر دول الخليج الشقيقة لدعم المسلمين في اليابان وكذلك الدول العربية والإسلامية الأخرى .

وإني بهذه المناسبة أتقدم بالشكر للأساتذة الأكاديميين اليابانيين الذي يهتمون بالثقافة الإسلامية ويحرصون على تقديمها لأبناء قومهم بحياد تام ومن منابعه الأصلية بعيداً عن تأثير الغرب, ومن روادهم الحاليين على سبيل المثال لا الحصر البروفيسور إيتاجاكي Itagaki والبروفسورة كاتاكورا Katakura والبروفيسور كوماتسو والبروفسوران Sugita اللذان يحملان نفس اللقب في جامعة طوكيو والبروفيسورغوتو Gotoوغيرهم كثيرون, فتحية لهم وشكراً. كما نشكر حكومة اليابان لإعطائها الحرية الكاملة للمسلمين في اليابان ورعايتها لهم وحرصها على تعميق التفاهم بين اليابان والعالم الإسلامي, وفي مقدمتهم معالي وزير الخارجية السـيد كونو Kono وكذلك البوليس الياباني بمختلف أشكاله ورتبه هو أول من يحرص على التعاون مع المسلمين أفراداً وجماعات. ونحيي كذلك الشعب الياباني الصديق الذي ما أن يسمع كلمة "الإسلام" إلا ويتلقى نشراته وكتبه بكل احترام ويعبر عن ارتياحه لهذا الدين. إن الدراسات التي تقوم بها الحكومة اليابانية على الأجانب تشير إلى أن المسلمين هم من أهدأ الجاليات وأقلها مشاكل.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
--------
صورة: مسجد طوكيو الحالي

2006/07/30

ميلاد أكبر بنك في العالم من خلال خصخصة البريد في اليابان


من المقرر إنشاء بنك جديد من خلال خصخصة خدمات البريد في اليابان في أكتوبر/تشرين الأول عام ألفين وسبعة، وسيكون أكبر بنك في العالم حيث سيتجاوز مجمل أصوله مائتين وستة وعشرين ترليون ين، وهو ما يعادل نحو ترليوني دولار أمريكي.

يذكر أن هيئة البريد التي تديرها الدولة الآن سيتم تقسيمها إلى أربع شركات تتولى كل منها إدارة المدخرات والتأمين والبريد وخدمة الزبائن في ظل شركة بريد قابضة.

ووفقا لخطة الإدارة التي وضعتها الشركة القابضة، فإن البنك الجديد سيطلق عليه اسم بنك يوتشو郵貯銀行  وسيتفوق على بنك طوكيو ميتسوبيشي UFJ من حيث مجمل الأصول.

ومن المتوقع أن يتجاوز مجمل أصول شركة التأمين التي سيطلق عليها شركة كامبو للتأمين على الحياة مائة وأربعة عشر ترليون ين أي ما يعادل نحو تسعمائة وتسعين مليار دولار أمريكي، وهو ما يزيد عن أصول كبرى شركات التأمين اليابانية حاليا، شركة نيبون للتأمين على الحياة.
29-7
------
صورة: مبنى هيئة البريد المركزي بجانب محطة طوكيو
إقدمت إدارة كويزومي على هذه الخصخصة المضرة رغم معارضة غالبية الشعب الياباني لها, تنفيذا ل( مطالب أسياده الصهاينة و إدارة بوش) التي تسعى لنهب أموال اليابانيين كما كتبت الصحف الغربية ساخرة.

2006/07/29

نشاطات الكنيسة الاتحادية الخطرة في اليابان


من أجل إزالة ما يسمى ( التجارة الروحية)霊感商法
التي تتبعها الكنيسة الإتحادية 統一教会 المتطرفة الإجرامية التي أسسها مبشر كوري دجال وتعويض الأضرار التي عانى منها الضحايا تأسست
شبكة المحاميين اليابانيين ضد التجارة الروحية

الشبكة الحالية وبدأت بنشاطاتها منذ فبراير 1987، وتم تأسيسها رسمياً في مايو من السنة نفسها. ويشترك فيها حوالي 300 محامي لهذه النشاطات.

"التجارة الروحية" هي طريقة خطرة كانت يقودها "اتحاد الروح المقدّسة من أجل توحيد النصرانية (الكنيسة الاتحادية فيما بعد) من أجل كسب المال لنشاطاتها.

الطرق النموذجية المتبعة للقيام بذلك هي:
1- الاقتراب من المدنيين من خلال الزيارات الفردية أو في المدينة مع إخفاء هويته كعضو في الكنيسة الاتحادية , بأقوال :

"أرجو أن تتعاون في استبيان يهدف لدراسة وعي الشباب"

"أنا أدرس قراءة الكفّ"
"هناك خطوط في كفك تقول أنك في مرحلة انتقالية"
إنهم يُظهرون قلقاً، أحداثاً مشؤومة في العائلة، ويدقّقون في الحالة المالية للأشخاص.
2- من خلال تقارب كهذا، يخدعون الناس ليقنعوهم بشراء الدمغة أو المسابح، في البيت، في المقاهي، أو الشقق السكنية، من خلال إخافتهم لساعات عديدة بقولهم:" من أجل تحريرك من قدر الأجداد المشؤوم".
هذا يكلّف من 100000 ين وحتى 2 مليون ين علما بأن الدولار الواحد يساوي 115 ين تقريبا.

3- في عام 1987، بالإضافة إلى الوسائل التي ذكرناها سابقاً، جعلوا الناس يشترون جرة رخامية (من عدة ملايين ين وحتى 10 مليون ين)... أبراج بوذا (4.4 مليون ين). (كوراي جينسين) المركّز (80000 ين لكل زجاجة، وبعضهم اشترى أكثر من 100 زجاجة)

يقنعونهم بشراء ذلك من خلال القول:"رجل خبير بارز جداً يستطيع رؤية عالم الروح الرديء يمنحك جزءاً من وقته من أجل أن يقابلك"

إنهم يغرون الناس ليأتوا إلى مكان مخيف، ومن خلال استغلال القلق الذي علموا به مسبقاً، يقولون:" إذا تركت الأمر كما هو عليه الآن، فإن والديك سيموتان قريباً... أبناؤك سيمرضون... زوجك سيخونك... لن تحصلي على السعادة من زواجك. وهذا كله لأن أجدادك ارتكبوا جريمة قتل، ..."

ثم يواصلون خداع وتخويف الناس لساعات.
4- بعد 1988، استمر خداع التابعين للكنيسة الاتحادية وكانوا يبيعون عصارة (جينسين). على كل، حالياً، أصبحوا يقنعون الناس بشتراء تماثيل بوذا وشجرة العائلة ببضع ملايين ين، عن طريق استخدام كلمات التهديد نفسها، وإجبارهم على تقديم القرابين.

5- بالإضافة إلى كل ذلك، كانوا يستخدمون أساليب تنتهك قانون البيع أمام البيوت، بجعل الناس تشتري أشياء مثل مجوهرات، أثواب الكيمونو، ورسومات بأسعار باهظة بالإكراه.

6- وصلت مبالغ التبرعات لسون ميونج مون مؤسس هذه الكنيسة الكوري الذي أمر بجمعها من الأتباع اليابانيين كل شهر من خلال المسؤولين اليابانيين الكبار هائلة جداً.

ففي عام 1986 و 1987، كان المبلغ ما يقارب 10 بلايين ين كل شهر، وفي 1990 كان المبلغ لا يزال بضع بلايين ين كل شهر.

من أجل تنفيذ المهمة المحدّدة، كان الأتباع الذين يملكون عملاً يُجبرون على أخذ دينٍ من مؤسسات مالية. بالإضافة إلى أن ربّات المنازل اللواتي يملكن عقارات والمسنين الذين يعيشون لوحدهم أُجبروا على تقديم عشرات ومئات الملايين (ين) بالتخويف.

بالإضافة إلى أنهم أُجبروا على استعارة المال من المؤسسات المالية على رهانات العقارات، والتي تسلبها الكنيسة الاتحادية لاحقا حيث أن هذا النوع من الديون سرعان ما يتضخم , لذا نجد الكثير من الناس في مشكلة كبيرة.

3-بعض ضحايا "التجارة الروحية" جاؤوا إلينا نحن المحامين الحكوميين. فعدد الضحايا والذين تم احتيالهم يفترض أن يكون أكثر بعشرات المرات مما قد تم الاعتراف به، بسبب الخوف من الحظ التعيس من الأجداد والخوف من الكنيسة الاتحادية.

في السنوات السبع الماضية، (من فبراير 1989 وحتى قبراير 1994)، فقط الحالات التي جلبت اهتمامنا نحن المحامين هي حوالي 16000 حالة، والخسارة كانت أكثر من 60 بليون ين.


لقد حللنا هذه القضايا خلال مفاوضات ودعاوى قضائية واستطعنا تعويض الأضرار.

مع ذلك، كررت الكنيسة الاتحادية الفعلة الشنيعة وذلك بالعثور على المزيد من الضحايا الجدد من أجل تعويض الضحايا الآخرين, بالإضافة إلى ذلك فلأن الكنيسة الاتتحادية تواجه صعوبات مالية حالياً, إتخذت موقفا متحديا فيوجد إزدياد في القضايا التي ترفض الكنيسة الدخول في مفاوضات بشأنها، وأصبحت تطيل وتمدّ في عمليّات المفاوضات أو الدعوى.

