اليابان

تتناول المدونة ما يتعلق باليابان. ونرحب بتعاون الزوار في تقديم المقالات والأخبار ضمن هذا الإطار وتصحيح الأخطاء اللغوية فيها بالإضافة إلى ترجمات نصوص يابانية أو إنجليزية سنختارها Al-Yaban blog presents articles and news on Japan in Arabic with cooperation of its visitors. アラビア語による日本専門ブログ。投稿歓迎

2009/06/03

"طريقة نظري إلى الحياة": إطلالة على روح اليابان وثقافتها

小林秀雄「私の人生観」がアラビア語に翻訳さる

يستعرض تقرير العربية.نت للكتاب في مادته الرئيسية هذا الأسبوع كتاب "طريقة نظري إلى الحياة" من تأليف الياباني هيدكو كوباياشي، وترجمة د.محمد عضيمة، الذي يقدم رؤية صوفية فيها الكثير من العمق والمثالية لروح الثقافة اليابانية، وبلغة سلسة أقرب إلى التداعيات تتنقل بين مواضيع السياسة والاقتصاد والفلسفة والأدب، وتمزج التأمل الذاتي بالمعرفي الانساني.


"طريقة نظري إلى الحياة": كتاب تأمل وحكمة

لأن معرفتنا باليابان وثقافتها هي معرفة سطحية جداً، لاتتجاوز بعض المعلومات التاريخية وقصص الساموراي وفتيات الغيشا، مصدرها في الأغلب الأفلام السينمائية، وعدد من الأعمال الأدبية المترجمة إلى العربية التي لاتقدم إلاّ شبه مفهوم عن الثقافة اليابانية المعاصرة، وتضيء بعضاً من جوانب الحياة اليابانية المجهولة بالنسبة لنا، فإن كتاب هيدكو كوباياشي "طريقة نظري إلى الحياة" الذي نقله إلى العربية د.محمد عضيمة مهم لناحية فهم ألغاز هذا المجتمع المبهر وريث الحضارة العريقة، كونه يقدم تعريفاً عميقاً لروح الثقافة اليابانية، من خلال رؤية صوفية يمتزج فيها المعرفي الإنساني بالتأمل الذاتي، وتغوص في أعماق الروح الشرقية، لشعب لصيق بعاداته وتقاليده وتمجيد أبطاله وأنبيائه، بنفس القدر والحماس الذي ينظر فيه إلى العمل والإبداع والإتقان.

في رحلة بوح حميم يسرد عبرها كوباياشي (الناقد الأدبي العميق الثقافة، الذي ينتمي للجيل الذي عايش هزيمة اليابان العسكرية، ومن بعدها شهد النهوض الصناعي الذي دفع باليابان على لائحة أفضل اقتصاديات العالم، والمتخصص في الآداب الفرنسية، مترجم أعمال أندريه جيد وبول فاليري وبود لير وبرغسون، وغيرهم من أعلام الثقافة الفرنسية إلى اليابانية) بعضاً من المفاهيم الأخلاقية والدينية ، التي يتشربها الياباني مع حليب أمه، ثم تأتي الحياة لتعمق هذه الأخلاقيات وتقولبها ضمن أطر أخلاقية معاشة تشكل أسلوب حياة ونمط تفكير، وينطلق كوباياشي في كتابه "طريقة نظري إلى الحياة" الذي هو أقرب إلى التداعيات والحديث الحميم المتنوع، كما لو أنه يتحدث إلى صديق، من موضوع إلى موضوع ليقدم نفسه ككتاب مفتوح بمعنى: هذا أنا وهكذا أفكر، وبنفس هذه الرؤية والبساطة يستعرض بعضاً من المفاهيم الخاصة باليابانيين ومعتقداتهم، منتقلاً بين السياسة والاقتصاد والفلسفة والأدب، دون أن يشعر قارئه بأنه يفضل موضوعاً على آخر.

يصر كوباياشي في كتابه على أن هناك فروقا كثيرة بين الرؤى والنظر، فالرؤى هي تشكيل مفاهيم عن الأشياء التي تحيط بنا، لكن لا تعني بالضرورة الأشياء ذاتها، لأن القلب يتدخل في الرؤى، وهو (القلب) أكثر قرباً وإحساساً بالأشياء من العين التي تنظر وتحدد حجم هذه الشجرة أو اتساع تلك الحفرة، فإحساسنا بالأشياء هو الذي يعطيها القيمة بالنسبة لنا، لاطبيعة الأشياء ذاتها، ولذلك يوجه قارئ كتابه خلال عرضه لطريقة عيشه وأسلوب نظره إلى الحياة، لكي يكون حكمه على مايحسه حقيقة وليس على ما يراه، فهو ينظر الأشياء من خلال رؤية روحانية خالصة تمتزج فيها موروثات الأسلاف من أفكار ورؤى، لترسم له أسلوب الحياة الذي يقود إلى السعادة الشخصية.

