اليابان

تتناول المدونة ما يتعلق باليابان. ونرحب بتعاون الزوار في تقديم المقالات والأخبار ضمن هذا الإطار وتصحيح الأخطاء اللغوية فيها بالإضافة إلى ترجمات نصوص يابانية أو إنجليزية سنختارها Al-Yaban blog presents articles and news on Japan in Arabic with cooperation of its visitors. アラビア語による日本専門ブログ。投稿歓迎

2006/08/03

ماذا يعني مخطط الشرق الأوسط الجديد؟!

المؤامرة بدأت في أكتوبر الماضي علي يد ريتشارد هيوارث

ماذا يعني مخطط الشرق الأوسط الجديد؟!
تقرير يكتبه: مصطفي بكري رئيس تحرير الأسبوع وعضو مجلس الشعب المصري

البداية.. حزب الله وحماس ثم الإخوان وبقية الحركات الإسلامية � خطة لتقسيم السودان والعراق وتحالف اقتصادي إسرائيلي لبناني أردني عراقي لخنق سوريا � خطة الغزو تم الاتفاق علي تفاصيلها في يناير الماضي والصهاينة وعدوا بتحطيم حزب الله في أسبوع واحد � بوش اعتمد 2 مليار دولار لضرب لبنان ومليارا آخر حال اغتيال حسن نصر الله � أمريكا أبلغت إسرائيل قبل العدوان أنها حصلت علي موافقة بعض الحكام العرب علي إدانة مواقف حزب الله � أولمرت يعزل 3 من الاستخبارات الإسرائيلية لأنهم أخطأوا في تقدير قوة حزب الله
العام الماضي كلفت الخارجية الأمريكية فريق عمل أمريكيا متخصصا برئاسة 'ريتشارد هيوارث' أحد أبرز خبراء التخطيط الاستراتيجي في دائرة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأمريكية لإعداد وثيقة عن الشرق الأوسط الجديد.
الوثيقة الجديدة جاءت بناء علي مقتضيات القرار 1559 الذي استهدف عزل سوريا عن لبنان وتجريد حزب الله من سلاحه، كبداية لضرب كافة بؤر المقاومة في المنطقة تمهيدا لتنفيذ المخطط الذي مثل انقلابا علي مفهوم الشرق الأوسط الكبير الذي قام علي تنفيذ المخطط الأمريكي مستندا إلي ما سمي بخطة نشر الديمقراطية في العالم العربي.
وبعد فوز حركة حماس بالأغلبية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة كان طبيعيا أن تسعي واشنطن إلي تعطيل الملف واستبداله بخطة تهدف إلي تصفية المقاومة تمهيدا لنشر مخطط التقسيم الطائفي والعرقي والسيطرة الأمنية والعسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة في المنطقة.
'الأسبوع' تنفرد بنشر معلومات هامة حول الرؤية الأمريكية للمخطط الجديد وتفاصيل المؤامرة التي حيكت ضد حزب الله وضد لبنان.
عندما صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس وقالت: إن الحرب الإسرائيلية علي حزب الله مخاض لشرق أوسط جديد فلم يكن ذلك مجرد حديث دبلوماسي أو عابر، بل كان يعكس حقيقة واقعة يجري حولها النقاش منذ فترة داخل أروقة الخارجية وكافة المؤسسات الأمريكية الأخري.
المعلومات التي حصلت عليها 'الأسبوع' من مصادر سياسية عليمة تؤكد أن الخيوط الرئيسية لولادة مؤامرة 'الشرق الأوسط الجديد' بدأت مع 21 أكتوبر 2005، وهو التاريخ الذي ارتبط بإنشاء منظمة الأمن والتعاون الأوسطي، حيث طلب الرئيس الأمريكي جورج بوش اتخاذ الخطوات التنفيذية اللازمة لإنشاء هذه المنظمة.
وتقول المذكرة الشارحة للمخطط والمكونة من 200 صفحة إن الشرق الأوسط الجديد يجب أن يضم الدول العربية بالإضافة إلي إيران وتركيا وإسرائيل، وأن تكون الولايات المتحدة هي المسئولة عمليا عن الدور الأمني والعسكري ومراجعة بنود العلاقات بين دول المنظمة، حيث تقترح الخطة ارتباط جميع دول المنظمة باتفاقات تجارة حرة مع أمريكا بالإضافة إلي وجود دور أوربي هامشي في صياغة العلاقات الأمنية والعسكرية لدول المنظمة.
