اليابان

تتناول المدونة ما يتعلق باليابان. ونرحب بتعاون الزوار في تقديم المقالات والأخبار ضمن هذا الإطار وتصحيح الأخطاء اللغوية فيها بالإضافة إلى ترجمات نصوص يابانية أو إنجليزية سنختارها Al-Yaban blog presents articles and news on Japan in Arabic with cooperation of its visitors. アラビア語による日本専門ブログ。投稿歓迎

2008/04/29

عالم الجيشا المغلق يقتحم العصر الحديث

生き残りを賭け変貌する閉鎖された芸者社会

فتيات الجيشا يستخدمن الانترنت في محاولة لمواكبة تطورات العصر للاستمرار في مهنة يتهددها الانقراض.

قبل ثمانية أعوام كانت كومومو شابة يابانية عادية تقيم في بكين وتركب دراجتها لتدور بها حول المدينة وتلعب البلياردو مع أصدقائها في مطلع الأسبوع..

والان أصبحت احدى فتيات الجيشا في كيوتو عاصمة اليابان القديمة وتشعر بفخر لانتمائها لهذه المهنة القديمة التي تعود لقرون مضت رغم أنها بدأت تندثر الان. وتفتخر الفتيات اللائي يعملن بها بجمالهن ومهارتهن في الرقص وعزف الموسيقى وحلو الحديث.

على عكس الايام القديمة عندما كانت الفتيات تنجحن في أن تصبحن احدى فتيات الجيشا عن طريق الصلات الشخصية بدأت كومومو (23 عاما) أولى خطواتها للانضمام لهذه المهنة عبر البريد الالكتروني.

وتقول كومومو في "رحلة فتاة جيشا" وهو كتاب يضم مجموعة من المقالات والصور لناويوكي أوجينو من المقرر أن يطرح في الاسواق في مايو/ايار انه لم تكن هناك أي طريقة تمكنها من معرفة عالم الجيشا القديم والسري الى أن عثرت على موقع على الانترنت تديره كويتو وهي احدى فتيات الجيشا التي تدير أوكيا
置屋
وهو ما يعني دارا من ديار الجيشا.

وقالت كومومو "أردت أن أعرف المزيد عن بلادي ولهذا اخترت هذا العالم."

وأضافت وهي ترتدي كيمونو أسود اللون وهو الزي الياباني التقليدي ووشاح مقصب وتغطي وجهها بمساحيق الزينة بيضاء اللون بلمسة من الحمرة فوق العينين "أردت أن أجعل من التاريخ والتقاليد اليابانية جزءا من حياتي اليومية.. لا أن أرتدي الكيمونو في بعض المناسبات فقط ولكن كل يوم وأن أعيش الحياة كما كانوا يعيشونها في الماضي."

ولكن بدا هذا مستحيلا الى أن عثرت على موقع كويتو وهو واحد من أوائل المواقع التي كتبت مادتها احدى فتيات الجيشا العاملات.

وكتبت كومومو "سعدت للغاية لدرجة أني بعثت برسالة عبر البريد الالكتروني على الفور لكويتو أبلغها فيها بحلمي بأن أصبح مايكو
舞妓
أي فتاة جيشا متدربة ولكني لا أعرف كيف أبدأ."

وتبادلت الاثنتان الرسائل لمدة ثلاث سنوات الى أن أنهت كومومو دراستها الثانوية. وبعد أن تمكنت كومومو من التغلب على معارضة والديها اللذين كانا يريدان أن تسلك المسار التقليدي بالالتحاق بالجامعة والزواج توجهت الفتاة التي كانت تبلغ انذاك من العمر 15 عاما الى كيوتو.

وقالت كيميكو ناسو والدة كومومو التي كانت تزور ابنتها الوحيدة "اعتقدت أنها لن تستمر... ارادتها قوية وفي عالم الجيشا يجب أن تختفي."

وانتقلت كومومو الى دار كويتو لفتيات الجيشا في منطقة مياجاوا تشو بشوارعها الحجرية الضيقة التي توجد على جانبيها منازل خشبية في وسط كيوتو.

وتعلمت في الاسابيع الاولى لها في هذه الدار كيفية تحية الناس بانحناءات مهذبة وارتداء الكيمونو والحديث بلكنة سكان كيوتو الهادئة.

وقالت كومومو وطولها نحو 150 سنتيمترا "خلال العام الاول كنت أتعرض للتوبيخ طول الوقت كل يوم. كانت هذه هي وظيفتي أن أتعرض للتوبيخ.

"خلال الحفلات المسائية لا يسمح بارتكاب أي أخطاء وهذا أمر لا يمكن أن تتعلمه فجأة. يجب أن ينبع ذلك من المنزل كجزء من الحياة اليومية حتى لا تفعل شيئا محرجا أمام الضيوف."

يبدأ كل يوم بدروس في الرقص والغناء والمراسم التقليدية لإعداد الشاي والموسيقى ويستمر اليوم بالحفلات وهي العمل الحقيقي لفتيات الجيشا .. من الساعة السادسة صباحا حتى منتصف الليل.

ولا تحصل فتاة الجيشا على عطلة سوى يوم واحد خلال شهرين أو ثلاثة شهور وكانت كومومو في باديء الامر تتوق للحياة الطبيعية للفتاة العادية.