في يونيو 1993، حكمت المحكمتان المحلّيتان في طوكيو ويوكوهاما بأن الأضرار التي تعرّض لها الضحايا بسبب الكنيسة الاتحادية أعمال غير قانونية ، فتمت مصادرة الأملاك (الأراضي والبنايات) للمراكز الرئيسية للكنيسة الاتحادية .

في يناير 1993، ميتشيو فوجي، الرئيس الجديد للكنيسة الاتحادية الياباني كان غارقاً في ديون تساوي 400 بليون ين. مع ذلك، كان معظم رأس المال الضخم يرسل إلى شركات لها علاقة بـ سون ميونج مون، وإلى الكنيسة الاتحادية في كوريا والولايات المتّحدة الأمريكية لذا لم يبق شيء من الأملاك في اليابان. هناك رهن ضخم بواسطة البنك الأول الكوري في العقارات في اليابان باسم الكنيسة الاتحادية اليابانية.

5- يوجد بين اليابانيين ممن هم أتباع الكنيسة التتحادية حوالي (يقدّرون بـ 20000 شخص)، أكثر من نصفهم تركوا وظائفهم وعائلاتهم، وهم يعيشون في مكان خاص بالكنيسة مع الأتباع الآخرين وهم طوال اليوم، يُجبرون على جمع التبرعات بارتكاب تصرفات ممنوعة مثل الأعمال التبشيرية الخادعة والتجارة الروحية.

إنهم يتعلمون القول: "اعتقد وا وموتوا، وعيشوا من أجل سون ميونج مون المؤسس"، وهم يعتقدون أنه بخداع الناس ليأتوا إلى الكنيسة،و إرعابهم وجعلهم يدفعون مالاً، سيحفظون الناس وأنفسهم في العالم الروحي.

المشكلة بالنشاطات التبشيرية الخاصة بالكنيسة الاتحادية هي أنهم في البداية يدعون الناس ويخفون انتماءهم إلى الكنيسة الاتحادية والدين، ثم يتحكمون بعقولهم من خلال تهديد بارع.

الكثير من الأتباع أضاعوا سنوات شبابهم بالعيش معتمدين على الحصّة التي تُمنح لهم كل شهر من خلال تهديدهم باستخدام تقنياتهم المختلفة، وهم مجهدون. إنهم يرتكبون جرائم تجارات روحية، هم أنفسهم أصبحوا ضحايا الإخلاص.

6-لذا، قدّمنا البيان التالي كمقترح لـ سون ميونج مون والمسؤولين الكبار في الكنيسة الاتحادية في كوريا:

بالنسبة للضحايا المقيمين في اليابان، يجب بيع بعض الأملاك التي تم الحصول عليها من اليابانيين المحرومين خلال التجارة الروحية، وإرجاع المال إلى أصحابها الأصليين.

التَوَقُّف عن تقديم المهام إلى الأتباعِ اليابانيينِ لإرسال المال وليقوموا بالإعمال التبشيرية الخادعة.


التوقف عن وعظ الأتباع من خلال إغراء الناس إلى أماكن مثل مركز الفيديو للقيام بنشاطات تبشيرية من خلال إخفاء هوياتهم كمنتمين إلى الكنيسة الاتحادية.
http://www1k.mesh.ne.jp/reikan/english/index-e.htm
--------------
صورة مون 文鮮明 مؤسس الكنيسة
من المعروف أن لجورج بوش الرئيس الأمريكي الحالي علاقات وطيدة مع مون مؤسس هذه الكنيسة الدجال , كما أنها تتمتع بعلاقات حميمة مع عديد من ساسة الحزب الحاكم الياباني على رأسهم شينزو آبيه وزير شؤون مجلس الوزراء ,أقوى المرشحين لرئاسة وزراء اليابان بعد إستقالة كويزومي في سبتمبر, حيث أرسل هو وغيره من النواب برقية تهنئة لحفلة الزواج الجماعي للكنيسة باسمه مؤخرا وإذيع هذا المشهد في أخبار شبكية غير أن وسائل الإعلام اليابانية الكبرى لجأت إلى الصمت المطبق كالمعتاد أو المحاولة للتهرب منه.

جدير بالإشارة إلى أن وكالة أنباء UPI الامريكية قد اشترتها في 5-16- 2000 شركة نيوز وورد كومنيوكيشونز الامريكية التابعة لهذه الكنيسة التي تمتلك صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية.

اربعة سيناريوهات لاشعال حرب عالمية ثالثة

ترجمة: امل الشرقي ديفيد بوسكو - لوس انجلوس تايمز
في يوم من اواخر شهر حزيران اطلق غافريلو برينسيب النار على ارشيدوق النمسا وزوجته. بعد ان افرغ رصاص مسدسه, قفز الصربي الشاب الى النهر المجاور حيث القي القبض عليه. لكن الاحداث التي اطلقها بفعلته تلك ما كان لها ان تتوقف. فبعد شهرين من ذلك التاريخ كانت الحرب تجتاح اوروبا.

في الضمير العالمي تستقر قناعة صنعتها الايام وهي ان بوسع افعال عنف صغيرة ان تشعل نيران حروب طاحنة. فقد اتت الاصداء التي رجعتها رصاصات برينسيب في ذلك اليوم من عام 1914 على حياة اكثر من عشرة ملايين شخص ومزقت اربع امبراطوريات وجرت الى اتون الحرب اكثر من عشرين دولة.

واذ يراقب العالم اليوم احداث الصيف الساخن في الشرق الاوسط فان قلقه يزداد ازاء هشاشة السلام العالمي ان التقتيل الدائر في لبنان يمثل جزءا من حالة اوسع من الاضطراب المتزايد. فالعراق يعاني اكثر شهوره دموية منذ الغزو الذي قادته امريكا عام 2003 . ومسلحو طالبان يضرمون النار ويهاجمون القرى في جنوب افغانستان فيما تجهد الولايات المتحدة وحلف الناتو في حماية حكومة البلاد الهشة. وفي الهند النووية, ما يزال العمل جاريا على التخلص من اثار الدمار الذي خلفه هجوم ارهابي كبير نفذه مسلحون يشتبه في علاقتهم بباكستان. ويكاد العالم يغص بالاسلحة المدمرة حيث تنتشر تكنولوجيا الصواريخ بعيدة المدى انتشار الفيروس وتعكف كوريا الشمالية وايران على تطوير قدراتهما النووية.

البعض يرى في المشهد بداية صدام عالمي. يقول نيوين جينجريتش, الناطق السابق بلسان الكونغرس الامريكي, »اننا في المراحل المبكرة لما يمكن ان اصفه بالحرب العالمية الثالثة«. وعلى المواقع المتدينة في الانترنت يكثر الحديث عن قرب وقوع معركة »ارمجدون« التي وردت في الكتاب المقدس. ربما يكون في ذلك من التهويل اكثر مما فيه من الدقة لكن ثمة طرقا عديدة يمكن فيها للبؤر الساخنة ان تتفجر في حروب واسعة.

لنلق نظرة على السيناريوهات التالية:

- استهداف ايران: بينما يطارد الاسرائيليون قوات حزب الله ويدمرونها في جنوب لبنان, يكتشف رجال المخابرات شحنة من الصواريخ الايرانية بعيدة المدى مرسلة الى لبنان. تقرر الحكومة الاسرائيلية ضرب الشحنة وتوجيه ضربة متزامنة الى المنشآت النووية الايرانية. بعد استيعاب الصدمة, يتدفق رجال الحرس الثوري الايراني عبر الحدود العراقية لضرب حلفاء اسرائيل من الامريكيين هناك. تواجه الحكومات المحلية تظاهرات عارمة تطالب بالانتقام من اسرائيل فلا تملك الا الانصياع, فتنشب حرب اقليمية واسعة.

- الصواريخ الضالة: مع انشغال العالم بما يجري في الشرق الاوسط, يقرر كيم يونغ الثاني مواصلة عروض العابه النارية في كوريا الشمالية. لكن سياسة حافة الهاوية التي يتبعها تفلت من يده. اذ يمكن لصاروخ موجه للسقوط في البحر بالقرب من اليابان ان يخرج عن مساره ويضرب طوكيو مسببا مقتل العشرات من المدنيين. تندفع الولايات المتحدة, بصفتها حليفة اليابان, الى قصف المنشآت الصاروخية والنووية في كوريا الشمالية. فتطلق كوريا الشمالية نيران مدفعيتها باتجاه سيؤول في كوريا الجنوبية مما يحمل القوات الامريكية على الرد. في هذه الاثناء, تعبر القوات الصينية الحدود من الشمال لوقف تدفق حشود اللاجئين في نفس الوقت الذي تتقدم فيه القوات الامريكية من الجنوب. ومن دون تخطيط مسبق تجد القوة العظمى نفسها بمواجهة القوة الصاعدة الجديدة.