أما عن 'إسرائيل' فتري الخطة أنها ستكون بمثابة 'المفوض' الذي ينوب عن أمريكا في بعض الترتيبات الأمنية في المنطقة، علاوة علي القيام بالعديد من المهام الموكلة إليها في تنفيذ الخطة.
وتؤكد الخطة التي اعتمدها الرئيس بوش علي ضرورة العمل المشترك بين أمريكا وإسرائيل للتخلص والقضاء نهائيا علي الجماعات الدينية في المنطقة، حيث تقترح القضاء علي حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين كمرحلة أولي، والقضاء علي الإخوان المسلمين والأحزاب والتيارات الإسلامية في العراق والأردن كمرحلة ثانية، أما المرحلة الثالثة فيجري فيها تنفيذ مخطط تقسيم السودان والعراق حسب الترتيبات الداخلية لكلا البلدين.
والملاحظ هنا أن حزب الله بالذات احتل حيزا مهما في هذه الخطة، حيث شهدت الفترة الماضية العديد من الاتصالات بين الجانبين الإسرائيلي والأمريكي وتم الاتفاق علي عدد من الخطوات الهامة بهذا الصدد خلال قمة بوش أولمرت التي جرت في واشنطن في أعقاب الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة.
وحول السبل اللازمة والآليات المتاحة للقضاء علي حزب الله تطرح الوثيقة عدة بدائل أبرزها:
تقوية القوي والتيارات السياسية الأخري في لبنان مع نزع سلاح حزب الله وأن يتحول حزب الله إلي حركة سياسية محضة، شريطة أن تبقي هذه الحركة ضعيفة وهامشية في إطار الحركة السياسية اللبنانية.
وتشير الخطة في هذا الصدد إلي أن أفضل تيار يمكن تقويته علي الساحة اللبنانية هو تيار المستقبل حيث إنه يمكن أن ينشأ نوع خاص من العلاقات الأمريكية مع هذا التيار.
يجب ألا تمثل علاقة أمريكا مع تيار المستقبل علاقة احتكارية وإنما يجب أن تمتد هذه العلاقة مع بقية الأطراف والفاعليات السياسية في لبنان بحيث يكون محصلة ذلك هو إضعاف حزب الله سياسيا.
علي الرغم من الطبيعة الخاصة للشيعة في لبنان وصعوبة تفكيك القوة السياسية للشيعة إلا أن ذلك سيعتمد علي نجاح التيارات الأخري في احتواء هذا التيار الشيعي والعمل علي فصله عن كل من سوريا وإيران.
السعي إلي تحقيق استقلال للنظام اللبناني بعيدا عن النظامين السوري والإيراني، وهذا الاستقلال لن يتحقق من خلال سيادة قوة الجيش اللبناني فقط أو امداده بالآليات العسكرية الحديثة وإنما من خلال ضم لبنان إلي الاتفاقات العسكرية مع الولايات المتحدة وبحيث يتم انشاء قاعدة عسكرية أمريكية متطورة في لبنان تمنع أية تدخلات خارجية من سوريا أو إيران.
أن تجري حماية لبنان بوحدات من الأسطول الأمريكي السادس في البحر المتوسط، علي أن تشكل هذه الوحدات مع بعضها البعض قاعدة بحرية استراتيجية في هذه المنطقة، علي أن تشكل هذه القاعدة منطلقا للقاعدة الأمريكية التي سيتم إنشاؤها في داخل الأراضي اللبنانية وتكون مهمة القاعدتين العسكريتين حماية لبنان من التدخل الخارجي من إيران وسوريا والعمل علي حصار القوة 'الشيعية' في داخل لبنان مع زيادة المد الديمقراطي العلماني.
هذا النجاح السياسي لابد أن تدعمه زيادة القوة الاقتصادية للبنان في محيطها العربي والإقليمي، وتشجيع كبريات الشركات الدولية علي الاستثمار في الأراضي اللبنانية والسعي إلي تحويل لبنان إلي مركز مالي متميز في منطقة الشرق الأوسط.
