اليابان

تتناول المدونة ما يتعلق باليابان. ونرحب بتعاون الزوار في تقديم المقالات والأخبار ضمن هذا الإطار وتصحيح الأخطاء اللغوية فيها بالإضافة إلى ترجمات نصوص يابانية أو إنجليزية سنختارها Al-Yaban blog presents articles and news on Japan in Arabic with cooperation of its visitors. アラビア語による日本専門ブログ。投稿歓迎

2007/08/04

تسونامي سياسي يزلزل اليابان

كتب‏-‏محمد إبراهيم الدسوقي‏:‏
الأحد الماضي كان موعد اليابان المنتظر مع تسونامي سياسي اجتاح الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم بزعامة رئيس الوزراء شينزو آبي الذي مني بهزيمة كاسحة في انتخابات التجديد النصفي لمجلس المستشارين‏.‏ لقد عبر الناخبون اليابانيون عن غضبهم الجم من خلال صناديق الاقتراع‏,‏ وصوتوا بعدم الثقة في حكومة آبي بواسطة حرمان مرشحي الحزب الحاكم المهيمن علي الحياة السياسية اليابانية منذ عام‏1955‏ من اصواتهم التي ذهبت للحزب الديمقراطي المعارض‏,‏ الذي اصبح المالك الجديد للأغلبية في مجلس المستشارين‏.‏

اما آبي شخصيا فقد أخفق في اجتياز اول اختبار سياسي له منذ توليه رئاسة الوزراء قبل عشرة أشهر‏,‏ وبات مستقبله السياسي علي المحك‏,‏ لأن مصيره سيرتبط بشعرة صغيرة‏,‏ اذا انقطعت فسوف ينقطع معها شريان استمراره في المنصب‏.‏

وفي واقع الأمر كانت هناك ضرورة ملحة لدي الناخب الياباني لمعاقبة حكومة آبي‏,‏ بسبب فقدانه الثقة فيها عقب سلسلة فضائح الفساد المتورط فيها عدد من كبار المسئولين فيها‏,‏ وتصريحات قابلها الرأي العام باستهجان وامتعارض شديدين‏,‏ وقادت لاستقالة اثنين من وزراءها‏,‏ وانتحار ثالث‏,‏ علاوة علي فقد السلطات اليابانية السجلات الخاصة بمعاشات نحو‏50‏ مليون شخص‏,‏ وافتقار ابي لمواصفات الشخصية الكاريزمية التي كان يتميز بها سلفه جونيتشيرو كويزومي‏.‏

كما ان آبي‏52‏ عاما ارتكب الخطأ القاتل بترويجه وتسويقه مجموعة قضايا ابعد ما تكون عن ضروريات الناخبين في التوقيت الراهن‏,‏ فقد ركز علي تعديل الدستور‏,‏ وتعظيم الدور السياسي والعسكري لليابان علي الساحة الدولية‏,‏ بينما كان الوضع الاقتصادي وتزايد الفجوة بين الفقراء والاغنياء هو الشغل الشاغل لليابانيين الذين سئموا من ذلك التجاهل المتعمد لما يهمهم ويشغلهم‏.‏

ومن الظاهر ان رئيس الوزراء الياباني المعروف بتوجهاته اليمينية قد اعتقد خطأ ان هذه القضايا ستحمل حزبه الحاكم لمقاعد الأغلبية في مجلس المستشارين‏,‏ مع أن كل القرائن الظاهرة قبل الانتخابات كانت تفصح وتكشف بجلاء ان الناخب مستاء ويوشك ان ينفجر غضبا ويتحين الفرصة للتعبير عنه‏,‏ وان الحزب الحاكم يتجه لخسار تها‏,‏ ولم يكن الجدل يدور دول الخسارة‏,‏ وانما حول حجمها وفداحتها‏.‏

ومن بين الدلائل الكاشفة في نتائج الانتخابات ان فوز المعارضة لم يكن فقط في الدوائر الانتخابية في المدن‏,‏ بل ايضا في المناطق الريفية‏,‏ حيث قاعدة التأييد الراسخة للحزب الليبرالي الديمقراطي‏,‏ كما تغلب بعض المرشحين الشباب الذين مازالوا في بدايات حياتهم السياسية علي منافسيهم من الشخصيات البارزة في الحزب الحاكم والمشهود لها بالحهنكة السياسية عند خوض الانتخابات

علي كل فإن سيطرة المعارضة علي الاغلبية في مجلس المستشارين ستحول حكومة إبي‏-‏ الحزب الحاكم صاحب الاغلبية في مجلس النواب المسئول عن سن التشريعات والقوانين‏-‏ الي بطة عرجاء لأنها ستكون مصدر ازعاج مستمر بعرقلة تمرير مشاريع القوانين القادمة اليها من مجلس النواب‏.‏

والقضية الخطيرة لا تتصل بما اذا كان ابي سوف يجبر علي الاستقالة قريبا ام لا؟

ولربما كانت نتيجة انتخابات مجلس المستشارين خطوة تمهيدية في مسيرة التغيير السياسي الجذري في اليابان من خلال تبادل مقعد السلطة بين الاحزاب الموجودة علي الساحة السياسية‏,‏ وكسر حلقة احتكار الحزب الليبرالي الديمقراطي لها بلا منازع وبلا منافس‏.‏

لقد لخص عجوز ياباني عمره‏70‏ عاما نتائج الانتخابات في عبارة بليغة قال فيها‏:‏ لقد منحت صوتي لمرشح الحزب المعارض لاعتقادي بأن ذلك سيقود للتغيير السياسي في البلاد‏,‏ تلك كانت رسالة الناخب الياباني لآبي ولقادة الحزب الحاكم‏,‏ فهل يا تري وصلت اليهما ام لا؟‏!.‏


‏desouky22@hotmail.com‏
عن الأهرام القاهرية http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=repo2.htm&DID=9298

8 - 4 سياسة داخلية

Labels:

1 Comments:

At 4:30 AM, August 05, 2007, Anonymous Anonymous said...

الحمد لله أن حزب شينزو أبي خسر فقد كان يركز على تعظيم الدور العسكري لليابان مما كان سيتسبب للمسلمين بمشاكل كثيرة وكان سيؤثر على اليابان وأمنها أيضاً

أخوكم محمود حلمي

 

Post a Comment

<< Home