نحن ( العرب ) يابانيون أكثر مما نظن..
アラブ人は思ったより日本人に近い
بقلم / أشرف إحسان فقيه كاتب سعودي
بمعنى.. كم سيارة (كامري) تسير في شوارعنا؟ كم تلفزيون (سوني) يتموضع في مجالسنا وكم ساعة يُمضي أحدنا مع صندوق الـ (بلاي ستايشن)؟
هل تكفي هذه الأمثلة السطحية لتختصر (النفوذ الياباني) على حياة كل منا؟ لتعبّر عن مدى تأثير الثقافة اليابانية على العالم؟ بالتأكيد كلا. لا يمكن لأي أحد أن يختزل شخصية قومية ما في سلعة أو مظهر واحد. والحفاوة التي نالتها الثقافة اليابانية في معرض الرياض للكتاب تدفعنا للتساؤل: عن أي ثقافة يابانية بالضبط نتحدث؟
بكلام آخر.. ما هي الصور التي تتداعي لمخيلتك حين تسمع اسم (اليابان)؟ هل يترأى لك جبل (فوجي) مثلاً بقمته المكللة بالثلوج؟ أم ستتخيل أفواج البشر في الملابس العصرية.. متدفقة عبر محطات القطارات السريعة وشوراع (شيبويا) الغارقة في أضواء النيون؟ حين يلفظ أحدهم كلمة (طوكيو) أمامك.. فهل تقفز لذهنك صورة السقوف المثلثة المميزة للمعمار البوذي؟ أم ستستحضر هامة (برج طوكيو) الذي شيّد على نمط (إيفل) الباريسي؟ هل تقترن سيرة (طوكيو) في لا وَعيِك بـ (غراندايزر) وسواه من شخصيات الكارتون؟ لا تخجل فلست وحدك.. في الواقع فهذه النقطة بالذات تمثل قلب الفكرة التي نناقشها هنا!
بالنسبة لمتابعي أخبار معرض الكتاب، فقد كان من المدهش أن نقرأ عن ندوة أقيمت على هامش المعرض للسيد ( تاكاماسا ساكوراي) بعنوان (الرسوم المتحركة اليابانية: الماضي والحاضر والمستقبل). ومبرر الدهشة ليس الاستخفاف بمثل هذا الطرح أو اعتباره غير لائق بصيت الفعالية الثقافية.. بل لأن القائمين على المعرض.. أو الضيوف.. قد وفقوا تماماً في تقديم وجه ثقافي معبّر تماماً عن الصورة اليابانية في أعين محبي فنون الـ (آنمي) و الـ (مانغا) والعوالم الفانتازية الأخرى. وهؤلاء كُثر.. أكثر مما نتصور. هذا الكلام قد يبدو صادماً للمتابع للرواية اليابانية ثقيلة العيار في الميزان العالمي.. أو المهتم بشأن التبادل الحضاري بين العالم الإسلامي واليابان. لكن هذه الطروحات كلها تظل تقليدية وضيقة في ظل الحضور الطاغي الذي حققته الثقافة اليابانية عبر الجبهات الكارتونية الأقل رصانة إياها.
الرسوم المتحركة ليست سوى صورة واحدة لثقافة جديرة بالتأمل والدراسة.. ثقافة متمردة على أصالتها، وعالمية إلى حد الانسلاخ حتى من إنتمائها الأول. ما يقال عن (الأنميشن) ينسحب على كل منتج حضاري ياباني آخر.. كل هذه السلع والماكنات التي ترسم ملامح عالمنا المعاصر. الحضارة اليابانية الحديثة حضارة غير أصيلة. حضارة كان هاجسها الأول هو (التقليد). وعظمة هذه الحضارة تكمن في تفوق المقلَّد على الأصيل. وفي تقديم سلعة -يابانية- ذات ملامح دولية. لاشيء ينبؤك بيابانية المنتج لو لم يكن هناك حرف أو صوت ياباني يدمغه.. فقط. اليابانيون هم أنجح من امتثل لروح العولمة.
