اليابان

تتناول المدونة ما يتعلق باليابان. ونرحب بتعاون الزوار في تقديم المقالات والأخبار ضمن هذا الإطار وتصحيح الأخطاء اللغوية فيها بالإضافة إلى ترجمات نصوص يابانية أو إنجليزية سنختارها Al-Yaban blog presents articles and news on Japan in Arabic with cooperation of its visitors. アラビア語による日本専門ブログ。投稿歓迎

2008/11/10

'أنشودة طوكيو' يرصد تفكك المجتمع الياباني

黒沢清監督の話題映画「トウキョウソナタ」は日本社会の崩壊を示す

المخرج الياباني كيوشي كوروساوا يحاول تشريح المجتمع الياباني مستخدما عناصر أفلام الرعب التي يتقنها.

دمشق - من حسن سلمان

بخلاف أفلامه السابقة المتخمة بالرعب، يقدم المخرج الياباني الكبير كيوشي كوروساوا نموذجا سينمائيا مختلفا عبر فيلمه الجديد "أنشودة طوكيو".

وإذا كان المشاهد العربي ملّ أفلام المقاتلين اليابانيين التقليديين (الشاولين)، أو حتى أفلام الرعب مثل "شفاء" و "نبض" و"مستقبل مضي" التي طبعت أسلوب كوروساوا وجعلته يتربع بامتياز على عرش أفلام الرعب خلال العقد الحالي، فإن هذا الأخير تصالح مع ماضيه ليتجاوزه مقدما نموذجا سينمائيا فريدا،عمل من خلاله على تحليل بنية المجتمع الياباني.

ولعل كوروساوا لم يحتوِ العنف بل نقله إلى فيلمه الجديد، ليعيش المشاهد رعبا آخر حين يرى هشاشة المجتمع الياباني والعزلة التي خلقها الواقع الاقتصادي في بلد يُعد في مقدمة الدول الصناعية في العالم.

وتأتي أهمية الفيلم الذي يُعرض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان دمشق السينمائي السادس عشر من كونه يغوص في بنية المجتمع الياباني لنرى الخلل والعزلة الذي تعيشه العائلة اليابانية التي تحاول عبثا رسم مظهر خارجي متماسك لتخفي خلفه فشلها وتفكك مفاهيمها وقيمها الراسخة التي كرستها ثقافة حضارة كانت متأصلة فيها.

ويروي الفيلم الذي كتبه كوروساوا عن سيناريو للمخرج الأسترالي ماكس مانيكس قصة عائلة يابانية تتفكك بصمت بعد فقدان الأب لعمله، ومحاولته إيهام العائلة باستمرار عمله.

حيث نجد رجل الأعمال ريوهي ساساكي يفقد عمله نتيجة سياسة تعسفية تقوم بها الشركة التي يعمل بها، تتلخص بالاستغناء عن خدمات الموظفين اليابانيين والانتقال إلى الصين من أجل تخفيض النفقات.

فيحاول ريوهي الذي يجد نفسه فجأة عاطلا عن العمل مضطرا للكذب على عائلته وإيهامهم باستمرار عمله، حيث يخرج صباح كل يوم للبحث عن العمل، فيما تعرض عليه مكاتب التوظيف أعمالا وضيعة لا تتلاءم مع خبرته ووضع الاجتماعي.

ويعود ريوهي الذي يقضي يومه متنقلا بين مكاتب التوظيف وأماكن توزيع الطعام المجاني للفقراء إلى منزله في نفس موعد انتهاء عمله السابق، ليلتقي زوجته ميغومي الوحيدة والكئيبة التي تكتشف صدفة أن زوجها عاطل عن العمل، حين تراه في إحدى مراكز توزيع الطعام.

غير أن ميغومي تقرر الهرب مع لص يدخل المنزل في محاولة سطو فاشلة ويحاول أخذها كرهينة، لكنها تفاجئه بعدم رغبتها في العودة إلى منزل انهارت مقومات تماسكه وروابط أفراده.

في حين نرى الابن البكر تاكاشي الذي يمضي نهاره متسكعا في شوارع طوكيو مع أصدقاء يشاركونه الإحساس بالعزلة في مجتمع مفكك، يلتحق في الجيش الأمريكي كجندي من المرتزقة، مبررا ذلك بأنه نوع من رد الجميل لجيش يعتقد بأنه يحمي بلده.

