سعودي بهرته اليابان ومازال يفتش عن خفايا معجزتها
عبد الله القروص تعلم اللغة فألف وترجم 5 كتب عنها
الدمام: ميرزا الخويلدي , جريدة الشرق الأوسط
في العام، 1976 كان المهندس السعودي عبد الله القروص يتلقى دورة تدريبية لدى شركة (تشيودا) اليابانية، وخلال فترة الدورة تعلم اللغة اليابانية، وفيما بعد انفتح على التراث والثقافة اليابانية ليقدم مجموعة مؤلفات عن اليابان، آخرها «اليابان في عيني متدرب سعودي».
وترجم القروص مجموعة من المؤلفات عن تجارب الشركات اليابانية، بينها كتاب «صنع في اليابان» وفيه استعراض لتجربة شركة سوني الرائدة في تقنية المعلومات، كما ترجم «خفايا المعجزة اليابانية» وفيه استعراض لتجارب عدد من الباحثين اليابانيين لنجاح تجربة بلادهم، وترجم «اليابان بدون نقاب»، ونشر في العام 1993 كتاب «تشكيل الورق على الطريقة اليابانية»، كما قدم للمكتبة العربية مجموعة قصص من التراث الياباني اسمه «كان ياما كان في قديم اليابان» يحفل بالاساطير اليابانية الممتعة.
في رأي القروص، أنه أخذ بالتجربة اليابانية، تنقل عبر المدن وتعرف على طبيعة المجتمع الياباني، يقول: كنت مبهوراً باليابان، لكني لم اضع الفرصة للتعرف وتعلم اللغة والاختلاط بالناس، كنت كسعودي قادم من بلاد لم تتعود على اللغة اليابانية الا بمقدار حديث صامت مع التقنية اليابانية التي تغزو بيوتنا والسيارات التي نقتنيها، لم يكن الكثير قد تحدث مع الإنسان الياباني، وتعرف منه على سرّ نهضة بلاده.
ويقول: كلما تعمقت في الشؤون اليابانية باحثا عن السبب الرئيسي وراء تقدم اليابان، لا أجد إلا الإنسان والإنسان فقط، وما عداه يبقى ثانويا، واليابان هي الإنسان أو بشكل أدق هي إرادة الإنسان من أجل البقاء.
واليابان إذا لم تكن هي الإنسان، فلن تكون ـ بشكل أولي ـ أي نوع من أنواع المصادر الطبيعية، إذ لا يشكل الموجود منها إلا نسبة ضئيلة جدا من حاجة الحقل الصناعي الياباني الضخم. ويضيف: في كتابي الذي ألفته حول اليابان «اليابان في عيني متدرب من السعودية»، شددت على الدور الريادي لإرادة الإنسان في بناء الحضارة. فعملية إعادة البناء بعد أي حادث أو طارئ في اليابان تأخذ مجراها وبسرعة. فالإرادة الإنسانية هي التي كانت وراء بناء طوكيو بعد زلزال 1923 وهي التي كانت وراء بناء اليابان بشكل كامل بعد الحرب العالمية الثانية، بل وستكون وراء صعود اليابان إلى رأس قائمة الدول الرائدة في القرن الحادي والعشرين.
وكان كتابه المترجم «صنع في اليابان» قد سرد لقصة الإرادة الإنسانية التي لم تعرف التعب ولا الكلل وعلى ما لا يقل عن أربعين سنة، حسبما يقول.
ويضيف: إنها قصة كفاح واحد من أساطين شركة سوني ـ التي لا يخلو بيت منتجاتها تقريبا. إنها القصة التي تتكرر في كل يوم وبعدد سكان اليابان.
في كتابه الأخير «اليابان في عيني متدرب من السعودية»، عن دار القارئ والذي يقع في 176 صفحة من القطع الوسط، استعراض لتجربة الكاتب في اليابان، مستعيناً بتجارب عميقة مع اليابانيين وسرد تحليلي لثقافتهم وتطلعاتهم.
