اليابان

تتناول المدونة ما يتعلق باليابان. ونرحب بتعاون الزوار في تقديم المقالات والأخبار ضمن هذا الإطار وتصحيح الأخطاء اللغوية فيها بالإضافة إلى ترجمات نصوص يابانية أو إنجليزية سنختارها Al-Yaban blog presents articles and news on Japan in Arabic with cooperation of its visitors. アラビア語による日本専門ブログ。投稿歓迎

2008/06/16

اليابان بعيون عربية   بقلم/ خالد الغنامي كاتب سعودي

アラブが観るさまざまな日本像

في دراسة ضخمة سنستعرضها في هذه المقالة, قام الدكتور مسعود ضاهر بتناول كل ما كتبه المشاهير من رموز الثقافة العربية منذ زمن الشاعر حافظ إبراهيم ومروراً بمالك بن نبي وحتى الدكتور محمد عابد الجابري المعاصر, ورصد الدكتور ضاهر الصورة التي رسمتها الذهنية العربية عن اليابان خلال مئة عام. هي رؤى متباينة ومتعددة , بعضها كان عربياً محايداً بينما استمر البعض ينظر لليابان بعيون"غربية" ويعيد نشر كثير من المقولات الثقافية التي تظهر أن نهضة اليابان كانت من"صنع أمريكي", حتى وصل أمر بعضهم إلى النصح بعدم الاستفادة من تجربة التحديث في اليابان.

يرجح الدكتور الجابري أن وعي العرب بالنهضة اليابانية يعود تاريخه إلى عام 1904 حين انتصرت اليابان على روسيا القيصرية , فكانت هذه هي المناسبة التي عبّر فيها الحضور الياباني عن نفسه في الفكر العربي تعبيراً واضحاً وعميقاً, سواء في مشرق العالم العربي أم في مغربه, ففي مجال الشعر, عبّر أحد كبار الشعراء في مصر (حافظ إبراهيم) في أكثر من قصيدة, عن اعتزاز الوعي العربي بانتصار اليابان, الأمة الآسيوية, على روسيا, البلد الذي ينتمي إلى أوروبا.

لا شك أن معرفة اللغة اليابانية تساعد على فهم أفضل لتاريخ اليابان وثقافتها من خلال مصادرها الأصلية. علماً أن تحليل العلاقات الثقافية بين العرب واليابان يتطلب إضافة إلى اللغة اليابانية, معرفة معمّقة بتاريخ العرب واليابانيين في مختلف الحقب, وبشكل خاص في التاريخ الحديث والمعاصر, هذا ما برز فيه كتاب "اليابان والعرب: رؤية العالم العربي في اليابان منذ أقدم العصور حتى منعطف مايجي".

مايجي هو الإمبراطور الشهير الذي قام بإصلاحات عظيمة بدأت في عام 1868 والذي شهد عصره انفتاحاً كبيراً على العالم وخرجت اليابان من شرنقتها الضيقة, وصدر في تلك الحقبة دراسات لعدد من الرحالة اليابانيين عن مصر أثناء مرورهم فيها, كطلاب بعثات أو بمهمات رسمية أو خاصة. من الطريف أن ذلك الكتاب حفل بإشارات سريعة إلى صورة العرب في الوثائق اليابانية القديمة,فركّز على الدلالة اللغوية لمدلول مصطلح" العرب" باليابانية: إذ هي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالإسلام بالدرجة الأولى, لكنها أحياناً تعني"التاجر" وأحياناً تعني"النهم, محب الطعام"!

عندما هزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية وأعلنت استسلامها في عام 1945 سقطت الصورة الزاهية من مخيلة العرب بعد الحماس منقطع النظير والذي تجلى في قصائد ومدائح شعرائهم , لأن الثقافة اليابانية لم تحظ بدراسات نقدية معمّقة تتجاوز حدود الصورة الانفعالية الزاهية, لتقرأ تلك النهضة بعيون ناقدة تظهر الإيجابيات والسلبيات. الخطأ الذي حدث أن اهتمام المثقفين العرب انصب على دراسة تجربة التحديث اليابانية الأولى, لأنها قدمت نموذجاً ناجحاً للتحديث في خدمة العسكر ولمصلحة النزعة التوسعية العسكرية بالدرجة الأولى ,

وحققت الدولة الرأسمالية اليابانية تراكماً اقتصادياً ومالياً كبيراً تم توظيفه لصالح عسكرة اليابان التي انتهت مهزومة في الحرب العالمية الثانية , وخضعت لأول مرة في تاريخها للاحتلال الأمريكي من جهة , واحتلال روسيا لبعض الجزر اليابانية من جهة أخرى. غير أن غالبية المثقفين العرب لم يستفيدوا من التقييم الموضوعي لتلك التجربة في التحديث, على أهمية النجاح الكبير الذي قدمته اليابان التي لا تزال موضع خلاف حاد بين الباحثين اليابانيين والمهتمين بتجربة التحديث المستمرة هناك منذ القرن التاسع عشر والذين نقدوا تجربتهم نقداً في غاية الصرامة والقسوة.

لقد نظر كل من العرب واليابانيين إلى الآخر بمرآة غربية , واستقى مصادره ومراجعه من الأبحاث الاستشراقية الأمريكية والأوروبية التي لم تكن في الغالب منصفة أو موضوعية, بل ضخت من خلال وسائل الإعلام صورة نمطية مشوهة ومشوشة لدى الطرفين, ما زالت العلاقة تفتقر للحوار المباشر الذي يزيل كل المعوقات وينبني على العطاء المتبادل والنديّة, ما زال هذا الحوار غائباً وحتى الربع الأخير من القرن العشرين, بقيت الكتابات العربية عن اليابان أسيرة رؤية عاطفية وانفعالية ناجمة عن حماس عارم لدولة آسيوية استطاعت تجنب السقوط تحت الاحتلال الغربي الذي خضعت له الدول العربية والإسلامية والآسيوية, لكن مقارنة علمية هادئة بين نظرتي كل من اليابانيين والعرب لبعضهم, تظهر اهتمام اليابان المبكر بتجارب التحديث والاستفادة منها والتفاعل معها. هذا ما أشار إليه المفكر مالك بن نبي حين قال:"إن اليابان تنظر إلى الآخر نظرة التلميذ الذي يريد اكتساب المعرفة, لذا تجاوز التلميذ معلمه بجدارة".

نهاية الحرب الباردة حددت موقع اليابان كقوة اقتصادية عظمى لكنها لم تحدد بعد مستقبلها السياسي كدولة فاعلة في الوحدة الآسيوية والسبب في ذلك هو أن الولايات المتحدة الأمريكية من جهة , والصين و كوريا من جهة أخرى, تتخوف من دور اليابان الاقتصادي في المجموعة الآسيوية, وتنظر بكثير من الشك والريبة من تجدد نزعة العسكرة فيها. يضاف إلى ذلك أن نظام العمل والإدارة المتماسكة وكثافة رأس المال المعدّ للتوظيف في الخارج تثير خوف الدول المجاورة كما تثير مخاوف الدول الرأسمالية الكبرى من سيطرة اليابان على الأسواق العالمية, خصوصاً أن اليابان وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية قد قدمت نفسها بنجاح كنموذج ديموقراطي وسطي يجمع ما بين الثقافات والحضارات مما يجعلها مؤهلة كامل التأهيل لكي تصبح العمود الفقري في بناء الوحدة الآسيوية على أسس سلمية.

عن الوطن السعودية
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=2817&id=6158&Rname=53

16 - 6 عيون عربية

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home