لحد بعيد تبدو هذه القراءة للثقافة اليابانية بمثابة استشراف لمستقبلنا نحن المحتمل. في التاريخ الياباني فترة مفصلية تعرف بحكم الـ (ميجي). خلال تلك الخمسة والأربعين عاماً انتقلت الأمة اليابانية من حضارة الزراعة وصيد السمك إلى العصر الصناعي.. وكرست نفسها كقوة مؤثرة على المسرح العالمي. هذا الانتقال لم يكن سلساً ولا أبيض. لأنه اقتضى انقلاباً على العرف وكل مسلمات المجتمع القديم التي صمدت طوال قرون. طبقة الإقطاعيين ونبلاء (الساموراي) كان عليها أن تُزال. الإتيكيت الغربي كان عليه أن يحل محل عقيدة تقديس الأجداد. هذه كلها تغييرات كان لها ثمنها من الصراعات والدماء أيضاً. والأنكى أن هذا الانقلاب الداخلي لم يتم إلا بمساعدة -وضغط- القوى الخارجية. لكن هذه النهضة اليابانية الأولى لازمتها أيضاً روح قومية شرسة كشرت عن أنيابها خلال الحرب العالمية الثانية. مرة أخرى تدخل الغرب واستعرضت أميركا سلاحها النووي فوق رأس اليابان بالذات. ومرة أخرى نهضت اليابان إنما تحت إشراف غربي قاسٍ هذه المرة..
والنتيجة كانت أمة عصرية جداً.. لكن متعلقة بالكاد بتقاليد وتراث قديم جداً. كل جيل ياباني ناشئ هو أقل تعلقاً بتراثه (الياباني) من الجيل السابق. قد تكون هناك قيم يابانية في العمل والإنتاج.. لكن هذه تظل قيماً رأسمالية.. منتجات يابانية أخرى تصلح للاستهلاك العالمي.. مثلها مثل سيارات (تويوتا) وكاميرات (نيكون) ورسوم (هاياو ميازاكي) المتحركة.
ماذا عن (السومو) و (الكيمونو)؟ ماذا عن مسارح (الكابوكي) و (النو) الموسيقية.. وسواها من المصطلحات المتفذلكة و مظاهر (الثقافة) التي يهتم بها كثيراً الأكاديميون والسياح؟ هذه في الواقع صارت مظاهر للـ (فلوكلور) الياباني. هكذا ينظر لها اليابانيون أنفسهم الذين يعدون عالمياً الأكثر هوساً باستخدام التقنيات اللاسلكية والجوالة. اليابانيون الذين يعيشون حقاً مع (الروبوت) فيما يحلم سواهم بابتكاره.. والذين تتمتع أفلامهم المتحركة الغارقة في الدراما والدماء بشعبية طاغية حول العالم.. من دون أن يكون بها بطل واحد ذو ملامح يابانية!
هل تمثل اليابان حقاً.. بهذا الفصام بين ثقافتيها التقليدية والحقيقية.. تحويراً آخر للحالة العربية التي ما تزال مرحلة الصراع بين التقليدي والحداثي.. الصراع بين الأرض وتاريخها وبين الانفلات لعوالم و قيم أخرى؟ السيد (تاكاماسا ساكوراي) قال في محاضرته المذكورة بمعرض الرياض للكتاب إن سبب انتشار الرسوم المتحركة اليابانية كان "عدم تقيّدها بحدود جغرافية"! إنه يجرد حتى هذا المنتج الياباني (الأصيل) من يابانيته ليبرر شعبيته الساحقة. ألهذا الحد كانت خطة الجنرال (ماك آرثر) لـ "إعادة إعمار" اليابان بعد الحرب العالمية ناجحة؟ أم أن هذا هو ذات المقلب الذي يشربه الأميركيون اليوم في العراق ويشربونه مع مخططاتهم لإعادة رسم خرائط المنطقة وإعادة تصدير الديمقراطية؟
اختيار اليابان كضيف لمعرض هذه السنة كان معبراً جداً وذا معنى شاعري مخبوء. وسواء انتبه ضيوف معرض الكتاب لهذه المسائل أو لم يفعلوا.. تظل اليابان كثقافة.. مرآة محتملة لنا. نحن لا نبني السُفن ولا نصنع الإلكترونيات ورسومنا المتحركة ليست مشهورة على مستوى العالم.. لكن نقاط تشابهنا مع اليابانيين هي أكثر مما نظن.