- قوى نووية غير مستقرة: منذ سنوات ومنظمة القاعدة تضع نصب عينيها الرئيس الباكستاني برويز مشرف. فما الذي يحدث لو كان لها ان تصيبه اخيرا? تسقط باكستان في الفوضى اثر تدفق المسلحين على الشوارع ومحاولة الجيش استعادة النظام. تقرر الهند استغلال الفراغ الحاصل ومعاقبة المسلحين الذين تتهمهم بتنفيذ تفجيرات قطار مومباي الاخيرة والذين يتخذون من كشمير مقرا لهم. في هذه الاثناء ترسل الولايات المتحدة قوات خاصة لحماية المنشآت النووية الباكستانية فتقابلها الجماهير الغاضبة.

- الامبراطورية ترد الصفعة: تتفجر الضغوط من اجل الاصلاح الديمقراطي في بيلاروسيا. واذ تتجمع الحشود امام مبنى البرلمان في مينسك يطلب الرئيس الكسندر لوكاشينكو النجدة من موسكو. بعد مواجهة الضرب والقتل, يستجير المحتجون ببولندا المجاورة, وهي الدولة العضو في حلف الناتو وصاحبة الذكريات المريرة عن القمع الروسي, فتقوم بولندا باطلاق مبادرة انسانية لحماية المعارضين البيلاروسيين. تتصادم القوات البولندية والروسية ويخيم شبح المواجهة مع الناتو.

وكما في جميع حالات الانحدار الى الحرب التي عرفها الماضي, فان ثمة اكثر من زناد جاهز لاطلاق شرارة الصدام العالمي اليوم. والسؤال هو الى اي حد وصلت قدرة القوى الكبرى على ادارة النزاعات الاقليمية والحيلولة دون انتشارها الى مدى اوسع. وما الذي تعلمه العالم من حربين عالميتين وعقد من الحرب الباردة؟

كان من اثر انتهاء الحرب الباردة التخفيف من حدة النزاعات الاقليمية. ففي ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كانت كل ازمة في الشرق الاوسط تحمل امكانية التحول الى صدام بين القوتين العظميين اللتين كانتا تخفان الى مساندة حلفائهما المتناحرين. كما كانت بقية دول العالم جزءا من رقعة شطرنج الحرب الباردة. وما عليك الا ان تقارن بين بعثة الامم المتحدة لحفظ السلام التي تتواجد حاليا بصمت في الكونغو وبين مثيلتها التي اثارت جدلا عظيما في ستينيات القرن الماضي حين كان السوفييت مقتنعين بان تلك البعثة تدعم حكومة عميلة للولايات المتحدة. من انغولا الى افغانستان كانت كل نزاعات فترة الحرب الباردة حربا بالنيابة. في حين ان الكثير من الازمات المحلية يمكن اليوم احالتها الى المنظمات الانسانية او تجاهلها.

لكن ثمة جانب سلبي في انتهاء عصر الثنائية. ففي الماضي كانت القوتان المتنافستان تلجمان, في بعض الاحيان, الدول التي تدور في فلكهما خوفا من تصاعد حدة النزاعات الاقليمية. فاين هي اليوم القوة التي تمتلك مثل ذلك النفوذ على طهران او بيونغ يانغ؟

يتمتع عالم اليوم بمزية كبرى هي عزوف جميع قواه العظمى عن الرغبة في اعادة تنظيم الشؤون الدولية على النحو الذي عرفته المانيا قبل الحربين العالميتين او اليابان في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية.

صحيح ان الصين تبرز بقوة كدولة عظمى لكنها بعيدة عن ان تكون عامل عدم استقرار على المستوى الدولي بسبب تركيزها على النمو الاقتصادي بدلا من الفتوحات العسكرية. اما روسيا فهي منزعجة بسبب فقدانها لمكانتها كدولة عظمى, لكنها تبدو هي الاخرى مسلمة بالسيادة العسكرية الامريكية ومعنية قبل كل شيء بتسويق احتياطيات نفطها الهائلة بدلا من محاولة اعادة بناء قوتها العسكرية المتداعية.

يتنبأ بعض المنظرين في ميدان العلاقات الدولية بتجمع عدد من الدول المهمة معا بمواجهة الجبروت الامريكي, لكن من الصعوبة بمكان ايجاد الدليل على ذلك في الظروف الراهنة. فقد قامت الولايات المتحدة بغزو العراق من دون موافقة الامم المتحدة, لكنها لم تواجه ولو بعلامة على عزم فرنسا او روسيا او الصين على الرد عسكريا.

وهناك عامل آخر يضاف لصالح قضية السلام هو الاسلحة النووية, فقد كان لزعماء اوروبا عشية الحرب العالمية الاولى بعض العذر عن جهلهم بابعاد الدمار الذي كانوا على وشك التسبب في حدوثه. فقد كانوا جيلا من الزعماء نشأ في عالم الحروب قصيرة الامد ومحدودة الاذى. اما زعماء اليوم فلا عذر لهم البتة.

من هنا يوجد لدينا سبب وجيه للامل بان القوى العظمى لن تكون مهتمة كثيرا باللعب بالنار. لكن الاطمئنان يكون خطرا في بعض الاحيان فقد جادل الاقتصادي البريطاني نورمان انجل بان العلاقات الاقتصادية العميقة قد استبعدت احتمال نشوب الصدام بين القوى العظمى. كان ذلك في كتابه الذي اصدره عام 1910 وكان الكتاب ما يزال معروضا في واجهات المكتبات عندما تدفقت الجيوش الاوروبية الى ساحات القتال عام 1914 .

العرب اليوم 28/7/2006

إيران تتوقع عقد صفقة مع اليابان لتطوير حقل بترول


إيران تتوقع عقد صفقة مع اليابان لتطوير حقل بترول

كشف وزير النفط الإيراني 'كاظم وزيري هامانه' اليوم الجمعة عن إبرام صفقة بين إيران وشركة إنبكس اليابانية لتطوير حقل أزاديجان العملاق بحلول 22 أغسطس المقبل.
وكانت المفاوضات وصلت بين الجانبين إلى طريق مسدود بشأن تطوير الحقل, وذلك منذ توقيع اتفاق مبدئي في عام 2004.
ويعد هذا الحقل الواقع في جنوب غرب إيران من أكبر الحقول غير المستغلة في العالم حسبما ذكرت وكالة أنباء رويترز.
وقال متحدث باسم شركة إنبكس في اليابان: إنه لا علم له بخطط إبرام اتفاق في الموعد الذي ذكره الوزير الإيراني.
يذكر أن إيران هي ثالث أكبر مورد للنفط إلى اليابان التي ترى أن الصفقة تمثل ضمانًا أساسيًا لتأمين إمدادات الطاقة وذلك رغم أن الولايات المتحدة أبدت اعتراضات على الاتفاق.
وهدد مسئولون إيرانيون بالاستعانة بشركات مقاولات محلية لتطوير أزاديجان واتهموا إنبكس بالتباطؤ في المفاوضات, وشكت مصادر يابانية من أن الجانب الإيراني يغير مرارًا شروط التعاقد. رويترز 28-7

---------
من المستبعد أن تتم هذه الصفقة يظرا لما بقوم به الولايات المتحدة من العراقل في هذا الشأن.

2006/07/28

المزارع الياباني- الفيلسوف: "بالزراعة على الطبيعة يمكن إن نجعل الصحراء خضراء".

المزارع الياباني- الفيلسوف ماسانوبو فوكووكا福岡正信: "بالزراعة على الطبيعة يمكن إن نجعل الصحراء خضراء".


(الزراعة على الطبيعة Natural farming)自然農法 هي طريقة لا حاجة فيها إلى حراثة و لا إضافة الأسمدة و لا استعمال المبيدات الحشرية و لا إزالة العشب.
لستين عاما مضت عمل الياباني - المشهور باستناده إلى الزراعة على الطبيعة- على طرق استندت إلى نظرياته الفريدة و نفاذ بصيرته إضافة إلى فلسفته.
أول كتاب نشر له كان تحت عنوان (one-straw revolutionわら一本の革命), تمت ترجمته لاحقا-سنة 1975- إلى عدة لغات منها الإنكليزية و الفرنسية و الأسبانية و الصينية و الروسية و غيرها, و الكتاب لا يتحدث فقط عن الصفات
العملية للزراعة على الطبيعة بل عن الأسباب الرئيسية للتدهور البيئي. لقد ألهمت أفكار فوكووكا و فلسفته العديد من الناس حول العالم بلفت نظرهم إلى طريقة أخرى لعيش الحياة. هنا سنقدم لكم أفكاره و ما قام به من جهد عملي:

ولد فوكووكا عام 1913 في Iyo ,مقاطعة Ehime, في الجزيرة الجنوبية من اليابان, و بعد تخرجه من المدرسة الإعدادية الزراعية عمل في مكتب جمارك في Yokohama. في 25من عمره, أصيب بالتهاب رئوي حاد و ادخل المستشفى, و
كانت تلك الأيام التي أمضاها وحيدا هناك نقطة التحول في حياته, فحتى بعد مغادرته المستشفى استمر يصارع في داخله مسالة الموت و الحياة. بعد قضائه عدة أيام في حالة نفسية صعبة, و في صبيحة احد الأيام, راودته فكرة:" لا يوجد شيء في هذا العالم. لا يهم ما يحاول الإنسان أن يفعله, فهو لن ينجز أي شيء. كل ما نفكر به أو نحاول أن نعمله هو غير ضروري". هذه كانت ولادة فلسفة فوكووكا "نظرية عدم الحاجة إلى معرفة الإنسان", أو نظرية الـ "mu" 無أي "اللاشيء".