إن تحقيق هذه الخطوة يرتبط بتحقيق عاملين أساسيين:
نزع سلاح حزب الله لأنه بدون ذلك لا يمكن بناء النموذج الأمني الجديد علي الساحة اللبنانية الذي سيرتبط بالشرق الأوسط الجديد.. ولذلك اقترحت الوثيقة أهمية إيجاد القوة الرادعة والقادرة علي نزع سلاح حزب الله بالقوة.
واقترحت الوثيقة أن تقوم 'إسرائيل' بهذا الدور لأنها من أكثر الأطراف في المنطقة استفادة من تحقيق ذلك ولأن ذلك سيحقق بناء نموذج أمني جديد للعلاقات اللبنانية الإسرائيلية.
وتري الوثيقة أن نزع سلاح حزب الله لابد أن يمثل هدفا رئيسيا لأنه سيمكن في خطوة لاحقة من ضرب إيران عسكريا بعد تقليم أظافرها 'الخارجية'.
ودعت الوثيقة إلي تشكيل لجنة أمنية أمريكية إسرائيلية مشتركة للاتفاق علي الخطوات التنفيذية اللازمة لكيفية نزع سلاح حزب الله.
وقد أكدت الوثيقة أن عمل هذه اللجنة الأمنية سيكون استنادا إلي القرار 1559 وأنه من المهم أن تنضم بريطانيا إلي هذه اللجنة وهذا هو ما حدث بالفعل خاصة أن الاجتماع الأول للجنة الأمنية التي اقترحتها الوثيقة كان في نهاية يناير الماضي في مقر البنتاجون الأمريكي وشارك فيه كسئولون بالاستخبارات البريطانية، كما شارك فيه وفد إسرائيلي رفيع المستوي من رئاسة الأركان الإسرائيلية.
وقد ناقش المشاركون الخطة المشتركة لنزع سلاح حزب الله، وقد اقترحت أمريكا في الاجتماع خطة للتصيفة تقوم علي مراحل هي:
1 الضغط علي القوي السياسية في لبنان بأن تضع هذه القضية في أولوياتها القصوي، وأن يتحول مطلب نزع سلاح الله إلي مطلب شعبي وليس مطلبا نخبويا فحسب، وأن يجري تسخير الإعلام للتهيئة لذلك.
2 تطلب القوي اللبنانية من الأمم المتحدة والدول الكبري مساعدتها في تنفيذ القرار 1559 ونزع سلاح حزب الله بواسطة القوات الدولية.
3 قد يتم تشكيل قوات عسكرية دولية لتنفيذ هذا القرار وتصفية مواقع وقيادات حزب الله ونزع سلاحه بالقوة الجبرية وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وقد رفضت بريطانيا المقترحات الأمريكية ورأت أن ذلك قد يستغرق وقتا طويلا، كما أنه ليست هناك من وسيلة لإقناع القوي اللبنانية بأن تطلب من الأمم المتحدة والدول الكبري التدخل عسكريا ضد حزب الله.
وقد أكد البريطانيون أن معلوماتهم تؤكد أن حزب الله يرتبط بصلات وثيقة وجيدة مع عدد كبير من هذه القوي اللبنانية وأن الحزب لديه تأثير شعبي كبير، وأن أكثر من ثلثي الشعب اللبناني يؤيد بقاء القوة العسكرية لحزب الله وأن قواعد حزب الله الشعبية توجد في كل مدينة وقرية لبنانية، وأن عددا كبيرا ممن ينتمون إلي السنة أو المسيحيين وبقية الطوائف في لبنان يؤيدون حزب الله لا باعتباره حزبا شيعيا ولكن باعتباره رمزا للمقاومة الوطنية، وأن استمرار هذا الرمز فيه حماية لأمن لبنان.
وقد أشار البريطانيون في هذا الاجتماع إلي أنه حتي إذا نجحت أمريكا في إقناع القوي السياسية بلبنان أن تطلب نزع سلاح حزب الله بالقوة، فإن هذه القوي ستفقد صلتها بالشارع في لبنان وبالتالي ستضعف لأن الشارع اللبناني يؤيد حزب الله بقوة.