ويصف القروص اليابان بأنها بلد له ماض ويعيش الحاضر ويعمل للمستقبل. وما ينطبق على اليابان ينطبق على شعب اليابان حتى ليظهرا وكأنهما شيء واحد، فلا اليابان بدون اليابانيين، ولا اليابانيون بدون اليابان.
والإنسان الياباني برأي الباحث القروص، يمزج بين دينه ووطنيته، ويعبّر عن هذه الوطنية بأشكال مختلفة وإيجابية. يعبر عنها بالعمل الجاد والدؤوب والمتقن، وبالمحافظة على الممتلكات العامة، وبالطموحات العظيمة من أجل يابان عملاق، يعبر عنها بالتنحي عن المركز الوظيفي مهما كان إذا ما رأى أن الأصابع تشير إليه بالتقصير، تماماً كما حصل لمدير شركة «الجال» اليابانية للطيران عندما تنحى عن وظيفته بعد سقوط طائرة البوينج 747 إثر ارتطامها بالجبال سنة 1985 وقتل ما يزيد على 520 راكباً من ركابها.
ويعبر عنها بصراعه الدائم مع الطبيعة القاسية جداً وعدم التنازل أمامها لأنه يعرف أن التراجع ولو لخطوة واحدة يعني فناء الأجيال القادمة.
ويقول القروص: تعلمت اللغة اليابانية بالحروف اللاتينية، إذ ان اليابانية لغة سهلة وجميلة وتكتب بثلاث طرق «كاتاكانا، وهيراجانا، وكانجي». ويصف اليابان بأنه بلد جميل يتكون من مجموعة من الجزر المغطاة في الغالب بالغابات. واليابان ارض زلزالية تتعرض يومياً لهزات أرضية. وأهل اليابان طيبون وكرماء مضيافون، مقلون في الكلام، مكثرون في العمل والجد والاجتهاد، مخلصون في الغالب في اعمالهم، وطنيون الى حدٍ كبير.
أما كتاب «خفايا المعجزة اليابانية» الذي ترجمه القروص فهو مجموعة من المقالات كتبها ثلاثة عشر مفكراً وعالم اجتماع يابانياً تبحث باختصار في بعض عناصر القوة التي تميز التجربة اليابانية وتُعد بعضها من الأمور التي ركّز عليها الباحثون خارج اليابان كالمجتمع والتعليم، لكن ثمة عناصر أخرى لهذا النموذج بدت في مقالات الأكاديميين اليابانيين مهمة ومفصلية تميّز التجربة الصاعدة بينما أغفلت في مجمل الدراسات التي أقيمت خارج اليابان.
وقيمة الكتاب، الذي بين أيدينا أن العلماء اليابانيين الذين التصقوا بهذه التجربة يسوقون أمأمنا بعض التفاصيل المرتبطة بنهضة المجتمع الياباني وذلك بإطار تحليلي يرتكز على الاختصار والتركيز والتبسيط أيضاً وهو ما يحسب لكتاب المقالات من جهة، ولمترجم الكتاب المهندس عبد الله مكي القروص، الذي قدّم للمكتبة العربية عدداً من الدراسات عن الحياة والطبيعة والحضارة في اليابان.
http://www.aawsat.com/details.asp?article=356919&issue=9992§ion=43
7-4-2006 تعليم
الدمام: ميرزا الخويلدي , جريدة الشرق الأوسط
في العام، 1976 كان المهندس السعودي عبد الله القروص يتلقى دورة تدريبية لدى شركة (تشيودا) اليابانية، وخلال فترة الدورة تعلم اللغة اليابانية، وفيما بعد انفتح على التراث والثقافة اليابانية ليقدم مجموعة مؤلفات عن اليابان، آخرها «اليابان في عيني متدرب سعودي».
