آبي يجهض حلم اليابان الجميل مبكرا
بقلم : محمد إبراهيم الدسوقي
اختار رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي, أن يجهض مبكرا حلم اليابان الجميل بقرار استقالته يوم الاربعاء الماضي, بعد قرابة عام من توليه السلطة. آبي صاحب النفس القصير ترك رئاسة الوزراء متذرعا بعدم قدرته علي متابعة المسيرة الإصلاحية التي وعد اليابانيين بها, وأن البلاد تحتاج إلي زعيم جديد يقودها في معركة محاربة الإرهاب.
وما تحرج آبي من قوله بعبارات صريحة مباشرة, إنه لم يعد يتحمل كمسئول ما تلقته رأسه ـ الضعيفة سياسيا ـ من ضربات متتابعة في مدة شغله المنصب ابتداء من فضائح الفساد المالية لعدد من وزراء حكومته, وهزيمة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في انتخابات التجديد النصفي لمجلس المستشارين في يوليو الفائت, وانتهاء بتراجع شعبيته لما دون30% وحائط الصد المنيع الذي شيدته المعارضة اليابانية للحيلولة دون تمرير تجديد العمل بقانون مكافحة الإرهاب الذي يوفر غطاء شرعيا لمساعدة اليابان للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب في أفغانستان والعراق.
هذه الأسباب وغيرها ربما قادت آبي للقفز من مركب السلطة علي عجل ونسيان حلمه ببناء اليابان الجميلة القادرة علي رفع هامتها عاليا بلا خجل وسط أقرانها علي الساحة الدولية عن طريق تعديل دستورها السلمي لتمكينها من التحول لقوة سياسية لها وزنها دوليا. غير أن الحقيقة الماثلة أن آبي رضخ للحرس القديم في الحزب الحاكم الذي عاد لمزاولة أسلوبه العتيق بالتضحية بالمسئول مهما علا شأنه عند أول منعطف بمطالبته بالاستقالة, بغية استعادة الهدوء في أوساط الرأي العام.
الأخطر أن ذلك يشي بأن التيار الإصلاحي الذي رسخ قواعده رئيس الوزراء السابق جونيشيرو كويزومي أبان عهده الممتد من2001 إلي2006, وكان إحدي ركائزه تقليص النفوذ الطاغي للحرس القديم في السياسة اليابانية الذي اصابها بجدب وعقم حال بينها وبين تجديد شبابها بما يجعلها قابلة للتجاوب برشاقة مع المتغيرات الطارئة داخليا وخارجيا. ومن منظور الحرس القديم فإن استقالة آبي هدية هبطت عليه من حيث لا يحتسب, وسيتخذها سلما لتعويض ما فقده من سطوة في فترة تولي كويزوي, وسوف يستأنف بهمة ونشاط عاداته القديمة عند خلو رئاسة الوزراء, حيث سيجتمع عجائز الحزب الحاكم في غرفة مغلقة للمفاضلة بين من يرونه جديرا بشغله بالمواصفات المحددة من جانبهم والمرتكزة علي ان يعمل كمنسق بين الوزراء وألا يكون له رؤية تختلف عما اعتادوا عليه
وبتعبير أدق لا يعارض ما يفرض عليه من طرفهم, وتلك كانت إحدي الحلقات التي حطمها كويزومي, وكان من المأمول أن يتابع آبي تحطيم المتبقي منها. وبنظرة سريعة لأسماء المرشحين لخلافة آبي سندرك أن الحرس القديم سوف يتمسك بأن يكون رئيس الوزراء الجديد ممن تخطوا سن الستين الذي يعده اليابانيون سن الشباب والعطاء, لهذا برزت للواجهة وجوه مثل تارو آسو وزير الخارجية السابق66 عاما وياسو فوكودا سكرتير عام الحكومة السابق71 عاما, وكاورو يوسانو69 عاما الذي تبوأ عدة مناصب وزارية.
يحدث هذا بعد أن جدد تولي آبي الأمل في ضخ دماء جديدة في أوصال السياسة اليابانية, لكونه أصغر من جلس علي مقعد رئيس الوزراء52 عاما, وينحدر من جيل ولد عقب الحرب العالمية الثانية ومداركه منفتحة علي الاستجابة سريعا لما يطرأ من تغييرات عالمية, وأن اليابان لها كامل الحق في أن تتخلص من ذنوب ماضيها البغيض. غير أن رئيس الوزراء المستقيل ألقي بماء بارد علي كل هذه الآمال, لاسيما أنه غير مالك لمقومات الزعامة المانحة إياه المقدرة علي مجابهة الحرس القديم وإحباط مخططاته الساعية للإبقاء علي الوضع كما هو بدون تغيير أو وضع اصباغ ومساحيق تعطي إيحاء خطأ بأن ثمة تغيير
عن الأهرام القاهرية
15 - 9 سياسة داخلية
-----------------------------
من الأرجح أن آبي قدم استقالته تهربا من ملاحقة التهمة بعدم سداد الضرائب المستحقة له مما يؤدي إلى ضربة قاتلة له حسب ما كتبت مجلة غينداي الأسبوعية الأخيرة
اختار رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي, أن يجهض مبكرا حلم اليابان الجميل بقرار استقالته يوم الاربعاء الماضي, بعد قرابة عام من توليه السلطة. آبي صاحب النفس القصير ترك رئاسة الوزراء متذرعا بعدم قدرته علي متابعة المسيرة الإصلاحية التي وعد اليابانيين بها, وأن البلاد تحتاج إلي زعيم جديد يقودها في معركة محاربة الإرهاب.