أما الوفد الإسرائيلي فقد رأي أن القوي الدولية إذا ما تدخلت وسعت إلي نزع سلاح حزب الله فإنها ستتعرض لعمليات عنف وإرهاب مدعومة من سوريا ولبنان، وأن 'إسرائيل' تخشي أن تتحول لبنان إلي ساحة للعمل الإرهابي مثل العراق، لأنه إذا كانت سوريا وإيران تعدان المورد الرئيسي 'للجماعات الإرهابية' التي تدخل إلي العراق فإنهما ستشجعان بالتبعية جماعات أخري علي الدخول إلي الساحة اللبنانية وأن 'إسرائيل' تخشي من أن يؤدي ذلك في مرحلة لاحقة إلي فقدان السيطرة علي الأوضاع الأمنية في لبنان مثل العراق تماما.
ورأت 'إسرائيل' أن ذلك سيؤثر علي أمنها بشكل مباشر وسيزيد من قوة التيار 'الشيعي' في كل من العراق ولبنان، وأن 'إسرائيل' ستكون مضطرة للتعامل من قريب مع هذه العمليات 'الإرهابية' التي سيتم تصديرها إلي 'إسرائيل' من خلال الحدود اللبنانية.
وأكدت 'إسرائيل' في الاجتماع أن نزع سلاح حزب الله لا يكفي لمصادرة قوة هذا الحزب أو القضاء علي مكان الخطورة الأساسية فيه، وإنما لابد من تصفية قيادات العشر الأكثر تأثيرا في الحزب، ثم تبدأ مرحلة تصفية قيادات الصف الثاني بتصفية 35 قائدا في الحزب، وأن 'إسرائيل' لديها قائمة بخمسين شخصا يمثلون مراكز الثقل الرئيسي والتأثير في حزب الله.
وتري 'إسرائيل' أن تصفية هذه القيادات ستضعف من قوة حزب الله وأن عمليات التصفية لقيادات الحزب لابد أن تتزامن مع نزع سلاح حزب الله وأنه بدون ذلك فإن حزب الله قد يتحول إلي قوة سياسية فعالة في داخل لبنان.
وقد أكد الوفد الإسرائيلي في الاجتماع أن أمريكا قد تفشل في قيادة وإقناع بقية قوي المجتمع الدولي في الانضمام إليها لتنفيذ القرار 1559 وأن الأمر في النهاية قد لا يتعدي دولتين أو ثلاثا علي الأكثر.
وقد وافق أعضاء الوفد البريطاني علي وجهة النظر الإسرائيلية وأشاروا إلي أنهم ينظرون إلي حزب الله علي أنه جزء من المد الإسلامي الإرهابي، وأن بقاء حزب الله دون تجريده من سلاحه يعني زيادة العمليات 'الإرهابية' التي يتم تصديرها إلي أوربا وأمريكا، وأننا لابد أن نكون صرحاء في أننا سنقوم بهذا العمل من أجل القضاء علي المجموعات الإرهابية.
وعقب الخبراء الأمريكان علي وجهة النظر الإسرائيلية والبريطانية حيث أشاروا إلي أنه إذا اتفقت الرؤي علي صعوبة القيام بعمل دولي فإن 'إسرائيل' وحدها يمكن أن تقوم بذلك العمل العسكري لردع حزب الله، وإجباره علي نزع سلاحه.
وهنا انبري رئيس الوفد الإسرائيلي في المباحثات ليؤكد أن 'إسرائيل' لديها القدرة علي تحقيق ذلك ولكن هذا لن يتم إلا بمساندة دولية ودعم عسكري واضح وسياسي بلا حدود من أجل الإقدام علي هذه الخطوة.. وهنا وافق الطرفان الأمريكي والبريطاني علي ذلك.
وأشار رئيس الوفد الإسرائيلي إلي أن 'إسرائيل' تطلب أيضا الموافقة علي اغتيال قيادات حزب الله، فكان الرأي البريطاني أن يتم تحاشي اغتيالهم في البداية وأن ذلك يمكن أن يتم بعد أن تفرض 'إسرائيل' قوتها وكلمتها في الجنوب اللبناني ساعتها يمكن أن تقوم 'إسرائيل' وبمشاركة أمريكية بريطانية بعملية كوماندوز من أجل القبض علي حسن نصر الله وعدد من قيادات حزب الله وتقديمهم لمحاكمة دولية بتهمة ارتكابهم جرائم إرهابية.