وترجم القروص مجموعة من المؤلفات عن تجارب الشركات اليابانية، بينها كتاب «صنع في اليابان» وفيه استعراض لتجربة شركة سوني الرائدة في تقنية المعلومات، كما ترجم «خفايا المعجزة اليابانية» وفيه استعراض لتجارب عدد من الباحثين اليابانيين لنجاح تجربة بلادهم، وترجم «اليابان بدون نقاب»، ونشر في العام 1993 كتاب «تشكيل الورق على الطريقة اليابانية»، كما قدم للمكتبة العربية مجموعة قصص من التراث الياباني اسمه «كان ياما كان في قديم اليابان» يحفل بالاساطير اليابانية الممتعة.
في رأي القروص، أنه أخذ بالتجربة اليابانية، تنقل عبر المدن وتعرف على طبيعة المجتمع الياباني، يقول: كنت مبهوراً باليابان، لكني لم اضع الفرصة للتعرف وتعلم اللغة والاختلاط بالناس، كنت كسعودي قادم من بلاد لم تتعود على اللغة اليابانية الا بمقدار حديث صامت مع التقنية اليابانية التي تغزو بيوتنا والسيارات التي نقتنيها، لم يكن الكثير قد تحدث مع الإنسان الياباني، وتعرف منه على سرّ نهضة بلاده.
ويقول: كلما تعمقت في الشؤون اليابانية باحثا عن السبب الرئيسي وراء تقدم اليابان، لا أجد إلا الإنسان والإنسان فقط، وما عداه يبقى ثانويا، واليابان هي الإنسان أو بشكل أدق هي إرادة الإنسان من أجل البقاء.
واليابان إذا لم تكن هي الإنسان، فلن تكون ـ بشكل أولي ـ أي نوع من أنواع المصادر الطبيعية، إذ لا يشكل الموجود منها إلا نسبة ضئيلة جدا من حاجة الحقل الصناعي الياباني الضخم. ويضيف: في كتابي الذي ألفته حول اليابان «اليابان في عيني متدرب من السعودية»، شددت على الدور الريادي لإرادة الإنسان في بناء الحضارة. فعملية إعادة البناء بعد أي حادث أو طارئ في اليابان تأخذ مجراها وبسرعة. فالإرادة الإنسانية هي التي كانت وراء بناء طوكيو بعد زلزال 1923 وهي التي كانت وراء بناء اليابان بشكل كامل بعد الحرب العالمية الثانية، بل وستكون وراء صعود اليابان إلى رأس قائمة الدول الرائدة في القرن الحادي والعشرين.
وكان كتابه المترجم «صنع في اليابان» قد سرد لقصة الإرادة الإنسانية التي لم تعرف التعب ولا الكلل وعلى ما لا يقل عن أربعين سنة، حسبما يقول.
ويضيف: إنها قصة كفاح واحد من أساطين شركة سوني ـ التي لا يخلو بيت منتجاتها تقريبا. إنها القصة التي تتكرر في كل يوم وبعدد سكان اليابان.
في كتابه الأخير «اليابان في عيني متدرب من السعودية»، عن دار القارئ والذي يقع في 176 صفحة من القطع الوسط، استعراض لتجربة الكاتب في اليابان، مستعيناً بتجارب عميقة مع اليابانيين وسرد تحليلي لثقافتهم وتطلعاتهم.
ويصف القروص اليابان بأنها بلد له ماض ويعيش الحاضر ويعمل للمستقبل. وما ينطبق على اليابان ينطبق على شعب اليابان حتى ليظهرا وكأنهما شيء واحد، فلا اليابان بدون اليابانيين، ولا اليابانيون بدون اليابان.
والإنسان الياباني برأي الباحث القروص، يمزج بين دينه ووطنيته، ويعبّر عن هذه الوطنية بأشكال مختلفة وإيجابية. يعبر عنها بالعمل الجاد والدؤوب والمتقن، وبالمحافظة على الممتلكات العامة، وبالطموحات العظيمة من أجل يابان عملاق، يعبر عنها بالتنحي عن المركز الوظيفي مهما كان إذا ما رأى أن الأصابع تشير إليه بالتقصير، تماماً كما حصل لمدير شركة «الجال» اليابانية للطيران عندما تنحى عن وظيفته بعد سقوط طائرة البوينج 747 إثر ارتطامها بالجبال سنة 1985 وقتل ما يزيد على 520 راكباً من ركابها.