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=2727&id=4864&Rname=230
عن الوطن السعودية
18 - 3 عيون عربية , ثقافة
بقلم / أشرف إحسان فقيه كاتب سعودي
بمعنى.. كم سيارة (كامري) تسير في شوارعنا؟ كم تلفزيون (سوني) يتموضع في مجالسنا وكم ساعة يُمضي أحدنا مع صندوق الـ (بلاي ستايشن)؟
هل تكفي هذه الأمثلة السطحية لتختصر (النفوذ الياباني) على حياة كل منا؟ لتعبّر عن مدى تأثير الثقافة اليابانية على العالم؟ بالتأكيد كلا. لا يمكن لأي أحد أن يختزل شخصية قومية ما في سلعة أو مظهر واحد. والحفاوة التي نالتها الثقافة اليابانية في معرض الرياض للكتاب تدفعنا للتساؤل: عن أي ثقافة يابانية بالضبط نتحدث؟
بكلام آخر.. ما هي الصور التي تتداعي لمخيلتك حين تسمع اسم (اليابان)؟ هل يترأى لك جبل (فوجي) مثلاً بقمته المكللة بالثلوج؟ أم ستتخيل أفواج البشر في الملابس العصرية.. متدفقة عبر محطات القطارات السريعة وشوراع (شيبويا) الغارقة في أضواء النيون؟ حين يلفظ أحدهم كلمة (طوكيو) أمامك.. فهل تقفز لذهنك صورة السقوف المثلثة المميزة للمعمار البوذي؟ أم ستستحضر هامة (برج طوكيو) الذي شيّد على نمط (إيفل) الباريسي؟ هل تقترن سيرة (طوكيو) في لا وَعيِك بـ (غراندايزر) وسواه من شخصيات الكارتون؟ لا تخجل فلست وحدك.. في الواقع فهذه النقطة بالذات تمثل قلب الفكرة التي نناقشها هنا!
بالنسبة لمتابعي أخبار معرض الكتاب، فقد كان من المدهش أن نقرأ عن ندوة أقيمت على هامش المعرض للسيد ( تاكاماسا ساكوراي) بعنوان (الرسوم المتحركة اليابانية: الماضي والحاضر والمستقبل). ومبرر الدهشة ليس الاستخفاف بمثل هذا الطرح أو اعتباره غير لائق بصيت الفعالية الثقافية.. بل لأن القائمين على المعرض.. أو الضيوف.. قد وفقوا تماماً في تقديم وجه ثقافي معبّر تماماً عن الصورة اليابانية في أعين محبي فنون الـ (آنمي) و الـ (مانغا) والعوالم الفانتازية الأخرى. وهؤلاء كُثر.. أكثر مما نتصور. هذا الكلام قد يبدو صادماً للمتابع للرواية اليابانية ثقيلة العيار في الميزان العالمي.. أو المهتم بشأن التبادل الحضاري بين العالم الإسلامي واليابان. لكن هذه الطروحات كلها تظل تقليدية وضيقة في ظل الحضور الطاغي الذي حققته الثقافة اليابانية عبر الجبهات الكارتونية الأقل رصانة إياها.
الرسوم المتحركة ليست سوى صورة واحدة لثقافة جديرة بالتأمل والدراسة.. ثقافة متمردة على أصالتها، وعالمية إلى حد الانسلاخ حتى من إنتمائها الأول. ما يقال عن (الأنميشن) ينسحب على كل منتج حضاري ياباني آخر.. كل هذه السلع والماكنات التي ترسم ملامح عالمنا المعاصر. الحضارة اليابانية الحديثة حضارة غير أصيلة. حضارة كان هاجسها الأول هو (التقليد). وعظمة هذه الحضارة تكمن في تفوق المقلَّد على الأصيل. وفي تقديم سلعة -يابانية- ذات ملامح دولية. لاشيء ينبؤك بيابانية المنتج لو لم يكن هناك حرف أو صوت ياباني يدمغه.. فقط. اليابانيون هم أنجح من امتثل لروح العولمة.