سنستعرض هنا نظرياته بشكل واقعي ملموس و عملي, ففي سنة 1937 قرر العودة إلى قريته التي ولد و نشا فيها, ثم أصبح مزارعا في بستان البرتقال العائد لوالده. في سنة 1939 , و في الوقت الذي بدا وضع اليابان يتدهور في الحرب
العالمية الثانية, بدا العمل في محطة أبحاث علمية زراعية في مقاطعة Kochi كأستاذ و باحث في علوم المزارع, و استمر يعمل هناك حتى نهاية الحرب. في 1947 عاد إلى مدينة Iyo , و استمر هناك بالعمل على نظامه الفريد بالزراعة على الطبيعة.
في 1979 عندما زار أمريكا و رأى أراضي كاليفورنيا المتصحرة, خطرت في باله فكرة, إن طريقته في الزراعة على الطبيعة قد تعمل على جعل تلك المناطق خضراء, فاخذ يزور الجمعيات الأمريكية و يخبر الناس بما تسببه زيادة الرقعة الزراعية و زيادة تربية الماشية و الرعي بالاعتماد على الطرق الحديثة من تصحر في الأراضي. و خلال أحدى جولاته التي كان يتحدث فيها عن
مشروعه و عن التصحر,سأله رئيس قسم محاربة التصحر في الأمم المتحدة ليأخذ منه نصيحة تقنية, تلك كانت نقطة البداية لمشروع فوكووكا لجعل الصحارى خضراء على اتساع العالم, في الصين و الهند و الأمريكتين و أفريقيا.
في 1988 تسلم فوكووكا جائزة Deshikottam و هي جائزة قيمة جدا في الهند, و من الفلبين جائزة Ramon Magsaysay للخدمة العامة و المعروفة بجائزة نوبل الآسيوية. في 1997 تسلم جائزة مجلس الأرض و هي جائزة شرف تمنح للسياسيين
و رجال الأعمال و العلماء و المنظمات غير الحكومية لمساهمتهم في دفع عجلة التقدم. اليوم و في الـ 93 من عمره, تقاعد فوكووكا و هو الآن يعيش حياة هادئة في قريته Iyo, و قد أغلقت حقوله أمام الزوار.

الزراعة على الطبيعة استنادا إلى الفلسفة الروحية:
تبدأ طريقة فوكووكا بالزراعة على الطبيعة بالرفض التام للعلم, إذ يقول في احد كتبه "إن دراستي تعتمد على رفض التقنيات الزراعية المألوفة. أنا ارفض العلم و التقنية تماما. نظريتي تستند على رفض الفلسفة الغربية التي تدعم العلم و التقنية في يومنا هذا." , و يستمر قائلا "إن الزراعة على الطبيعة –في فكري- في الحقيقة هي ليست جزئا من مما يسمى الزراعة العلمية.
أنا أهدف لإنشاء طريقة جديدة للزراعة اعتمادا على وجهة نظر كل من (الفلسفة و الفكر و الدين) المحلية مبتعدا عن إطار الزراعة العلمية.",
انه لا يقدر الطريقة الغربية في التفكير بان الطبيعة وجدت لأجل أن يستعملها البشر, بل التفكير المحلي الذي ينص على أن البشر هم جزء من الطبيعة.
من خلال الزراعة على الطبيعة (أو الزراعة بدون أي جهد) حاول أن يبين أن علم الإنسان ليس مثاليا و لا ضروريا. في كتاب آخر له و عنوانه "The road back to nature" 自然に還る يشير فوكووكا "إن إتباع حمية غير سوية يؤدي في
النتيجة إلى جسم و عقل غير سويين و بالتالي تؤثر في كل شيء, و الجسم السليم يأتي من الغذاء الصحي, و الفكرة السليمة تأتي من الجسم الصحيح.".
اعتبر أن الغذاء أهم عامل مؤثر في حياة الإنسان, و هو لا يزال يردد المصطلح المأخوذ عن البوذية أو التاوية (shindo-fuji)身土不二  في كتبه و التي تعني حرفيا أن الجسم   shin و الأرض do غير منفصلين عن بعضيهما fuji,
و يقول أن الإنسان و الطبيعة متحدين مع بعض, فعندما يأكل الإنسان الطعام كل في موسمه و من الذي ينمو في الأرض التي يعيش عليها يصبح جسمه سليما و متناغما مع الطبيعة.

الزراعة على الطبيعة كما يبينها فوكووكا في الوقت الحاضر, معظم المزارعين في اليابان يمارسون الزراعة الكيمائية باستعمال الأسمدة الكيميائية و مبيدات الأعشاب و الحشرات. مؤخرا, و عندما اخذ الناس يولون اهتماما اكبر لسلامة طعامهم حصلت زيادة في عدد المزارعين الذين عمدوا إلى تقليل استعمال كل من المبيدات الحشرية و مبيدات العشب و/أو استعمال الأسمدة العضوية. في الأسواق الآن يستطيع الشخص أن يشتري المنتجات الزراعية التي تحمل العلامة (JAS) التي تدل على أن المنتج عضوي الزراعة و التي تصدر عن Japanese Agricultural Standard للإشارة بان هذا الغذاء أنتج وفق المعايير الدولية, وتعطى شهادة JAS للمنتجات الزراعية القادمة من المزارع التي لم تستعمل فيها الكيمياويات الزراعية و الأسمدة
الكيميائية لأكثر من ثلاث سنوات من حيث المبدأ, و من الممكن استعمال المواد العضوية كالسماد الحيواني.
لكن ماذا عن طريقة فوكووكا في الزراعة على الطبيعة؟ أهي فقط إحدى أنواع الزراعة العضوية؟ فوكووكا يرفض الزراعة المعتمدة على العلم و على معرفة الإنسان, بدلا من ذلك فانه انشأ طريقة للزراعة تتطلب اقل تدخل ممكن من قبل الإنسان . في حين ان الزراعة العضوية التي يستعمل فيها السماد العضوي هي مختلفة تماما عن الذي يطمح إلى إثباته.
يشرح فوكووكا الزراعة على الطبيعة في كتاباته: "يمكننا أن ننتج رزا صحيا و تربة صحية و غنية من دون الحاجة إلى أسمدة و يمكن أن نحصل على تربة يمكنها أن تنتج بدون الحاجة إلى حراثة, فقط إذا تقبلنا حقيقة أن مثل هذا الجهد الزائد, كالحراثة و إضافة الأسمدة العضوية أو الكيميائية أو مبيدات الحشرات ليس ضروريا, تلك طريقة للزراعة طورت ظروفا لا يحتاج الناس فيها
لعمل أي شيء--- هذا ما كنت أسعى إليه. بعد ثلاثين سنة, توصلت أخيرا إلى الطريقة التي اجعل فيها مزرعتي تنتج من دون أي مجهود, في الواقع بالكم الذي تنتجه مزرعة علمية نموذجية من الرز و الحنطة.".
أجرت JFS مقابلة مع مونيو ماتسوموتو الذي كان يجرب أسلوب فوكووكا في الزراعة على الطبيعة في مقاطعة Saitama في ضواحي Tokyo, و وفقا لما يقول إن القليل من المزارعين الآن يمارسون ما يدعون انه (زراعة على الطبيعة)
عبر اليابان كلها, لكنها لا تعني بالضرورة نفس الشيء أي (الزراعة على الطبيعة) إذ لا يوجد لها تعريف لذا كل منهم يحاول على طريقته الخاصة, الكثير منهم تعلم الطريقة الأساسية من فوكووكا ثم قاموا بتحويرها حسب ظروفهم الخاصة, إن طريقة فوكووكا في الزراعة على الطبيعة يمكن وصفها على أنها النموذج الأصلي أو على الأقل هي المصدر لذلك التيار أو التوجه.
إن الأساس في أسلوب فوكووكا للزراعة على الطبيعة هو, لا حراثة (زراعة) و لا أسمدة و لا مبيدات حشرات و لا إزالة عشب, بالرغم من أن فكرة (لا حراثة) قد تكون صعبة القبول من قبل المزارعين الذين اعتادوا الطرق
التقليدية, لكن الأسباب كانت واضحة لماتسوموتو, "الأرض المحروثة سريعة الجفاف" يستمر قائلا, و إضافة الأسمدة حتى الحيوانية منها هي إفراط في حماية النباتات من جهة أخرى فان النباتات التي تنمو من دون أسمدة يمكن أن تنمو قوية و لذيذة. أما بالنسبة إلى عدم إزالة الأدغال, فانه يقطع نباتات العشب عند إزهارها بدلا من قلعها بالكامل, و توضع الأجزاء المقطوعة
منها على الأرض للحفاظ على رطوبة التربة في الصيف و لإبقائها دافئة في الشتاء, في النهاية تتعفن تلك الأجزاء و تتحلل متحولة إلى سماد طبيعي. بل أكثر من ذلك, فان ماتسوموتو نادرا ما يسقي المزروعات لذلك فان الجذور تنمو مبتعدة عن سطح التربة إلى الأسفل بحثا عن الماء, فإذا كان الماء وافرا فان الجذور تكون سطحية و النباتات ضعيفة لسهولة حصولها على الماء.
و عند البذر, ينثر ماتسوموتو خليطا من البذور, ينبت منها ما يلائم ذلك المكان, لذلك فهو لا يستطيع أن يتوقع مسبقا ما الذي سينبت هناك.
إن الذين لا يعرفون أسلوب فوكووكا جيدا قد يجدونه غير مقبول بوجود نباتات تنمو عشوائيا على الأرض, و قد يكرهه المزارعون في الحقول المجاورة بسبب انعدام النظام في الزراعة, إذ تنمو الخضراوات في معظم المزارع في اليابان بخطوط مرتبة, لذا فان الزراعة على الطبيعة قد تكون صعبة القبول و الفهم من قبل أكثر الناس.
إن طريقة للزراعة مثل هذه لا تتطلب حراثة أو تسميد أو إزالة أدغال آو رش مبيدات, قد تبدو سهلة جدا, لكن هي في الواقع ليست كذلك, فباستمرار كان فوكووكا يؤكد في كتبه على أن عبارة (natural) أي على الطبيعة في عنوان أسلوبه الزراعة على الطبيعة (natural farming) تختلف تماما عن معنى عدم التدخل (noninterference), يضيف ماتسوموتو"إن الطبيعة تسير بتلقائية في مجراها الاعتيادي من دون تدخل الإنسان, و إذا ما عبث بها البشر فقد لا تعود بسهولة إلى الحالة التي كانت عليها سابقا إلا بتدخل الإنسان". إن إعادة الطبيعة إلى الحالة الأصلية التي كانت عليها هو أمر صعب و يحتاج بالتأكيد إلى خبراء ليقوموا بذلك. فوكووكا كان قادرا على إنشاء طريقته الخاصة في الزراعة على الطبيعة فقط عن طريق المحاولة و الخطأ ليعيد أراضي
مزرعته إلى حالتها الطبيعية.
إن التسارع في معدل النمو يتطلب توافر النفط و الذي بدوره هو المسبب الأول للنزاعات و الحروب في العالم كله, و في الزراعة التي تعتمد على الكيمياويات فان النفط هو ليس فقط المادة الأولية التي يصنع منها السماد و مبيدات الحشرات بل يستعمل أيضا كوقود لتشغيل الآلات الزراعية, بالمقابل فان الزراعة على الطبيعة لا تتطلب آليات زراعية و لا أسمدة أو مبيدات,
بما أنها لا تعتمد على النفط فهي الطريقة الزراعية الأفضل و الابقى.