يستمد كوباياشي روحانيته في النظرة للحياة وللأشياء من مقولات غاية في القدم، تشربت بها روحه قبل عقله، لذلك يظهر هذا الحضور الطاغي للروح، ليأتي تالياً دور العقل في إيجاد روابط ما أو شبه روابط بين رؤاه وبين ما ينظر إليه، وبهذه الروح يناقش كل القضايا الحياتية والفكرية وحتى السياسية التي من حوله، فالسياسة لا تعنيه كمفردة أو كسلوك، وإنما تعنيه كأسلوب حياة يعتمده بعض الأشخاص الذين لاشيء لديهم ليقدمونه للآخرين، وتعجبهم هذه الطريقة في الحياة، طريقة السيطرة أو الإحساس بالسيطرة على الآخرين، فالسياسي في النهاية من وجهة نظر كوباياشي هو شخص غير منتج، مثله مثل ذكر نحل الذي يستفيد من جهد كل العاملات في الخلية ولا فضيلة له إلا هذه الميزة الذكورية التي حبته إياها الطبيعة، ومن خلالها يسيطر على كل شيء، ويستخدم كل إنتاج البشرية لصالحه، فهو ليس مبدعا ولن يكون، وإنما يستفيد من إبداع الآخرين في كل المجالات، دون أن يقدّر هؤلاء المبدعين حق قدرهم، ودائماً ينظر إلى الآخرين نظرة ملؤها التعالي والتكبر، ولذلك يعتبر كوباياشي على سبيل المثال أن زراعة اللفت وإتقانها، هي أكثر أهمية من عمل السياسي المتبجح، لأن زارع اللفت يتقن عمله، أما السياسي فهو يجيّر كل شيء لصالح شخصه في النهاية.

ويرى كوباياشي أنه إذا توهم البعض أن الايدولوجيا السياسية قادرة على التماهي مع رؤية ما للعالم يؤمن بها الناس، فان هذا الوهم المتعالي دائماً مايقود إلى الكارثة، مؤكداً أن الياباني ومهما كانت انتماءاته ينظر دائما إلى الأيديولوجيا نظرة نفعية، متسائلاً بماذا ستفيده، ولا يعنى مؤلف الكتاب كثيراً بالجمهور، فالجمهور من وجهة نظره هو من يقوم بفعل الأشياء الخارجة عن المألوف، فالرياضي في الملعب يهمه فقط اللعب بمهارة، وإمتاع الآخرين بما يؤديه، لكن الجمهور الذي يتقاطر إلى الملعب ليرى براعة الرياضي، من الممكن أن ينقلب إلى وحش جامح، مستعد دائماً للبدء بعراك دموي في قضية لا شأن له فيها، وهذا الجمهور القطيعي هو ما يخيف خاصة عندما يساء توجيهه.

"طريقة نظري إلى الحياة" كتاب فيه الكثير من الروحانية والمثالية والعمق والبساطة، وأهم من ذلك كله فهو كتاب تأمل وحكمة، من عين خبرت الحياة بجوانبها، ودمجتها في ذاتها واستخلصت مفاهيمها الخاصة، يميّز فيه مؤلفه بدقة بين الأصالة والادعاء ، بين العمل واللاعمل، وبين القناعة بما أنت فيه، والإيمان بما يحيط بك، ومن دون أن تبتعد عن روح وتراث الأسلاف.
الكتاب: طريقة نظري إلى الحياة
المؤلف: هيديو كوباياشي
المترجم: محمد عضيمة
الناشر: دار التكوين/ دمشق
الطبعة الأولى 2009.





--------------------------------------------------------------------------------


مبيعات كبيرة لرواية لموركامي الجديدة قبل صدورها

سجلت رواية هاروكي موراكامي أحد اهم الروائيين اليابانيين المعاصرين الجديدة مبيعات كبيرة قبل صدروها حين حجز عشرات الالاف من المعجبين بادب موراكامي نسخاً من الرواية التي تحمل اسم "1984"، وهو الاسم الذي سبق استخدامه من قبل جورج اورويل في روايته الشهيرة 1984 التي ابدع فيها شخصية الاخ الاكبر الذي يراقب الجميع ويحصي انفاسهم.

وستطرح دار شينشوشا 580 الف نسخة من الرواية التي تقع في جزأين كطبعة اولى، وقد تلقى موقع بيع الكتب الالكتروني الياباني امازون اكثر من 20 الف طلب لشراء الجزئين، ويعتبر هذا الرقم هذا قياسياً بالنسبة لكاتب ياباني.

وغالبا ما يرد اسم موراكامي (60 عاما) كأحد المرشحين للفوز بجائزة نوبل للآداب، وهو احد الكتاب اليابانيين الاكثر رواجاً، ويتناول في مؤلفاته الادبية دوما عبثية العالم المعاصر، وتمت ترجمة أعماله الى حوالى ثلاثين لغة من بينها العربية، ومنها "كافكا على الشاطئ"، "الغابة النرويجية" و"جنوب الحدود، غرب الشمس" و"سبوتنيك الحبيبة".
http://www.alarabiya.net/articles/2009/06/02/74566.html#009

http://www.nizwa.com/volume44/p55_76.html

2 - 6 ثقافة

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home