أما واشنطن فقد رفضت هذا الاقتراح مشيرة إلي أن نجاح العمليات العسكرية الإسرائيلية من شأنه أن يؤدي إلي هروب قيادات حزب الله إلي سوريا أو إيران مما سيمكنهم مجددا من شن عمليات إرهابية انطلاقا من لبنان، ولذلك أكد الوفد الأمريكي ضرورة اغتيال هذه القيادات خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وقد وافق الوفد الإسرائيلي علي ذلك ورأي أن سير العمليات العسكرية هو الذي سيحدد اغتيالهم أو القبض عليهم خلال مرحلة الحرب.
وبعد انتهاء أعمال هذا الاجتماع المطول اهتمت الخارجية الأمريكية بالنتائج التي توصل إليها المجتمعون وأعدت وثيقة جديدة تحت عنوان 'لبنان بدون حزب الله'، وكان السؤال الأساسي فيها هل لبنان بدون حزب الله يمكن أن يمهد لرسم أوضاع جديدة في الشرق الأوسط.؟!
أكدت الوثيقة الأمريكية التي تم إعدادها في الشهر التالي لهذا الاجتماع أن لبنان بدون حزب الله يعني عودة لبنان إلي ترتيبات الشرق الأوسط الجديد، وأن تصبح لبنان جزءا مهما من التفاعل الإقليمي في هذه المنطقة، إلا أن تلك النتيجة لا يمكن أن تتحقق طالما ظلت سوريا عاملا معوقا في تفاعلات الشرق الأوسط الجديد.
ورأت الوثيقة أن النظام السوري لايزال قويا داخل بلاده شأنه شأن النظام الإيراني، ولذلك طرحت السؤال التالي: متي يمكن السماح بتبديل النظام السوري وتغييره لصالح إشراك سوريا في الترتيبات الجديدة، وهل المواجهة مع حزب الله ستفضي إلي مواجهة عسكرية بين إسرائيل وسوريا، أو بين إسرائيل وإيران؟!
الإسرائيليون لا يريدون هذه المواجهة في الوقت الحاضر، وهم يريدون قوات أمريكية وأوربية معهم للبدء في مثل هذه المواجهة، وهم كانوا قد أبلغوا أن مواجهتهم مع حزب الله لن تزيد علي أيام محدودة، وأنهم قادرون علي القضاء علي 90 % من قوة حزب الله في أسبوع تقريبا.
ووفقا لهذه الوثيقة فإن 'إسرائيل' أعدت تقريرا في هذا الصدد ورسمت السيناريو العسكري علي النحو التالي:
اليوم الأول: يقوم سلاح الجو الإسرائيلي بقصف القواعد والمنشآت العسكرية لحزب الله بحيث يتم تجريد الحزب من قواعده المكانية مع نهاية أعمال اليوم الأول.
اليوم الثاني: يتم قطع خطوط الاتصالات بين قيادات الحزب وبعضهم وبين وحدات حزب الله العسكرية الميدانية.
اليوم الثالث: تسيطر 'إسرائيل' بريا علي أغلب المدن والقري الحدودية في الجنوب اللبناني.
اليوم الرابع: يتم تتبع فلول قوات حزب الله الهاربة واغتيال عدد من قيادات الحزب.
اليوم الخامس: تطلب أمريكا وقف إطلاق النار بعد أن تكون 'إسرائيل' أكملت مهمتها في الجنوب اللبناني وأن أمريكا قد تؤجل طلب وقف إطلاق النار ليوم أو اثنين لحين تصفية حسن نصر الله وبعض القيادات 'الهاربة'.
اليوم السادس: يتم الاتفاق علي نشر قوات من الناتو علي الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
اليوم السابع: يتم التوقيع علي اتفاق أمني بين الحكومة اللبنانية وإسرائيل.
ووفقا للوثيقة الأمريكية فإن 'إسرائيل' بنت خطتها علي إنهاء عملياتها العسكرية في خلال ثلاثة أيام وبسرعة فائقة حتي لا تكون هناك فرصة لإيران أو سوريا للتدخل في مجريات العمليات العسكرية ضد لبنان.
