اليابان

تتناول المدونة ما يتعلق باليابان. ونرحب بتعاون الزوار في تقديم المقالات والأخبار ضمن هذا الإطار وتصحيح الأخطاء اللغوية فيها بالإضافة إلى ترجمات نصوص يابانية أو إنجليزية سنختارها Al-Yaban blog presents articles and news on Japan in Arabic with cooperation of its visitors. アラビア語による日本専門ブログ。投稿歓迎

2007/12/13

العرب واليابان‏..‏ فجر جديد لعلاقات استراتيجية

アラブと日本 戦略関係の新たな夜明け

كتب - منصور أبوالعزم
‏30‏ عاما ونحن نتحدث عن التجربة اليابانية‏,‏ والاستفادة والتعلم من اليابان‏..‏ ولكننا لم نتخذ من الإجراءات ما يترجم هذا الاهتمام وهذا الإعجاب‏..‏ وانتظرنا أن تأتي إلينا اليابان وتقول لنا شبيك لبيك لا أن نذهب إليها نحن‏,‏ ونتعلم كما فعلت ماليزيا وأندونيسيا وكوريا الجنوبية وغيرها‏..‏ حتي وصل الأمر بالبعض عجزا وجهلا إلي القول إن التجربة اليابانية تجربة فريدة ولا يمكن أن تتكرر‏..‏ ولا يمكن أن نتعلم منها‏..‏ لأن الشعب الياباني شعب مختلف وثقافته مختلفة عنا‏,‏ وبالتالي لا فائدة من الجري وراء حلم تحقيق تقدم اقتصادي وسياسي وتكنولوجي علي النمط والطريقة اليابانية‏!‏

نعم التجربة اليابانية من الصعب تكرارها‏..‏ ولكن بها من الدروس ما يمكن أن يفيدنا‏..‏ فقد تعلمت اليابان من العالم‏..‏ وتعلمت من مصر أيضا في النصف الثاني من القرن الــ‏19.‏ والواضح أننا لا نريد أن نتعلم لا من اليابان ولا من غيرها‏..‏

والمدهش في الأمر أن اليابان هي التي تطرح مبادرات للحوار مع العرب وتأسيس منتديات لبحث ومناقشة القضايا المشتركة رغبة منها في معرفة المزيد من ثقافتهم من أفواههم‏!‏ ولم يطرح العرب ولو مرة واحدة مبادرة سواء للحوار أو لغيره‏..‏ في حين أنه كان من مصلحة العرب أن يبادروا منذ نهاية عقد السبعينيات من القرن الـ‏20‏ ويذهبوا هم إلي اليابان أو غيرها بهدف التعلم والاستفادة من خبرات التقدم الاقتصادي والتكنولوجي وأن يكونوا علي استعداد لدفع المقابل المادي‏..‏

هل تأخرنا في طلب المساعدة والسعي إلي التعلم من تجارب الآخرين‏..‏ هل فات الوقت؟

تأخرنا‏..‏ نعم‏..‏ ولكن لم يفت الوقت‏..‏ وهناك من المخلصين والشرفاء الذين يرغبون رغبة صادقة في تقدم مصر والعرب والاستفادة من تجارب الدول الأخري‏.‏ فقد شهدت مكتبة الاسكندرية منذ أيام مؤتمر الحوار العربي ـ الياباني الذي عقد تحت عنوان فجر جديد‏..‏ العرب ينظرون شرقا‏,‏ وشارك فيه عدد كبير من المسئولين ورجال الأعمال والخبراء والمثقفين بهدف تحقيق التفاعل بين هؤلاء لتعزيز العلاقات العربية اليابانية وتوفير فرص أكثر لتحقيق المزيد من التعاون بين الجانبين في المستقبل‏.‏

وكما قال الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتب الإسكندرية في افتتاح المؤتمر بأن المؤتمر هو نتاج منتدي الحوار العربي الياباني الذي بدأ في طوكيو عام‏2003‏ بمبادرة من رئيس الوزراء الياباني السابق جونتشيرو كيزومي وبالفعل فإن العرب واليابانيين لديهم العديد من الأشياء والقيم المشتركة التي تدعم هذا التعاون‏,‏ كما قال سراج الدين ـ وأضيف أن لدي الجانبين الرغبة القوية في التعلم من الآخر‏..‏ وهي رغبة قديمة بدأت من اليابان التي أرادت أن تتعلم من تجربة التحديث في مصر في عهد محمد علي وما بعدها ثم إعجاب المصريين ورغبتهم في التعلم من اليابان منذ أكثر من مائة عام بعد أن حققت إصلاحات عهد الميجي نتائجها‏1868.‏

وكثيرة هي الدول التي تعلمت من تجربة اليابان في التحديث والتقدم خاصة ما بعد الحرب العالمية الثانية وفي مقدمة تلك الدول كوريا الجنوبية وتايوان والصين وماليزيا وأندونيسيا‏..‏ وحدث ذلك منذ أكثر من‏30‏ عاما‏..‏ وهو ما دعا تارو ناكاياما وزير خارجية اليابان الأسبق ورئيس الوفد الياباني في المؤتمر إلي القول بأن هذا المؤتمر ـ مؤتمر الإسكندرية ـ يذكره بالسياسة التي اتبعتها ماليزيا للاستفادة من تجربة اليابان منذ أكثر من‏30‏ عاما لكي تحقق النهضة والتقدم‏..‏