فيما يلجأ الابن الأصغر كينجي الذي يشعر بالبعد العاطفي عن أب يرفض السماح له بأخذ دروس خاصة في البيانو، إلى إخفاء مشاكله في المدرسة مع مدرس فاشل تربويا، ثم يقرر استعمال المال المخصص لطعامه في المدرسة ليدفع سرا نفقات دروس البيانو الخاصة عند مدرسة تقنعه بضرورة الالتحاق بمدرسة خاصة لتعليم الموسيقى، بعد أن تكتشف موهبته الموسيقية الاستثنائية.

هذه الصورة القاتمة التي رسمها كوروساوا للمجتمع الياباني المفكك قد نجدها في أغلب المجتمعات الصناعية، في ظل هيمنة الرأسمالية التي تُغلِّب المنافسة الاقتصادية الشديدة على أي اعتبارات اجتماعية وإنسانية أخرى.

غير أن كوروساوا الذي غلف فيلمه بإيقاع لوني وموسيقي باهت، يعود لينشد الخلاص مجددا، مقدما حلولا قد تبدو منطقية سينمائيا، لكن تحقيقا على أرض الواقع يبدو أمرا مستحيلا.

حيث تعود الأسرة للاجتماع مجددا في المنزل، بعد رحلة الخلاص التي خاضها كل أفرادها على حدا، حيث يعود الأب ريوهي من عمله الجديد (عامل تنظيفات) بعد رحلة المطهر التي خاضها غائبا عن الوعي بعد أن صدمته سيارة مسرعة.

وتعود الأم ميغومي إلى المنزل بعد محاولتها اليائسة للانتحار غرقا، فيما يكتشف الابن الأكبر تاكاشي الذي قتل عددا كبيرا من الأبرياء في العراق زيف الديموقراطية الذي تسوق لها أميركا في العالم، ويقرر القتال إلى جانب المقاومة العراقية.

ثم نرى لاحقا الابن الأصغر كينجي يعزف البيانو ببراعة أمام لجنة المدرسة الموسيقية، فيما يرقبه والداه بفرح.

وتقول الناقدة رندة الرهونجي إن كيوشي كوروساوا لم يتخلي في فيلمه الجديد عن أسلوبه الملفت الذي اعتمده في أعماله السابقة، ويقوم على "التقاط عناصر الحياة العادية لينسج حولها مناخا متكاملا من الريبة وعدم اليقين والقلق، مستخدما كل أدواته السينمائية من لون وإضاءة وحركة."

وتشير إلى أن "أنشودة طوكيو" وجد أرضية درامية مثالية لبلاغة بصرية محكمة ومؤثرة، "فمن أضواء المترو المتواترة التي تركها تنعكس على وجوه أفراد الأسرة في المنزل،(.....)، إلى صوت لتسريب مياه مجهولة المصدر، وحركة مهتزّة للكاميرا تتخلل فجأة الثبات الكبير الذي اعتمده المخرج في تصوير لقطاته، وصولا إلى تناوب غريب بين غموض صورة ما ووضوح أخرى تليها."

وتضيف: "كل ذلك وغيره جعل فيلم كيوشي كوروساوا هذا عملا يستخدم عناصر أفلام الرعب الإيحائية الرفيعة، لكن برؤية إخراجية جديدة عرفت كيف توظفها في قالب درامي مختلف في الشكل والإطار، لكنه استمرار لرؤية فكرية وفنية متمسكة وعميقة."

9 - 11 مجتمع

Labels:

2 Comments:

At 5:07 AM, November 11, 2008, Anonymous Anonymous said...

أعجبتني فكرة ان الفتى الأكبر يقاتل مع المقاومة العراقيةوهو ما يريد المؤلف ان يبين ان الفتى الاكبر رجع الى الطريق الصحيح كما بين ان كل فرد من افراد الاسرة عادالى الطريق الصحيح في مجاله او مكانه

اخوكم محمود من مصر

 
At 12:40 PM, December 19, 2008, Anonymous Anonymous said...

اتمنى ان اشاهد هذا الفيلم , هل سيصدر بالانقليزية وهل استطيع الحصول على اسمه ؟!ـ

 

Post a Comment

<< Home