ويعبر عنها بصراعه الدائم مع الطبيعة القاسية جداً وعدم التنازل أمامها لأنه يعرف أن التراجع ولو لخطوة واحدة يعني فناء الأجيال القادمة.
ويقول القروص: تعلمت اللغة اليابانية بالحروف اللاتينية، إذ ان اليابانية لغة سهلة وجميلة وتكتب بثلاث طرق «كاتاكانا، وهيراجانا، وكانجي». ويصف اليابان بأنه بلد جميل يتكون من مجموعة من الجزر المغطاة في الغالب بالغابات. واليابان ارض زلزالية تتعرض يومياً لهزات أرضية. وأهل اليابان طيبون وكرماء مضيافون، مقلون في الكلام، مكثرون في العمل والجد والاجتهاد، مخلصون في الغالب في اعمالهم، وطنيون الى حدٍ كبير.
أما كتاب «خفايا المعجزة اليابانية» الذي ترجمه القروص فهو مجموعة من المقالات كتبها ثلاثة عشر مفكراً وعالم اجتماع يابانياً تبحث باختصار في بعض عناصر القوة التي تميز التجربة اليابانية وتُعد بعضها من الأمور التي ركّز عليها الباحثون خارج اليابان كالمجتمع والتعليم، لكن ثمة عناصر أخرى لهذا النموذج بدت في مقالات الأكاديميين اليابانيين مهمة ومفصلية تميّز التجربة الصاعدة بينما أغفلت في مجمل الدراسات التي أقيمت خارج اليابان.
وقيمة الكتاب، الذي بين أيدينا أن العلماء اليابانيين الذين التصقوا بهذه التجربة يسوقون أمأمنا بعض التفاصيل المرتبطة بنهضة المجتمع الياباني وذلك بإطار تحليلي يرتكز على الاختصار والتركيز والتبسيط أيضاً وهو ما يحسب لكتاب المقالات من جهة، ولمترجم الكتاب المهندس عبد الله مكي القروص، الذي قدّم للمكتبة العربية عدداً من الدراسات عن الحياة والطبيعة والحضارة في اليابان.
http://www.aawsat.com/details.asp?article=356919&issue=9992§ion=43
7-4-2006 تعليم
4 Comments:
أتمنى ان يكون كلام الأخ السعودي محفزاً للمملكة العربية السعودية لأن تعمل لنشر الإسلام في اليابان,أهل اليابان لديهم أخلاق حميدة وفيهم الخير الكثير ,اسأل الله أن يهدي أهل اليابان إلى الاسلام
أخوكم محمود من مصر
مسكين يا عبدالله ! ليتك تعلمت اليابانية على حقيقتها , وليس بحروف اجنبية, لتعرف من هم اليابانيين !! و لاتكون من المزمرين الحمقى لهذا الشعب المنغلق ! الى الان لم اجد اي مؤلف كتاب عربي تكلم عن اليابان بموضوعية ! معظمهم مزمرون من الدرجة الاولى والصنف الاحمق ! للاسف !!
وعلى الامة العربية السلام و النوم في عميق الحماقة !
من أحد أهدافي في الثلاث سنوات القادمة ترجمة كتاب بالغة اليابانية إلى لغتنا الحبيبة اللغة العربية
التعليق رقم 2
أظن أنك بحاجة للقيام بزيارة اليابان
عندها لن تعود إلى بلدك ابداً
منغلقين ؟
ماذا فعلنا نحن المنفتحين أو بالأحرى المنبعجين؟
لقد غزوا العالم بصناعاتهم وخدموا البشرية وكل شعب له خصوصيته
كلامك يدل على مدى انغلاق عقلك وضيق تفكيرك وجهلك الكبير
Post a Comment
<< Home