ولكن كيف يمكن أن يستفيد العرب من دروس التجربة اليابانية مثل ماليزيا؟ نعم المؤتمرات ومنتديات الحوار مهمة ومطلوبة ولكنها غير كافية‏,‏ إذا مطلوب إنشاء كيان أو إطار مؤسسي يضم العرب واليابان بهدف تفعيل علاقات التعاون وتوسيع مجالاتها ـ كما اقترح أحمد أبوالغيط وزير الخارجية في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه السفير هشام بدر مساعد الوزير وسفير مصر السابق بطوكيو‏,‏ والدينمو المحرك الأساسي وراء نجاح هذا المؤتمر‏,‏ وكدليل علي عمق العلاقات المصرية ـ اليابانية‏,‏ ذكر أبوالغيط مثالا يشير إليه دائما اليابانيون والمصريون عندما نتحدث عن العلاقات الثنائية‏,‏ ففي عام‏1864‏ أوفدت اليابان بعثتين علميتين إلي أوروبا‏,‏ وحدث أن مرتا بمصر‏..‏ لم يفوت أعضاء البعثة الفرصة وقاموا بدراسة الحضارة المصرية والنظم القانونية في مصر‏..‏

وبالرغم من أهمية التعاون السياسي بين مصر أو العرب واليابان باعتبار أن الاقتصاد لا يزدهر إلا في مناخ من السلام والاستقرار ـ كما قال عمرو موسي في كلمته التي ألقتها السفيرة ميرفت تلاوي سفيرة مصر السابقة أيضا باليابان فإنني اعتبر أن التعاون الاقتصادي خاصة في مجال التدريب ونقل التكنولوجيا هو الأهم والأنفع حاليا ـ وعلي سبيل المثال ـ فقد ذكر البيان الختامي للمؤتمر أن المشاركين لاحظوا أن حجم التجارة العربية اليابانية محدودة للغاية ويقل عن‏1%‏ من إجمالي تجارة اليابان مع العالم وتعتمد بشكل أساسي علي قطاع الطاقة‏

حيث تستورد اليابان نحو‏85%‏ من احتياجاتها من النفط والغاز الخام من المنطقة العربية‏,‏ ولا مصر ولا العرب ولا حتي اليابان نفسها ترغب في استمرار مثل هذا الوضع‏..‏ ومن الضروري بذل الكثير من الجهود حتي لا يقتصر التعاون بين العرب واليابان علي صيغة أن اليابان تستورد النفط من العرب‏..‏ وتصدر لهم السيارات والالكترونيات وغيرها‏..‏ لابد من كسر تلك الصيغة التقليدية التي مضي عليها أكثر من‏60‏ عاما‏..‏ والبحث عن صيغة جديدة فمن المؤكد أن مصر والدول العربية الأخري تغيرت وأصحبت اقتصادياتها أكثر تحررا وقابلية للإصلاح ومن الممكن أن تحقق الطفرة المالية الخليجية التقدم في العديد أو حتي سائر الدول العربية من خلال التكنولوجيا اليابانية‏..‏ أي أن اليابان يمكنها أن تقدم الخبرة والتدريب والتعليم والتجارب الناجحة‏..‏ من خلال رأس المال العربي الخليجي لتحديث العالم العربي‏..‏ ومن المؤكد أن الشركات الخليجية المشاركة سوف تستفيد كما تستفيد اليابان ويتحقق التقدم والازدهار في العالم العربي‏!!.‏

فالخليج العربي أصبح مركزا ماليا مهما ـ كما قال البيان الختامي للمؤتمر ـ ومصر تعد واحدة من أبرز الاقتصاديات العربية أهمية بعد الاصلاحات التي تحققت‏.‏ وفي اطار التفكير العالمي لمرحلة ما بعد النفط والغاز فإن الثروة البشرية التي تمتلكها مصر والعديد من الدول العربية ينبغي استغلالها وتوظيفها لإنجاز التقدم وهنا يتعين علي العرب واليابانيين التفكير في خمسة قطاعات رئيسية‏.‏

ـ تطوير الموارد البشرية من خلال التدريب‏.‏

ـ الاستثمارات العربية يمكن أن تفتح آفاقا جديدة للعلاقات مع اليابان‏..‏

ـ الاستثمارات من اليابان يمكن أن تساعد في تطوير القاعدة الصناعية للدول العربية ونقل خبرات وتجارب مهمة يحتاجها العرب‏.‏

ـ توسيع التجارة من خلال إقامة منطقة تجارة حرة بين اليابان والدول العربية‏.‏

ـ الاستثمار في مجال التطبيقات التكنولوجية في مجال الطاقة المتجددة والمواد الجديدة‏.‏

إذن فقد جاء المؤتمر العربي الياباني بمكتبة الإسكندرية بمثابة خطوة قوية‏..‏ لنعرف أن التعليم بمفهومه الشامل هو الخطوة الأولي للتقدم وأولها التعلم من تجارب الآخرين والدول الأخري خاصة عندما يكون هناك اجماع علي قيمة تلك التجربة مثل ما هو حادث في تجربة اليابان‏.‏

ولكي ندرك أهمية التعليم والانفاق عليه وأنه وحده الذي قاد اليابان الي التقدم‏,‏ فإن ميزانية التعليم في اليابان تصل إلي‏200‏ مليار دولار سنويا ـ اكرر‏200‏ مليار ـ أي ما يعادل نحو‏16%‏ من إجمالي ميزانية اليابان‏..‏ فهل الدول العربية مستعدة للتقليل من حجم الفساد المتفشي في مؤسساتها وإدارتها للانفاق أكثر علي التعليم حتي لا ينتهي القرن الـ‏21‏ونحن مازلنا في القرن الـ‏19‏ ؟‏

http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=repo3.htm&DID=9429

13 - 12 تعليم

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home