كما أن نجاح العمليات الإسرائيلية في اليومين الأولين سيؤدي إلي فشل حزب الله في استخدام صواريخ ضد المدن الإسرائيلية لأن تجريده من ميزة المكان سيعني عدم قدرته علي استخدام منصات الصواريخ.
البديل الثاني: هو أن يتم نزع سلاح حزب الله عبر الجيش اللبناني، وأن يكون الجيش اللبناني هو الطرف الرئيسي في العملية العسكرية ضد حزب الله.
ووفقا للمعلومات فإن بوش طرح ذلك الأمر علي رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة وعلي سعد الحريري رئيس تيار المستقبل أثناء لقائهما في واشنطن، حيث أكد لهما أن الحكومة اللبنانية يجب أن تتخذ الخطوة الأولي في حال إعلان حزب الله رفضه نزع سلاحه وتحوله إلي مؤسسة سياسية فقط.
وفي حالة رفض حزب الله لذلك، تطلب الحكومة اللبنانية من الولايات المتحدة مساعدة الجيش اللبناني للقضاء علي حزب الله، بحيث تتدخل القوات الأمريكية والبريطانية إلي الأراضي اللبنانية لطلب مدعوم من الحكومة للقضاء علي حزب الله وفي هذه الحالة يتم استبعاد إسرائيل من العمل العسكري.
وقد طرح الرئيس بوش شرطا في مقابل قيام القوات الأمريكية والبريطانية بهذه المهمة هو أن توافق الحكومة اللبنانية بعد ذلك علي عقد اتفاق سلام مع 'إسرائيل' تتركز عناصره الرئيسية في الآتي:
بدء التفاوض بين الحكومة اللبنانية وإسرائيل علي مزارع شبعا وفتح ملف الأسري اللبنانيين في السجون الإسرائيلية.
يتم الإعلان عن عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين إسرائيل ولبنان مع بدء عملية التفاوض وليس مع نهايتها.
يتم عقد اتفاقات اقتصادية وتجارية متميزة بين إسرائيل ولبنان مع نهاية المفاوضات.
أن يتم توقيع اتفاقية تجارة حرة بين إسرائيل ولبنان بعد سنة من نهاية المفاوضات حول شبعا والأسري اللبنانيين.
إذا وافقت لبنان علي هذه الشروط فإن أمريكا ستحافظ علي وضع اقتصادي متميز للبنان في إطار ترتيبات الشرق الأوسط الجديد وستعمل علي أن تكون بها أكبر المراكز المالية في الشرق الأوسط.
وتضمن لها نشاط الشركات الأمريكية متعددة الجنسية في الأراضي اللبنانية.
وتؤكد المعلومات أن هذه الصفقة الأساسية هي التي عرضها بوش علي مسئولي الحكومة اللبنانية، ولكن مسئولي الحكومة اللبنانية رفضوا هذه الصفقة باعتبار أن طلبهم لدخول قوات أمريكية للأراضي اللبنانية سيؤدي إلي إثارة الشارع اللبناني، وأن نزع سلاح حزب الله لا يمكن أن يتم من خلال القوة ولكن بالتفاوض السياسي بين مختلف القوي السياسية في لبنان.
البديل الثالث: وهو يشابه البديل الأول في أن تقوم القوات الإسرائيلية بإتمام مهمتها العسكرية في الجنوب اللبناني علي أن تضمن أمريكا عدم دخول إيران وسوريا في هذه المواجهة، وفي حال قيام أي منهما بالتدخل عسكريا ضد إسرائيل تلتزم أمريكا بالدخول العسكري المباشر، وهذا هو ما كان محل التفاوض بين بوش وأولمرت حيث عبر أولمرت عن رغبته في تحريك الملف السوري من خلال توسيع الحزام الأمني لإسرائيل في سوريا، وإضافة أراض سورية جديدة حتي تضمن إسرائيل بشكل كامل عدم قدرة الجبهة السورية علي توجيه أي تهديد لإسرائيل في المستقبل.
وقد أشار أولمرت خلال اللقاء مع بوش إلي المخاطر الأمنية التي تتعرض لها إسرائيل من جراء اتفاقات التعاون العسكري بين إيران وسوريا وزعم أن السوريين يسعون إلي إثارة بعض القلاقل الأمنية ضد إسرائيل تساعدهم في ذلك إيران.