تخضير الصحارى باستعمال حبيبات الطين تنص طريقة فوكووكا لزراعة الرز على الطبيعة على "لا-حراثة, الزراعة
مباشرة, زراعة الرز و الشعير سوية" و هو نظام ينمو فيه الرز و الشعير في نفس الحقل بالتبادل على طول السنة من بذور نثرت على ارض غير محروثة. و بما أن البذور المكشوفة قد تأكلها الطيور فقد خرج فوكووكا بفكرة وضع البذور في داخل حبيبات من الطين قبل الزراعة, و يتم عمل حبيبات الطين تلك بصورة عامة عن طريق: 1.مزج الطين و البذور المختلفة مع الماء 2.الضغط على المزيج لإخراج اكبر كم ممكن من الهواء 3.تكوين كرات صغيرة مستديرة 4.تجفيف تلك الكرات لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام, و الآن تلك البذور المغلفة بالطين الجاف أصبحت محمية من الطيور و الحشرات على حد سواء و كذلك محمية من الجفاف, إن الشكل الكروي للحبيبات يجعلها صعبة الكسر كما أن الكرات تلك تتصل بالأرض عن طريق مساحة صغيرة حيث تتشكل قطرات الندى بسبب اختلاف الحرارة في الليل عن النهار مما يسهل عملية إنبات الجذور.
لذلك فان حبيبات الطين تلك و التي لا تتطلب سقيا و لا تسميدا هي ملائمة تماما للزراعة في الصحراء إضافة إلى قلة تكاليفها الزراعية و كونها طبيعية.
هنا فوكووكا طلب من الناس جمع البذور و أطلق حملة لجعل الصحارى خضراء باستعمال حبيبات الطين و نجح في عدة أماكن منها اليونان و الهند و تنزانيا و الفلبين و غيرها. و بالرغم من أن فوكووكا الآن قد تقاعد من نشاطات الحملة التي أطلقها بنفسه إلا إنها لا تزال مستمرة في كثير من البلدان. نعم قد تمر سنوات قبل أن نرى ثمرة أتعابنا في صحراء خضراء و حقول من البذور النابتة و النباتات الصغيرة و ... الخضراوات و الأشجار. فانه لمن السهولة تدمير الطبيعة لكن أعادتها قد يستغرق وقتا طويلا و
جهدا.

إعادة الطبيعة ثانية إلى حياتنا
بعد الحرب العالمية الثانية اتسع اقتصاد اليابان و أصبحت بلدا مستوردا للمواد الأولية من كل أنحاء العالم, حتى الطعام بالرغم من أهميته لبقائنا كان يأتي من ابعد نقطة عنا في الكوكب, لكن و عبر هذا التغيير أصبح هناك في اليابان وفرة في المواد الأولية. من ناحية أخرى فان الزراعة بعيدة كل البعد عن حياة معظم الناس في مجتمع اليابان العالي التكنولوجيا.
لا يمكن للإنسانية العيش من دون الطبيعة. و قد اظهر لنا المزارع الفيلسوف فوكووكا أن الزراعة بالاعتماد على الطبيعة تتيح لنا العيش من دون مساعدة التكنولوجيا. و يجب علينا أن نتذكر دائما بان الطبيعة و كل ما هو طبيعي هو في الحقيقة ما يلائم حياتنا. إن نثر البذور لإعادة الطبيعة و الزراعة بالقرب من حياتنا اليومية قد تكون خطوة أولية باتجاه مجتمع دائم متماسك.
------------
صورة فوكووكا في مزرعه

اليابان تستأنف استيراد لحوم الأبقار الأمريكية خاضعة للضغوطات الأمريكية




رفعت اليابان الحظر عن استيراد لحوم الأبقار الأمريكية اليوم الخميس والذي كان قد أعيد فرضه منذ ستة أشهر بسبب المخاوف من مرض جنون البقر狂牛病.
وكانت اليابان قد رفعت حظرا سابقا على واردات اللحوم الأمريكية في ديسمبر/كانون الأول الماضي ولكنها أعادت فرضه مجددا في يناير/كانون
الثاني بعد العثور على أجزاء حيوانية محظورة في شحنة للحوم الأبقار.
وتقول المصادر الحكومية إن المفتشين لم يجدوا أية مشكلات في إزالة الأدمغة والأنخعة الشوكية والأجزاء الأخرى التي تنطوي على خطورة الإصابة بمرض جنون البقر.
وقال المسؤولون إنه لا يوجد أي مشاكل تهدد السلامة في أربع وثلاثين منشأة بحيث أن الأجزاء التي قد تسبب مرض جنون البقر تتم إزالتها وفق خطوات وافقت عليها الحكومة الأمريكية حديثا. غير أنه من المعروف أن هذا الرفع جاء من خنوع الحكومة اليابانية لضعوطات الأمركية الساعية لإرضاء تجار الأبقار الأمريكان على حساب صحة الشعب الياباني حيث كان الكونجرس الأمريكي يهدد اليابان بفرض الرسوم العالية على البضائع اليابانية إن لم توافق اليابان على استئناف استيراد لحوم الأبقار الامريكية حتى نهاية شهر أغسطس.
فلقد استقال 6 أعضاء اللجنة الحكومية المتخصصة بتحري سلامة هذه اللحوم الأمريكية, التي تتكون من 12 عضوا أي نصف أعضائها في شهر مارس إحتجاجا على توجيه الحكومة للإستيراد بأي حجة.
لذا أعربت شبكة جماعات المستهلكين في أنحاء اليابان عن شكوكها بشأن قرار الحكومة استئناف واردات لحوم الأبقار الأميركية.
وقالت ممثلة لجنة الاتصال القومية لمنظمات المستهلكين توشيكو كاندا إن من المبكر جدا استئناف واردات اللحوم الأميركية لأن الحكومة اليابانية لم توضح للمواطنين بعد نتائج تفتيشاتها على منشآت معالجة اللحوم الأميركية.
وقالت كاندا إنه سيكون من الصعب استعادة ثقة المستهلكين اليابانيين بلحوم الأبقار الأميركية.
وقالت أيضا إن المستهلكين لا يستطيعون استبعاد المخاوف من أن لا تكون الإجراءات المتخذة من قبل الجانب الأميركي كافية وأن نفس المشكلة التي قادت لإعادة فرض الحظر على واردات اللحوم الأميركية قد تتكرر.