لحد بعيد تبدو هذه القراءة للثقافة اليابانية بمثابة استشراف لمستقبلنا نحن المحتمل. في التاريخ الياباني فترة مفصلية تعرف بحكم الـ (ميجي). خلال تلك الخمسة والأربعين عاماً انتقلت الأمة اليابانية من حضارة الزراعة وصيد السمك إلى العصر الصناعي.. وكرست نفسها كقوة مؤثرة على المسرح العالمي. هذا الانتقال لم يكن سلساً ولا أبيض. لأنه اقتضى انقلاباً على العرف وكل مسلمات المجتمع القديم التي صمدت طوال قرون. طبقة الإقطاعيين ونبلاء (الساموراي) كان عليها أن تُزال. الإتيكيت الغربي كان عليه أن يحل محل عقيدة تقديس الأجداد. هذه كلها تغييرات كان لها ثمنها من الصراعات والدماء أيضاً. والأنكى أن هذا الانقلاب الداخلي لم يتم إلا بمساعدة -وضغط- القوى الخارجية. لكن هذه النهضة اليابانية الأولى لازمتها أيضاً روح قومية شرسة كشرت عن أنيابها خلال الحرب العالمية الثانية. مرة أخرى تدخل الغرب واستعرضت أميركا سلاحها النووي فوق رأس اليابان بالذات. ومرة أخرى نهضت اليابان إنما تحت إشراف غربي قاسٍ هذه المرة..
والنتيجة كانت أمة عصرية جداً.. لكن متعلقة بالكاد بتقاليد وتراث قديم جداً. كل جيل ياباني ناشئ هو أقل تعلقاً بتراثه (الياباني) من الجيل السابق. قد تكون هناك قيم يابانية في العمل والإنتاج.. لكن هذه تظل قيماً رأسمالية.. منتجات يابانية أخرى تصلح للاستهلاك العالمي.. مثلها مثل سيارات (تويوتا) وكاميرات (نيكون) ورسوم (هاياو ميازاكي) المتحركة.
ماذا عن (السومو) و (الكيمونو)؟ ماذا عن مسارح (الكابوكي) و (النو) الموسيقية.. وسواها من المصطلحات المتفذلكة و مظاهر (الثقافة) التي يهتم بها كثيراً الأكاديميون والسياح؟ هذه في الواقع صارت مظاهر للـ (فلوكلور) الياباني. هكذا ينظر لها اليابانيون أنفسهم الذين يعدون عالمياً الأكثر هوساً باستخدام التقنيات اللاسلكية والجوالة. اليابانيون الذين يعيشون حقاً مع (الروبوت) فيما يحلم سواهم بابتكاره.. والذين تتمتع أفلامهم المتحركة الغارقة في الدراما والدماء بشعبية طاغية حول العالم.. من دون أن يكون بها بطل واحد ذو ملامح يابانية!
هل تمثل اليابان حقاً.. بهذا الفصام بين ثقافتيها التقليدية والحقيقية.. تحويراً آخر للحالة العربية التي ما تزال مرحلة الصراع بين التقليدي والحداثي.. الصراع بين الأرض وتاريخها وبين الانفلات لعوالم و قيم أخرى؟ السيد (تاكاماسا ساكوراي) قال في محاضرته المذكورة بمعرض الرياض للكتاب إن سبب انتشار الرسوم المتحركة اليابانية كان "عدم تقيّدها بحدود جغرافية"! إنه يجرد حتى هذا المنتج الياباني (الأصيل) من يابانيته ليبرر شعبيته الساحقة. ألهذا الحد كانت خطة الجنرال (ماك آرثر) لـ "إعادة إعمار" اليابان بعد الحرب العالمية ناجحة؟ أم أن هذا هو ذات المقلب الذي يشربه الأميركيون اليوم في العراق ويشربونه مع مخططاتهم لإعادة رسم خرائط المنطقة وإعادة تصدير الديمقراطية؟
اختيار اليابان كضيف لمعرض هذه السنة كان معبراً جداً وذا معنى شاعري مخبوء. وسواء انتبه ضيوف معرض الكتاب لهذه المسائل أو لم يفعلوا.. تظل اليابان كثقافة.. مرآة محتملة لنا. نحن لا نبني السُفن ولا نصنع الإلكترونيات ورسومنا المتحركة ليست مشهورة على مستوى العالم.. لكن نقاط تشابهنا مع اليابانيين هي أكثر مما نظن.
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=2727&id=4864&Rname=230
عن الوطن السعودية
18 - 3 عيون عربية , ثقافة
Labels: ثقافة, عيون عربية
4 Comments:
أتمنى أن أسمع رأيك يا أخ محمد عن المقال
توجد بعض أوجه التشابه بين الشعبين إلا أني أرى فروقا شاسعة بينهما أيضا لأن البيئة تختلف تمام الاختلاف بين اليابان والجزيرة العربية.
I think that the writer lacks the background about Japan. Everyone knows that Japan is one of the countries that combine advances in civilization, technology... with culture.