وقدم أولمرت لبوش خرائط بالأراضي السورية المستهدفة وهي تمثل أراضي جديدة بالإضافة إلي الجولان وأن أولمرت أكد أن هذه الخرائط والأراضي الجديدة لم تضعها حكومته، وإنما وضعتها حكومة شارون السابقة وأنه يوافق عليها، وأن مبرره لتنفيذ تلك الخطة هو أن إسرائيل تتوقع مواجهة عسكرية علي الجهبة الإيرانية بعد ازدياد مخاطرها علي إسرائيل، وأن الخطط الإسرائيلية تهدف إلي تأمين الجبهة السورية حتي تنشغل فقط بالجبهة الإيرانية.
ولم يرفض الرئيس بوش هذه الأفكار الإسرائيلية ولكنه طلب إرجاء تنفيذها للوقت المناسب معتبرا أن القضاء علي الجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط يجب أن يظل الهدف الاستراتيجي الأول لكل من أمريكا وإسرائيل، وأنه يري أن القضاء علي حزب الله ونزع سلاحه يمثلان هدفا متقدما بالنسبة لإشعال الموقف علي الجبهة السورية، ولكن تغيير النظام السوري بالقوة يتطلب قدرات أكبر من إسرائيل.
وقد أبدي أولمرت في اللقاء موافقته علي الاتصالات السابقة بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله ولكن بوش وجه سؤالا مباشرا إلي أولمرت عن الخطوة التنفيذية الأولي التي تستدعي إسرائيل علي إثرها القيام بخطوة العمل العسكري.
أولمرت أكد أن هذه الخطابات التنفيذية ليست صعبة علي إسرائيل، وأن أخطاء حزب الله كثيرة، وأن جره إلي المواجهة العسكرية مع إسرائيل أمر ميسور، فإسرائيل يمكنها أن تقوم بأي عمل حتي ولو كان صغيرا علي الحدود اللبنانية، فإن حزب الله سيقوم بعدها بالرد علي هذا العمل، وهذا يمثل ذريعة مباشرة للتدخل العسكري المباشر ضد حزب الله، إلا أن بوش اشترط أن يكون هذا العمل مطابقا للقرارات الدولية وألا يمثل اعتداء إسرائيليا علي الأراضي اللبنانية لأنه يريد أن يحصل علي تأييد بعض الدول العربية للعمل الإسرائيلي ضد حزب الله وأنه يأمل أن يحصل علي دعم من الدول العربية لهذا العمل الإسرائيلي ضد حزب الله، لأن ذلك من وجهة نظر بوش سيمثل سابقة مهمة في هذه المنطقة وأن أمريكا ستقنع النظم العربية بأن إسرائيل تقوم بعمل مشروع ضد منظمة إرهابية، وأن علي العرب أن يتكاتفوا مع إسرائيل وتأييدها في هذا العمل.
ووافق أولمرت علي وجهة نظر بوش، ولكنه أعاد التأكيد أنه إذا توسعت مثل هذه المواجهة لتضم إيران أو سوريا أو الاثنتين معا فإن أمريكا ستتدخل عسكريا جانب إسرائيل.
وبالعودة إلي الوثيقة الأمريكية الأساسية التي هي موضوع هذا التقرير فبعد أن انتهت من تحديد مسألة القضاء علي حزب الله كهدف استراتيجي رئيسي لإقامة ترتيبات الشرق الأوسط الجديد، استطردت في الحديث عن الترتيبات اللاحقة من حيث إن العلاقات السياسية والاقتصادية الجديدة بين لبنان وإسرائيل سيتم ربطها بالعلاقات الأردنية الإسرائيلية من خلال إقامة تجمع اقتصادي ثلاثي في هذه المنطقة بين لبنان وإسرائيل والأردن وأن هذا التجمع الاقتصادي الثلاثي سيضم العراق إليه في مرحلة لاحقة، وأن الهدف من إقامة هذا التجمع الاقتصادي الثلاثي هو خنق سوريا اقتصاديا وسياسيا، وبالتالي إجبار النظام السوري علي الدخول إما في ترتيبات الشرق الأوسط الجديد وأما العمل علي إثارة القلاقل الداخلية حتي يتم تغيير النظام السوري.