الا أنها فكرت في ترك هذا العمل لفترة قصيرة فقط خلال أول أسبوعين لها عندما قررت فتاة أخرى الانسحاب.

وكتبت كومومو "أدركت حينئد مشاعري الحقيقية واعتقدت أنه اذا قررت القيام بذلك فعلي أن أحاول بشكل جاد بحق."

وارتداء الكيمونو الخاص بالمتدربات بأكمامه الطويلة والواسعة والوشاح المتدلي وتعلم السير بالطريقة التقليدية لفتيات الجيشا دون الاصطدام بأي شيء أو أي أحد خاصة أثناء الرقص أمر صعب. وكانت كومومو تنسى أيضا القواعد وتفقد الحلي التي تزين الشعر.

وحياة كومومو بالخارج اذ ولدت في المكسيك وأمضت بعض السنوات في اليابان قبل الانتقال الى الصين ساعدتها في النجاح في اذابة الجليد بينها وبين الضيوف ولكن كانت هناك بعض المشاكل.

وقالت كومومو عن خمسة أعوام أمضتها كمتدربة "في البداية أعتقد أنه كانت لدي بعض التحفظات على الحياة العادية في اليابان وكنت أتصرف بصفاقة نوعا ما. هنا يقولون ان من الافضل دائما التصرف كما لو كنت لا تعرف أي شيء ولكن في حقيقة الامر يجب أن تكون ذكيا.

"كنت مغرورة ولكن شخصا أعادني الى أرض الواقع."

ورفضت كومومو ذكر ما تتقاضاه ولكن المارة أمام المسرح الذي كانت تؤدي رقصة عليه قالوا انها مشهورة. وهي تملك منزلا الان في غرفته الرئيسية شاشة تلفزيونية مسطحة كبيرة وجهاز كمبيوتر حديث يستخدم نظام ماكينتوش.

وأضافت "قيل لي عندما بدأت العمل أني لست على قدر كبير من الجمال ومن ثم علي أن أظل مبتسمة دائمة.. الجميلات تعملن بسهولة ولكن أنا علي أن أبذل جهدا."

ولكنها اعترفت بالقلق بخصوص المستقبل اذ ليست هناك معاشات تقاعد بالنسبة لفتاة الجيشا كما أن لا يسمح لها بالزواج رغم أن في الماضي كانت تجرى اعالة بعضهن كعشيقات. وأصبحت بعضهن أيضا أمهات دون زواج.

ورغم أن كومومو تقول انها تريد أطفالا الا أنها أصبحت فتاة جيشا منذ عامين فقط ولم تفكر في المستقبل بعد.

وأضافت "ليس لي صديق... أنا مشغولة دائما ولا أجد الوقت للقاء أحد والضيوف الذين يحضرون الحفلات في سن والدي."

والقلق الاكبر يتعلق بمستقبل عالم الجيشا ذاته.

كان عدد فتيات الجيشا وصل الى ذروته عام 1928 عندما بلغ عددهن 80 ألف فتاة ولكن هناك الان ألف فتاة فقط. وانهار حي من أحياء فتيات الجيشا الست في كيوتو بسبب تراجع العمل.

وأدت المشاكل الاقتصادية في التسعينات من القرن الماضي الى خفض نفقات المديرين التنفيذيين الذين كانوا من قبل من أعمدة عالم الجيشا كما أن السياسيين ينأون بأنفسهم الان عن الانفاق ببذخ من جراء الفضائح.

ويمكن أن تصل تكلفة حفل عشاء بحضور فتيات الجيشا الى نحو 80 ألف ين (785 دولارا) للشخص الواحد اعتمادا على مكان تنظيم الحفل وعدد فتيات الجيشا الحاضرات.

والمشكلة الثانية تتمثل في أن الرجال يفضلون اليوم وسائل الترفيه الاقل رسمية مثل الحانات.

ويقول كثير من الناس بمن في ذلك كومومو ان عالم الجيشا بحاجة الى أن ينفتح بشكل أكبر ويضيفون أن الانترنت أداة مثالية لذلك.

وقالت الكاتبة كيوكو ايهارا الخبيرة في شؤون الجيشا "في الماضي كان يتم تعريف الناس بفتيات الجيشا عن طريق تقديمهن اليهم ولكن الان الناس تعتمد على الانترنت في جمع المعلومات.

"عرفت منطقة مياجاوا تشو عن نفسها عن طريق الانترنت. انها أكثر مرونة من بعض مناطق الجيشا الاكثر تقليدية فهي تريد أن يستمتع الناس وهذه الطريقة أصبحت مجدية بالنسبة لهذه المنطقة."

وفي خطوة تهدف الى جذب مترددين جدد الى عالم الجيشا تدير كويتو التي دربت كومومو حانة في الطابق الاول من دارها يمكن للضيوف فيها لقاء فتيات الجيشا مقابل مبالغ غير باهظة نسبيا.

وقالت "التاريخ يتغير ومن ثم اذا أردت الاستمرار في عرض نفس الشيء لن يكون ذلك طيبا... الخدمة التي تقدمها يجب أن تجاري العصر.

"يجب أن تقدم أشياء يحتاجها العالم... ان لم تكن هناك حاجة لنا الان فكل ما يمكننا القيام به هو الاختفاء."

28 - 4 ثقافة, مجتمع

Labels: ,

0 Comments:

Post a Comment

<< Home