27-7

2006/07/26

اليابانيون من بين أطول الناس أعمارا في العالم

هبط متوسط أعمار اليابانيين لكلا الجنسين بدرجة طفيفة العام الماضي عن العام السابق له إلا أن المتوسط لا يزال بين أعلى المستويات في العالم.


ومثل متوسط عمر النساء اليابانيات العام الماضي أعلى متوسط في العالم للعام الواحد والعشرين على التوالي يليها متوسط عمر النساء في هونغ كونغ.

وتقول وزارة الصحة إن هذا يأتي بالرغم من حقيقة هبوط متوسط عمر النساء اليابانيات العام الماضي بدرجة طفيفة ليصل إلى خمسة وثمانين عاما وتسعة وأربعين من مائة من العام.

بينما بلغ متوسط عمر الرجال اليابانيين العام الماضي ثمانية وسبعين عاما وثلاثة وخمسين من مائة من العام مسجلا هبوطا طفيفا عن العام السابق له حيث يحتل المرتبة الرابعة على مستوى العالم بعد كل من هونغ كونغ وأيسلندا وسويسرا.

ويعتبر هذا الهبوط هو أول انخفاض في طول العمر في اليابان في السنوات الست الماضية.
25-7

2006/07/25

اليابانيون يستغلون كل ما هو في الطبيعة



اليابانيون يستغلون كل ما هو في الطبيعة

اليابان تستعين بالاسماك لمكافحة الارهاب


اسماك الارز تطفو الى سطح الماء بمجرد اصابتها بمشكلات تنفسية، واليابانيون يستغلونها لكشف أي هجوم محتمل بمواد سامة قد يستهدف مياه الشرب.

ميدل ايست اونلاين
طوكيو - تطور السلطات اليابانية نظام مراقبة يعتمد على اسماك صغيرة ملونة للكشف بسرعة عن اي تلوث متعمد للمياه في اطار حماية منشآتها الحيوية من اعتداءات ارهابية بمواد سامة او جرثومية.

وتربى اسماك الارز الصغيرة ذات اللون البرتقالي والتي لا يتعدى طولها اربعة سنتمترات في احواض الزينة في اليابان.

وستستخدم هذه الاسماك للتحقق من سلامة المياه. ويمكن التعرف على حدوث مشكلة في المياه ما ان تطفو هذه الاسماك على السطح لاصابتها بمشكلات في التنفس او تنفق.

ويقول ميتسويوشي هوري، احد المسؤولين عن المشروع ان "نظام المراقبة الحي هذا للمياه مفيد لان مرشحات (فلاتر) المياه التقليدية لا ترصد تلوث المياه الا بعد 15 ساعة، في حين ان اسماك الارز ستنبئنا بذلك خلال ثلاث ساعات".

وبدأت مدينة شيزوكا، جنوب طوكيو، السنة الماضية بتجربة هذا النظام الذي سيتم تعميمه على الشبكة المركزية للمياه في المحافظة.

وطورت السلطات المحلية نظام المراقبة في اطار تعزيز التدابير مكافحة الارهاب بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.

ويقول هوري "بالطبع نحن لا نعلم مدى احتمال تعرض شبكات المياه لاعتداءات ارهابية، لكن علينا ان نكون مستعدين. ولكن بالطبع ان حدث ذلك فسيكون مسألة اخرى على مستوى اوسع بكثير".
http://www.middle-east-online.com/?id=39854

لمزيد من صور سمك الزينة 金魚 kingyo
http://photofriend.jp/keyword/all/?q%5B%5D=%E9%87%91%E9%AD%9A

إنجاز شركة إم إي إس الهندسية تقنية إظهار رسوم على سطح الماء


إنجاز شركة إم إي إس الهندسية تقنية إظهار رسوم على سطح الماء

طور مركز أبحاث أكيشيما التابع لشركة إم إي إس الهندسية اليابانية بالتعاون مع الأستاذ شيغيرو نايتو بجامعة أوساكا تقنية رسم حروف أو أشكال بسيطة على سطح الماء من خلال حركات الأمواج.

تنوي الشركة تسويق هذه المنظومة كجهاز ترفيهي مع المنظومات الصوتية والضوئية والنوافير للملاعب والفنادق السياحية الضخمة.

توضح الصورة بروز حرف الإس S اللاتينية على سطح حمام بلاستيكي للأطفال ( القطر 160 سم , والعمق 30 سم ) بوضع حول الحمام , 50 ألة لصنع الأمواج التي تتحكم بجهاز الكومبيوتر الشخصي الذي ينفذ الأوامر خلال مدة تتراوح بين ربع ونصف دقيقة فقط . فيظهر الحرف أو الرسم على سطح الماء لحظة واحدة ثم تختفي بالطبع . غير أنه من الممكن إظهار الحروف والرسومات البسيطة المختلفة بشكل متتال لكل 3 ثوان مما يمكّن الطفل من رسم شكل بسيط غير معقد باستخدام ماوس الكومبيوتر وإطهار ما رسمه فورا على سطح الماء.

أما تكلفة المنظومة الجديدة فإنخفضت حوالي 30 أو 40 بالمائة عن المنظومات التقليدية.

مقال الباحث باليابانية مع صورة آلة صناعة الأمواج والملخص بالانجليزية
http://www.mes.co.jp/company/research/pdf/188_03.pdf

2006/07/24

تويوتا ونيبون للنفط تخططان لإنتاج وقود سيارات أساسه زيت النخيل


تويوتا ونيبون للنفط تخططان لإنتاج وقود سيارات أساسه زيت النخيل

تخطط شركتا تويوتا موتور كوربوريشن ونيبون للنفط اليابانيتان بدء إنتاج وقود سيارات أساسه زيت النخيل في ماليزيا في عام ألفين وتسعة.

وقد أجرت الشركتان اختبارات السلامة على الوقود وتخططان لبدء إنتاجه في ماليزيا أكبر دول العالم إنتاجا لزيت النخيل في مشروع مشترك مع شركة نفط محلية.

يذكر أن أسعار الوقود المرتفعة زادت الحاجة لإنتاج وقود حيوي بديل أقل ثمنا أساسه زيت النخيل وغيره من النباتات وتصدر عنه كميات أقل من غاز ثاني أكسيد الكربون.

وتقول شركتا تويوتا ونيبون للنفط إنهما تخططان لإجراء المزيد من التجارب في ماليزيا قبل أي عملية بيع لوقود زيت النخيل في منطقة جنوب شرق آسيا واليابان.
23-7

تحول حقول الأرز الجبلية المهدمة إلى مناطق سياحية جاذبة



تحول حقول الأرز الجبلية المهدمة إلى مناطق سياحية جاذبة

الأرز وهو الغذاء الرئيسي لليابانيين منذ القدم يزرع في حقول مائية مساحة كل منها 10 آلاف متر مربع تقريبا غير أنها تصغر في المناطق الجبلية, حيث أن أصغرها على كبر التاتامي (90 سنتي في 180 سنتي). وحقول الأرز الجبلية هذه التي تسمى 棚田 tanada أو 千枚田 senmaida كانت على وشك الإنقراض نظرا لصعوبة استخدام الآلات الزراعية المختلفة الحديثة المنتشرة بسبب صغر حجمها مما يتطلب 3 أضعاف عمالة من الحقول الساحلية. غير أن الأهالي والمتطوعين قاموا بحملات المحافظة على هذا التراث وبالنتيجة أصبحت المئات من هذه الحقول الجبلية ذات مناظر خلابة تجذب الكثير من المتطوعين في مواسم الأعمال الزراعية والسواح طوال السنة من جميع أنحاء المعمورة.

روابط لمزيد من الصور
http://www.kiimr.jp/kumano/maruyamasenmaida/index.html

http://www.jttk.zaq.ne.jp/nishiken/koyu.htm

http://www.tamagawa.ac.jp/sisetu/kyouken/WebLibrary/shiroyone/index.html

2006/07/22

أول مدونة عربية في اليابان


السحر والشمس.. والمدونات الان


Last Updated 2006-07-22 10:39:03
أول مدونة عربية في اليابان


مدونة محمد سايتو الياباني تؤكد مجددا ان الانترنت لا تعرف المسافات ولا الجنسيات.

ميدل ايست اونلاين
بقلم: السيد نجم

"محمد سايتو الياباني" درس العربية بجامعة القاهرة منذ عقود مضت، لم ينس القاهرة ولا العربية طوال الفترة التالية، بل تعمق في دراساته ومعارفه اللغوية حتى أنه يشرع الآن في اعداد قاموس لغوي ياباني عربي. عمل في مجال الصحافة كصحفي مستقل ومحرر بالعديد من الصحف اليابانية.

ولأن الشبكة العنكبوتية (الانترنت) لا تعرف المسافات ولا الجنسيات، طالع أحدى المقالات لي حول المدونات الشخصية على موقع "ميدل ايست أونلاين" وتعرفت عليه بعد العديد من الرسائل الالكترونية الايجابية، وتعرفت على مدونته الخاصة وهي باللغة اليابانية (الا أنه يكتب عنوان الموضوع باللغة العربية الى جانب اللغة اليابانية).. حتى كانت المفاجأة أن أضاف مدونة عربية أى محررة باللغة العربية.

