علي هامش السياسة القفص الذهبي للامبراطور‏!

يقدمه‏:‏ سامي وديع الأهرام القاهرية
تحظي القصور الملكية أو الامبراطورية في أنحاء العالم بإجراءات أمنية مشددة للحفاظ علي حياة الملك أو الامبراطور الذي يقطن بها ولكن الأمر يبدو مبالغا فيه إلي حد كبير في حالة القصر الامبراطوري الياباني الذي يكاد يكون منعزلا تماما ولا يعرف عامة الشعب أي شئ عما يدور به‏,‏ فالقصر الامبراطوري الياباني والذي يسمي قصر كوكيو مخفي تقريبا بالحدائق التي تحيط به ولا يمكن للعامة مجرد الاقتراب منه‏,‏ وكان ذلك مفهوما قبل الحرب العاية الثانية حيث كان الامبراطور الياباني يعامل كإله‏,‏ ولكن بعد هزيمة اليابان تم تجريده من هذه المكانة‏.‏

إلا أن عزلة العائلة الامبراطورية اليابانية ليس سببها فقط مناعة القصر الامبراطوري‏,‏ ولكن الجزء الأكبر منها يعود الي ما تفرضه إدارة القصر من أساليب صارمة تجعل الاتصال بأفراد العائلة أو دخول القصر شبه مستحيل‏.‏ ويصف البروفيسور جيفري لينجستون من جامعة المعبد في طوكيو الأمر بقوله إن طاقم إدارة القصر هم مجموعة من الموظفين البيروقراطيين يضعون العائلة الامبراطورية في إطار صارم ويعملون علي ضمان قيام كل أفرادها بواجباتهم طبقا للتقاليد الامبراطورية ويشبه الأمر في النهاية كما لو أن العائلة الامبراطورية تعيش في قفص من ذهب‏.‏ وبالرغم من أن الحياة في القصر الامبراطوري الياباني بهذا الشكل قد تكون سببا للإصابة بالضغوط العصبية‏,‏ فأنها تبدو أخف وطأة مما يحدث في القصر الملكي البريطاني فعلي الأقل وبخلاف ما يحدث في العائلة المالكة البريطانية‏,‏ تعقد العائلة الامبراطورية اليابانية مؤتمرا صحفيا من آن لآخر وان كان معدا سلفا بدقة وعناية شديدتين وينبغي موافقة إدارة القصر علي الأسئلة مسبقا‏.‏

الألمان يتبرأون من هتلر

حتي الآن لم يعرف أحد مصير الزعيم النازي أدولف هتلر إلا أن الرواية المرجحة والشائعة أنه انتحر قبل اقتحام قوات الحلفاء لألمانيا بوقت قصير‏,‏ والآن بعد موته فأنه يواجه مصيرا من نوع آخر وهو تجريده من الجنسية الألمانية حيث يخطط الفرع الإقليمي لأكبر الأحزاب السياسية في ألمانيا لتنفيذ إجراء قانوني ينزع عن هتلر صفة المواطنة الألمانية‏.‏

فبعد‏75‏ سنة من تمكين مدينة برونزفيك الألمانية لهتلر من الحصول علي المواطنة الألمانية‏,‏ يخطط الحزب الاجتماعي الديمقراطي لحرمان الدكتاتور النازي من الجنسية الألمانية‏.‏

ويقول المتحدث البرلماني للحزب الاجتماعي الاشتراكي أنه إجراء رمزي ولكنه أيضا يعبر عن رغبة الولاية‏,‏ فمن هو ذاك الذي يرغب في ان يكون صاحب الفضل في حصول هتلر علي الجنسية الألمانية‏.‏

وخلال الستين عاما الماضية كان علي مدينة برونزفيك ان تتعايش مع وصمة عار كونها المدينة التي ساعدت هتلر علي أن يصبح مواطنا ألمانيا‏,‏ وهي الميزة التي مكنته فيما بعد من تولي السلطة‏.‏ وكان هتلر قد تخلي عن جنسيته النمساوية في عام‏1925‏ وحصل علي الجنسية الألمانية عندما مكنه المسئولون النازيون من الحصول علي وظيفة مدنية في الإدارة المحلية للمدينة عام‏1932.‏ وفي موقعه كموظف مدني حصل هتلر بشكل تلقائي علي الجنسية الألمانية مما سمح له بترشيح نفسه في انتخابات رئاسة الرايخ الألماني‏.‏ ورغم عدم حصوله علي أصوات كافية للفوز فسرعان ما أصبح الحزب النازي أقوي الأحزاب الألمانية في البرلمان ـ الرايخستاج ـ وفي السنة التالية تبوأ هتلر منصب المستشارية‏
17-3 سياسة داخلية