ومن الملاحظ أن هذه الوثيقة استبعدت ضم مصر إلي هذا التجمع الاقتصادي الثلاثي وهو ما نشرته الوثيقة في موضع لاحق بأن مصر مازالت عليها تحفظات هامة بشأن المسار الديمقراطي والعلاقات مع إسرائيل.
وأكدت الوثيقة أنه بعد إنشاء التجمع الاقتصادي الثلاثي سيتم ربطه بتجمعات اقتصادية في دول الخليج خاصة البحرين وقطر والكويت.
ومما يتضح من هذه الوثيقة وغيرها من المعلومات أن هذه العملية تم الإعداد لها منذ أكثر من عام وأن المناورات الأمريكية والمناورات الأمريكية الإسرائيلية المشتركة التي جرت في العام الماضي علي حسب ما أكدته المعلومات كان أحد أهدافها هو تأهيل الطيران الإسرائيلي لإصابة أهدافه في جنوب لبنان بدقة وأن هذه المناورات كان هدفها الرئيسي هو أن تتمكن القوات الإسرائيلية من إنهاء عملية جنوب لبنان في 72 ساعة فقط، وأن القيادات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية اتفقوا علي أن تحقيق أهداف هذه الحرب لن يكون إلا من خلال الضربة السريعة الخاطفة.
كان هناك اختلاف حول توقيت هذه العملية إلا أنه كان هناك اتفاق أمريكي إسرائيلي علي سرعة اتمامها، وأن يتم ذلك قبل نهاية 2006 علي أساس أن أمريكا تريد أن تبدأ في العام القادم 2007 ترتيبات وخطوات حقيقية وجديدة في الشرق الأوسط.
وتشير المعلومات إلي أن هناك ترتيبات مع بعض الدول العربية وإسرائيل، إلا أن هذه المعلومات الأمريكية لم يتم التأكد منها بعد.
إنه علي الرغم من أن بريطانيا شاركت في الاجتماع الأول للتحضير للعملية العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله، إلا أن ثلاثة اجتماعات لاحقة لم تشارك فيها بريطانيا، واقتصرت الاجتماعات الثلاثة اللاحقة علي القيادات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية فقط، وفيها تم الاتفاق علي تفاصيل العملية العسكرية، بالإضافة إلي ما أشارت إليه بعض المعلومات من أن إسرائيل اشترطت مؤخرا أن تتحمل الولايات المتحدة التكاليف المادية لحربها علي لبنان وأن أمريكا وعدت بأن تسدد 2 مليار دولار وأنها سوف تزيد المبلغ إلي 3 مليارات في حال نجاح إسرائيل في اغتيال حسن نصر الله.
وقد أشارت المعلومات إلي أنه وبعد النجاح الهائل الذي حققه حزب الله ضد القوات الإسرائيلية برز خلاف شديد بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية من جانب وبين رئيس الوزراء ووزارة الدفاع من جانب آخر، حيث تم استبعاد ثلاثة من قيادات الاستخبارات الإسرائيلية المسئولين عن الملف اللبناني وذلك بعد اتهامهم مباشرة بأنهم قدموا معلومات خاطئة عن قدرات وتسليح حزب الله وأن ذلك أدي إلي بناء افتراضات عسكرية خاطئة للجيش الإسرائيلي أدت إلي هذه النتائج التي مثلت صدمة خاصة في الخسائر التي منيت بها القوات الإسرائيلية في معارك بنت جبيل ومارون الراس.
إذن هذه هي بعض ملامح خطة الشرق الأوسط الجديد وهي كما نري خطة تقوم علي خريطة جديدة لا مكان فيها للمقاومة ولا الكرامة ولا استغلال الأوطان وإنما هيمنة وتقسيم عرقي وطائفي يعمل بخطوط الدم الحمراء التي تتفجر بغزارة في لبنان وفلسطين والعراق.
بعد كل ذلك.. هل يجدي الصمت؟ أو بالأحري هل يحمي الهوان حكام هذه الأيام؟
الإجابة بالقطع لا.. فمهما فعلوا فالمخطط ماض، فقط المقاومة هي القادرة وستتمكن حتما من صد هذا المخطط الإجرامي الرهيب.
http://www.elosboa.co.uk/elosboa/issues/488/0401.asp

0 Comments:

Post a Comment

<< Home