وما تحرج آبي من قوله بعبارات صريحة مباشرة, إنه لم يعد يتحمل كمسئول ما تلقته رأسه ـ الضعيفة سياسيا ـ من ضربات متتابعة في مدة شغله المنصب ابتداء من فضائح الفساد المالية لعدد من وزراء حكومته, وهزيمة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في انتخابات التجديد النصفي لمجلس المستشارين في يوليو الفائت, وانتهاء بتراجع شعبيته لما دون30% وحائط الصد المنيع الذي شيدته المعارضة اليابانية للحيلولة دون تمرير تجديد العمل بقانون مكافحة الإرهاب الذي يوفر غطاء شرعيا لمساعدة اليابان للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب في أفغانستان والعراق.
هذه الأسباب وغيرها ربما قادت آبي للقفز من مركب السلطة علي عجل ونسيان حلمه ببناء اليابان الجميلة القادرة علي رفع هامتها عاليا بلا خجل وسط أقرانها علي الساحة الدولية عن طريق تعديل دستورها السلمي لتمكينها من التحول لقوة سياسية لها وزنها دوليا. غير أن الحقيقة الماثلة أن آبي رضخ للحرس القديم في الحزب الحاكم الذي عاد لمزاولة أسلوبه العتيق بالتضحية بالمسئول مهما علا شأنه عند أول منعطف بمطالبته بالاستقالة, بغية استعادة الهدوء في أوساط الرأي العام.
الأخطر أن ذلك يشي بأن التيار الإصلاحي الذي رسخ قواعده رئيس الوزراء السابق جونيشيرو كويزومي أبان عهده الممتد من2001 إلي2006, وكان إحدي ركائزه تقليص النفوذ الطاغي للحرس القديم في السياسة اليابانية الذي اصابها بجدب وعقم حال بينها وبين تجديد شبابها بما يجعلها قابلة للتجاوب برشاقة مع المتغيرات الطارئة داخليا وخارجيا. ومن منظور الحرس القديم فإن استقالة آبي هدية هبطت عليه من حيث لا يحتسب, وسيتخذها سلما لتعويض ما فقده من سطوة في فترة تولي كويزوي, وسوف يستأنف بهمة ونشاط عاداته القديمة عند خلو رئاسة الوزراء, حيث سيجتمع عجائز الحزب الحاكم في غرفة مغلقة للمفاضلة بين من يرونه جديرا بشغله بالمواصفات المحددة من جانبهم والمرتكزة علي ان يعمل كمنسق بين الوزراء وألا يكون له رؤية تختلف عما اعتادوا عليه
وبتعبير أدق لا يعارض ما يفرض عليه من طرفهم, وتلك كانت إحدي الحلقات التي حطمها كويزومي, وكان من المأمول أن يتابع آبي تحطيم المتبقي منها. وبنظرة سريعة لأسماء المرشحين لخلافة آبي سندرك أن الحرس القديم سوف يتمسك بأن يكون رئيس الوزراء الجديد ممن تخطوا سن الستين الذي يعده اليابانيون سن الشباب والعطاء, لهذا برزت للواجهة وجوه مثل تارو آسو وزير الخارجية السابق66 عاما وياسو فوكودا سكرتير عام الحكومة السابق71 عاما, وكاورو يوسانو69 عاما الذي تبوأ عدة مناصب وزارية.
يحدث هذا بعد أن جدد تولي آبي الأمل في ضخ دماء جديدة في أوصال السياسة اليابانية, لكونه أصغر من جلس علي مقعد رئيس الوزراء52 عاما, وينحدر من جيل ولد عقب الحرب العالمية الثانية ومداركه منفتحة علي الاستجابة سريعا لما يطرأ من تغييرات عالمية, وأن اليابان لها كامل الحق في أن تتخلص من ذنوب ماضيها البغيض. غير أن رئيس الوزراء المستقيل ألقي بماء بارد علي كل هذه الآمال, لاسيما أنه غير مالك لمقومات الزعامة المانحة إياه المقدرة علي مجابهة الحرس القديم وإحباط مخططاته الساعية للإبقاء علي الوضع كما هو بدون تغيير أو وضع اصباغ ومساحيق تعطي إيحاء خطأ بأن ثمة تغيير
عن الأهرام القاهرية
15 - 9 سياسة داخلية
-----------------------------
من الأرجح أن آبي قدم استقالته تهربا من ملاحقة التهمة بعدم سداد الضرائب المستحقة له مما يؤدي إلى ضربة قاتلة له حسب ما كتبت مجلة غينداي الأسبوعية الأخيرة
Labels: سياسة داخلية
1 Comments:
لللأسف ماتت أهداف السيد آبي في مهدها
Post a Comment
<< Home