تضمنت مدونته باللغة اليابانية الموضوعات:

"أمريكا تعزز أنظمتها الدفاعية باليابان بعد تجربة "بيونغ بانغ": حيث يشير الى التجربة الصاروخية التى أجرتها "كوريا الشمالية، وبعض نتائجها العسكرية.

.. حدود الدم: الخارطة الجديدة للمنطقة: وفيها يعرض "سايتو" لخريطة منطقة شرق أسيا التى بدت ملتهبة خلال السنوات القليلة الماضية، ويعرض للصراعات العسكرية والسياسية فيها.

.. يابانيون مطاطيون- التحية الانحنائية: وهى مقالة اجتماعية تعرض بالصور التوضيحية وتحلل تاريخ وأصول اداء التحية اليابانية الشهيرة والتى تميز اليابان عن غيرها في كل طرق التحية.

.. الأميرة "كيكو" في حاجة لاجراء جراحة قيصرية: وهو خبر قد يهم جموع الشعب الياباني والمهتم بالشئون اليابانية.

.. خمس جامعات يابانية تجاوز عدد الوافدين بها الف وافد: وهو خبر له دلالة سياسية وعلمية أيضا، حيث تسعى اليابان الى نشر لغتها ومنجزاتها العلمية عن طريق تبنى عدد من غير اليابانيين، وقد وصل عددهم الى الف (*)وافد من كل أنحاء العالم.

.. "كويزومي" مبتهج على ظهر الجمل داخل معبد البتراء: حيث يعرض صاحب المدونة الى نشاطات رئيس الوزراء الياباني، وقد سافر الى اسرائيل وأمضى بضعة أيام، والموضوع ملحق بعدد من الصور، سواء لرئيس الوزراء أمام حائط المبكى أو في زياراته السياحية.

.. انتشار تجارة التنويم في اليابان: وفى هذا المقال يتطلع الكاتب الى رصد ظاهرة اجتماعية انتشرت في اليابان مؤخرا.

واضح من العرض السريع لبعض محتويات المدونة، وهى أول مدونة يابانية تكتب باللغة العربية الآتى:

-أن المدونات الشخصية كشكل من أشكال النشر الالكتروني، قادرة على تجاوز الخاص والشخصي الى عموم الانسان في كل بقاع الأرض.

-أن المدونات يمكن أن تضيف الى الاعلام الرسمي وربما تتجاوزه، خصوصا اذا كتبت بلغة غير لغة صاحبها ولمخاطبة آخر في منطقة مختلفة تبعد الآلاف الأميال.

-تتسم مدونة "محمد سانتو" بالتحديد بقدر وافر من الموضوعية، والاهتمام بالعام والانساني.. ذلك الى جانب الموضوعات الأخرى، مثل أسرار المجتمع الياباني، وهو ما يتشوق للتعرف عليه الكثير من الشعوب الأخرى.

كما أن هناك ملامح فنية يجب الاشارة اليها، وترجع الى الاخراج الفني والتناول الموضوعي والتنوع في الموضوعات وطرق عرضها، مع الاستعانة بالتقنيات الفنية المتاحة.

ربما يجد الاشارة الى عنوان المدونة حتى يطلع عليها العرب في كل مكان للتعرف على اليابان بلد السحر والشمس على طرف الحدود الشرقية للكرة الأرضية:

http://japan-saito.blogspot.com

ونرجو أخيرا المزيد من المدونات باللغة العربية في كل أنحاء العالم.

السيد نجم

Ab_negm@yahoo.com

abnegm@gmail.com

http://www.middle-east-online.com/?id=39796
-----------
ملاحظة مدير المدونة : (*)العدد الصحيح 121 ألف
تدار هذه المدونة بمجهودات عديد من الإخوة المتطوعين


تباين آراء السياسيين اليابانيين إزاء معتقدات الإمبراطور الراحل بشأن ضريح ياسوكوني

تباين آراء السياسيين اليابانيين إزاء معتقدات الإمبراطور الراحل بشأن ضريح ياسوكوني


قدّم أعضاء مجلس الوزراء الياباني ردودا متباينة إزاء مذكرات كشف عنها مؤخرا تظهر أن الإمبراطور الراحل شووا لم يكن راضيا عن تكريم ضريح ياسوكوني لقادة كبار أدينوا بارتكاب جرائم حرب.

وقد صرّح وزير الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية جيرو كاواساكي بأنه بصفته الشخصية يريد فصل كبار مجرمي الحرب عن الضريح ولكنه يدرك أيضا صعوبة هذا الأمر. وقال إن المذكرات التي تركها الرئيس السابق لوكالة البلاط الإمبراطوري ستحدث بالتأكيد جدلا واسعا إزاء ما إذا كان من الضروري فصل مجرمي الحرب عن من ماتوا في سبيل اليابان في الحروب الماضية.

أما وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة توشيهيرو نيكاي فقد نصح السياسيين بضرورة التزام الحذر عند الإدلاء بأي تصريحات بشأن ضريح ياسوكوني بعد تكشف معتقدات الإمبراطور الراحل حول الضريح.
NHK 6-21
صورة: الأمبراطور شووا عند زيارته لمكتب الجنرال ماكواسر قائد قوات الإحتلال عقب إنتهاء الحرب العاليمة الثانية

2006/07/21

أميركا تعزز أنظمتها الدفاعية باليابان بعد تجربة بيونغ يانغ


أعلنت الحكومة اليابانية اليوم الخميس أن الجيش الأميركي يخطط لنشر أنظمة دفاعية متطورة لصواريخ أرض-جو في أغسطس/آب في القاعدة الجوية الأميركية بجزيرة أوكيناوا جنوبي اليابان.

ونقلت وكالة أنباء كيودو عن مسؤولين حكوميين قولهم إن الصواريخ الاعتراضية طراز "باتريوت أدفانسد أبابيلتي" (باك-3) من المتوقع أن يبدأ تشغيلها بصورة تجريبية في نهاية العام الحالي وستصبح جاهزة تماما للعمل في نهاية مارس/آذار 2007.

ويظهر نشر صواريخ باك-3 مخاوف الحكومتين الأميركية واليابانية عقب اختبار كوريا الشمالية لسبعة صواريخ أطلقت في بحر اليابان يوم 5 يوليو/تموز الحالي.

ويقول المسؤولون إن النشر لا يعدو كونه "نظاما دفاعيا صرفا" يدعم قوة الردع الأميركية ويسهم في أمن اليابان.

وتستطيع الصواريخ الاعتراضية باك-3 في الرد على الصواريخ البالستية التي تسقط في منطقة أوكيناوا. وقالت وكالة كيودو إن هناك خططا لنصب ما إجماليه 24 منصة إطلاق لهذه الصواريخ.

وتخطط وكالة الدفاع اليابانية كذلك لنشر أول نظام باك-3 لاعتراض الصواريخ تديره قوات الدفاع الذاتي اليابانية في مارس/آذار 2007 بالتعاون مع الولايات المتحدة.

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/C4259984-BEFE-458A-B903-BEB932CAACA3.htm

-----------
تعليق المدير": المستفيد الاكبر من النزاع الحالي بين اليابان وكوريا الشمالية هو الولايات المتحدة بلا أدني شك.

حدود الدم: الخارطة الجديدة للمنطقة

حدود الدم: الخارطة الجديدة للمنطقة

لماذا يتم عرض هذه الخارطة الآن؟ ولماذا تعرض في موقع عسكري أمريكي رسمي؟ منذ ايام تتناول الأوساط المثقفة والواعية في العراق, نشر خارطة جديدة لتطبيق خارطة الشرق الأوسط الجديد ، الوضع الذي حذر منه الرئيس العراقي صدام حسين قبل العدوان واحتلال العراق, ولأهمية الموضوع اعرض عليكم الخارطة الجديدة كتحذير جديد اخر للمصفقين للمشروع الأمريكي وما سيجره على المنطقة العربية من ويلات وقد بانت تباشيره المؤكدة الأن.

رؤيا تقسيميه جديدة قديمة.... العراق الخطوة الأولى

في موقع مجلة القوة العسكرية تموز 2006 , نشرت خارطة جديدة للشرق الأوسط بمقال معنون (حدود الدم) , حددت ملامح جديدة لخارطة شرق أوسطية جديدة والتقرير يفترض إن الحدود بين الدول غير مكتملة وغير نهائية , خصوصا في قارة إفريقيا التي تكبدت ملايين القتلى وبقيت حدودها الدولية بدون تغيير والشرق الأوسط الملتهب والمتوتر منذ عقود, هذه الحدود التي شكلت أوربيا (الفرنسيون والبريطانيون ) في أوائل القرن العشرين، من الدولتين اللتين كانتا تعانيان من هزائمها في القرن التاسع عشر فكان التقسيم عبئا عليها وجاء من عدم الإدراك لخطورة هذا التشكيل الذي قسم قوميات على جانبي الحدود وأصبحت كتلا قومية كبيرة ومبعثرة على جوانب الحدود لعدة دول ,وقد يضم الكيان السياسي المستقل اثنيات وطوائف متناحرة .