"
الرسوم المتحركة ليست سوى صورة واحدة لثقافة جديرة بالتأمل والدراسة.. ثقافة متمردة على أصالتها، وعالمية إلى حد الانسلاخ حتى من إنتمائها الأول
"
This is an unfair judgment..did he ever watch anime? ^^;
When I was young,I knew a lot of sides of the Japanese culture through animation alone.
And it's true, there are SOME similarities between Arabs and Nihonjin but they are not "more than what we think"
"والنتيجة كانت أمة عصرية جداً.. لكن متعلقة بالكاد بتقاليد وتراث قديم جداً. كل جيل ياباني ناشئ هو أقل تعلقاً بتراثه (الياباني) من الجيل السابق
"
Please tell me what do you think about this part.
I think he took a very specific case (like youth that we see in Shibuya or Harajuku)and generalized it.
مرحباً بك سايتو سان
أشكرك لأنك نقلت مقالتي لمدونتك. أتوقع أن تحظى هنا بنقاش أكثر عمقا وموضوعية على ضوء التعليقات القليلة أعلاه :)
سنحت لي فرصة زيارة اليابان مرة حين كنت طفلا. لكن للأسف كنت وقتها في سن أصغر من أن تتيح لي فرصة تكوين رؤية حقيقية عن الشعب والثقافة اليابانيين. هل يعني هذا أني غير مؤهل للحديث عن اليابان؟ لا أظن.. لأن اليابان موجودة من حولنا عبر منتجاتها و"ثقافتها" التي أشرت إليها في المقال.. هذا أولاً. ولأني ثانياً أعتز بمعرفة عدد من الأصدقاء والمعلمين اليابانيين الذين جمعتني الظروف بهم من خلال شركة الزيت العربية اليابانية في الخفجي قبل سنوات قليلة. هؤلاء شكلوا بالنسبة لي نوافذ باهرة على الحضارة اليابانية.
بالنسبة للمقال فلابد أن أذكر بأني مدرك أن بعض العبارات فيه قد لا تروق للقارئ الياباني. لكن المقال في الأصل موجه للقارئ السعودي.. والفكرة التي يقدمها هي صادمة ومباشرة بقدر التأثير الذي أريد إحداثه على هذا القارئ السعودي.
حين قلت بأن الثقافة اليابانية المعاصرة هي ثقافة "غير أصيلة"، فإني لم أنس طبعاً مظاهر الأصالة التي تتمتع بها هذه الحضارة. لكني أعرف أيضاً أن هذه الحضارة/الثقافة قد قطعت شوطاً كبيراً نحو الحداثة فقدت فيه كثيراً من قيمها الأساسية. أعرف من خلال قراءاتي كم تعاني الأجيال اليابانية من انفصام بين الحديث والقديم. وأعرف أيضاً أن اليابان مرت بصراعات مريرة لتتواءم مع الحضارة الغربية وتأخذ بقيمها في المدنية والتطور. هذا الصراع بالذات هو الذي نعايش بوادره في العالم العربي وفي السعودية بالذات. وكما جاء في المقال فأنا أعتقد بأن اليابان تقدم لنا فرصة لاستشراف مستقبلنا في هذا الصدد.. حتى وإن لم يكتب لنا أن نمر بذات تفاصيل التجربة اليابانية.
أدرك أن اليابنيين مازالوا يلقنون أبناءهم العادات والتقاليد التي ورثوها عن أجدادهم.. هذه ظاهرة موجودة عند كل الأمم ليست هي التي أردت أن أتوقف عندها.. ما أردت أن أركز عليه هو وجه اليابان الذي يظهر للعالم الخارجي. الوجه المفعم بالحداثة والتطور في مقابل الآخر المخبوء الغارق في التراث والذي لا يمثل (الثقافة) اليابانية المؤثرة بالضرورة. عندنا الصورة معكوسة تماماً.. وهذا هو لب مقالي.
أرجو أن تكون إضافتي مفيدة.. وسأسعد كثيراً بالطلاع على مزيد من تعليقات السادة والسيدات زوار مدونتك.
أستأذنكم لأني الآن بالذات أتفرج على مجموعة من الرسوم المتحركة اليابانية: Steamboy و Akira للمرة السابعة ربما :)
كل التقدير. سايونارا.. أشرف
Post a Comment
<< Home