أن حدود الشرق الأوسط تسبب خللا وظيفيا داخل الدولة نفسها وبين الدول من خلال إعمال لا أخلاقية تمارس ضد الأقليات القومية والدينية والأثنية .أو بسبب التطرف الديني أو القومي والمذهبي.أن لم الشمل على أساس الدين والقومية في دولة واحدة لن يجعل الأقليات سعيدة ومتوافقة, إن القومية الخالصة أو الطائفة وحدها يمكن تجد مبررا لتغير الحدود ولتشكيل كيان سياسي لها كما يفترض التقرير ,وللمقارنة انظر هذه الخارطة السياسية قبل التقسيم:

http://www.armedforcesjournal.com/xml/2006..._map_before.JPG
في الرؤيا الجديدة لشرق أوسط مابعد التقسيم والذي نشر على الموقع :
http://www.armedforcesjournal.com/xml/2006...s_map_after.JPG

في هذه الرؤيا إن التقسيمات ليست على أساس خرائط معدة مسبقا بل أعدت على أساس وقائع ديموغرافية (الدين القومية والمذهبية). ولأن إعادة تصحيح الحدود الدولية يتطلب توافقا لإرادات الشعوب التي قد تكون مستحيلة في الوقت الراهن, ولضيق الوقت لابد من سفك الدماء للوصول إلى هذه الغاية التي يجب أن تستغل من قبل الإدارة الأمريكية وحلفائها. يفترض إن إسرائيل لا يمكنها العيش مع جيرانها ولهذا جاء الفصل عن جيرانها العرب, ولذا فأن الطوائف المتباينة التي لايمكن التعايش فيما بينها من الممكن تجمعها بكيان سياسي واحد.

الأكراد على سبيل المثال اكبر قومية موزعة على عدة دول بدون كيان سياسي. عليه فأن الولايات المتحدة وحلفائها لا تريد أن تفوت فرصة تصحيح (الظلم) بعد احتلال بغداد مستفيدة من فراغ القوة التي كان يشكلها العراق الذي أصبح مؤكدا الآن بأنه الدولة الوحيدة في العالم التي كانت الحاجز العظيم أمام تنفيذ المخطط الأمريكي للمنطقة.

الدول المستهدفة بالتقسيم والاستقطاع هي إيران, تركيا, العراق, السعودية وباكستان وسوريا والأمارات, و دول ستوسع لأغراض سياسية بحتة, اليمن, الأردن وأفغانستان,

الدول الجديدة التي ستنشأ..... من تقسيم العراق تنشأ ثلاث دويلات (كردستان وسنيستان وشيعستان),( دولة كردستان الكبرى),وستشمل على كردستان العراق وبضمنها طبعا كركوك النفطية وأجزاء من الموصل وخانقين وديالى,وأجزاء من تركيا ,إيران وسوريا,ارمينياواذربيجان, وستكون أكثر دولة موالية للغرب ولأمريكا.

(دولة شيعستان),وستشمل على جنوب العراق والجزء الشرقي من السعودية والأجزاء الجنوبية الغربية من إيران(الأهواز)وستكون بشكل حزام يحيط بالخليج العربي. (دولة سنيستان) ستنشأ على ما تبقى من ارض العراق وربما تدمج مع سوريا .وخلق( دولة بلوشستان الجديدة),التي ستقطع أراضيها من الجزء الجنوبي الغربي لباكستان والجزء الجنوبي الشرقي من إيران.

إيران ستفقد أجزاء منها لصالح الدولة الكردية وأجزاء منها لصالح دولة شيعية عربية وأجزاء لصالح أذربيجان الموحدة, وستحصل على أجزاء من أفغانستان المتاخمة لها لتكون دولة فارسية.

أفغانستان ستفقد جزء من أراضيها الغربية إلى بلاد فارس وستحصل على أجزاء من باكستان وستعاد إليها منطقة القبائل

السعودية ستعاني اكبر قدر من التقسيم كالباكستان وستقسم السعودية إلى دولتين ,دولة دينية (الدولة الإسلامية المقدسة) على غرار الفاتيكان , تشمل على كل المواقع الدينية المهمة لمسلمي العالم,ودولة سياسية (السعودية) وسيقتطع منها أجزاء لتمنح إلى دول أخرى(اليمن والأردن).

ستنشأ دولة جديدة على الأردن القديم بعد أن تقطع أراضي لها من السعودية وربما من فلسطين المحتلة لتشمل على كل فلسطيني الداخل وفلسطيني الشتات (الأردن الكبير).
اليمن سيتم توسعه من اقتطاع أجزاء من جنوب السعودية وتبقى الكويت وعمان بدون تغيير.
لماذا يتم عرض هذه الخارطة الآن؟...ماهو الغرض بعرضها بموقع عسكري أمريكي رسمي؟

الإدارة الأمريكية كانت قد طرحت مبادءها وتصورها عن شرق أوسط (ديمقراطي) جديد, يبدأ من إلغاء الخرائط الاستعمارية القديمة التي أنشأها الاستعمار الفرنسي والبريطاني في بداية القرن العشرين لانتفاء الحاجة إليها بسبب المتغيرات القومية والطائفية الجديدة للبلدان المعنية بالتقسيم.

التقسيم والاقتطاع وسيلة لأضعاف الدول التي تتعرض للتقسيم والاقتطاع,الدول لجديدة التي ستنشأ ستكون موالية تماما للإدارة الأمريكية بحكم العرفان بالجميل للعناصر الانفصالية المستفيدة إلى الدولة التي منحتهم الاستقلال,والدول التي ستتوسع ستكون مدينة أيضا بمولاتها لمشروع التقسيم والضم .والأردن الكبير سيكون الحل الأمثل للمشكلة الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين ونقطة جوهرية بتخليص إسرائيل من مشكلة تواجهها باستمرار وهي التغيير الديموغرافي للسكان لصالح الفلسطينيين في حال تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

لكن السؤال هل هو هذا الحل الممكن للتخلص من المشاكل التي تواجه إستراتيجية الولايات المتحدة للسيطرة على العالم وعلى مصادر الطاقة؟...أم أنها ستكون بؤر جديدة للتوتر ونوعا جديدا من الحروب بين الكيانات القديمة والجديدة(المثال الكوري) والاقتتال الداخلي والتوتر غير محسوب العواقب(تيمور الشرقية).
إن محاولة تقسيم العراق بأيدي عملاء عراقيين باتت معروفة وكشفت معظم خيوطها, فهل يمكن أن تجر الدول الأخرى بنفس الطريقة.

ربما يكون طرح الفكرة والخارطة التقسيمية مجددا هو ورقة ضغط على:

1- تركيا.... في حالة معارضتها لمشروع الدولة الكردية في كردستان العراق المقترح خلقها في حال فشل المشروع الأمريكي السياسي والعسكري في العراق لتكون كردستان المكان الأمن لقواتها في حالة انسحابها .
2-إيران....كتهديد مباشر على تدخلها السافر في العراق وتجاوزها لخطوط حمراء وضعتها الإدارة الأمريكية لها.
3- السعودية لمنعها من دعم (المتمردين) أو لفيدرالية شيعية في الجنوب.
4- باكستان.... لضمان عدم ترددها بضرب (طالبان) والعناصر الإسلامية المتشددة وضمان بقائها ضمن المشروع الأمريكي.
5- اليمن,و الأردن, لإغراقهم بحلم التوسع والأكراد بحلم خلق دولة جديدة لهم.كمكافئة غنية لمدى دعمهم للمشروع الأمريكي.
هذا هو الحلم الأمريكي, وحلم الانفصاليين والتابعين والسائرين ضد أحلام ومستقبل شعوبهم.

إن التقسيم والاقتطاع لتشكيل دولا جديدة أو توسيع لدول قديمة لا يمكن إن يمر دون, إما بالاتفاق وهو امرأ مستحيلا لدولا مستقلة ومستقرة ذات كيانات سياسية معترف بها دوليا بهذا الشكل أوان تتم بالتقسيم ألقسري بالشكل الذي ينجز حاليا في العراق. وتمنح الإدارة الأمريكية الآن وبسرعة الأولوية القصوى لأنجاحة ومن ثم تعميمه على المنطقة ككل.لقد كان من الضروري للدول المعنية بالتقسيم والاقتطاع إلى الانتباه إلى تحذيرات كان قد أطلقها الرئيس العراقي صدام حسين قبل شن الحرب الهمجية على العراق, من إن العراق سيكون الخطوة الأولى ,ومن هنا تجئ خطورة المقاومة الوطنية العراقية بكل فصائلها على مشاريع الإدارة الأمريكية وحلفائها في إفشال ليس الاحتلال نفسه ولكن إنقاذا للمنطقة كلها وللعالم من هذا الشر القادم الذي قد يؤدي بنهاية المطاف إلى إغراق العالم بسلسلة من الحروب قد تنتهي بحرب مدمرة للبشرية.

النص الإنجليزي الأصلي وصورتا الخارطة
http://www.armedforcesjournal.com/2006/06/1833899
---------------
تعليق مدير المدونة : وضعت هذا الخبر نظرا لما له من التأثير البالغ ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط بل في العالم أجمع بما فيه اليابان