اليابان: مركز التعليم العالي

سوريا تايمز 24-7-2006
بقلم : ناهد هاشم

سوق سمك تسوكيجي "　築地　Tsukiji"، مغامرة الصباح الباكر
نَهضتُ مبكراً في الصباح للذهاب إلى سوق السمك
Tsukiji (سوق طوكيو المركزية للبيع بالجملة) لأشاهد مزاد سمك التونا الذي يَبدأ في 5:30 صباحاً.
تسوكيجي هو أحد أكبر أسواق السمك في العالم، ويُعالجُ هذا السوق أكثر من 2,000 طن مِن السمك يومياً ولأكثر من 450 نوع من السمك.

دهشت من حجم سمك التونا الذي عُرضَ على شكل صفوف وقام مشرفو المزادَ بتقدّيمِ نوعيةَ السمكِ قبل بدء العَرْض.

كان السماسرة ينادون بأساليب مختلفة وهم يقومون بتأشير السمك بعد بيعه باسم المشتري ليُحمل بعدها على عربة، ومما لفت انتباهي خلال تجولي في السوق العربات ثلاثية العجلات وهي تتحرك بسرعة أسفل الممرات المزدحمة.

السمك هو سلعة رئيسية في اليابان، علماً أن الناس في اليابان يحصلون على 40.5 % مِنْ البروتينات الحيوانية مِنْ المأكولات البحريةِ (مأكولات اليابان البحرية السنوية هي 67.8 كيلوغرام لكل فرد).

إنّ الجوَّ الصاخب لسوقِ Tsukiji فرصة فريدة لرُؤية طوكيو في العمل الأمر الذي يمثل واحدا من أهم مصادر جذب السياح للمدينة.

لا يرمى شيء في اليابان وتبذل الجهود للاهتمام بالنظافة وحماية البيئة، حيث تُجمع أكوامَ ضخمةَ من "البولسترين" في سوق السمكَ ليعاد تصنيعها وتصبح منتجات جديدةَ.

من أهم الأمور التي يتم التركيز عليها في المدارس رفع سوية وعي الأطفالِ لأهميةِ الاعتناء بالأرضِ ومعالجة النفاياتِ في قاعاتِ دروسهم الخاصة.

بهجة القطارات

عُدتُ إلى طوكيو مِنْ هيروشيما وكيوتو في القطار السريع جداً جد اً وقد كان نظيفاً ومريحاً، ومن الأمور التي لفتت انتباهي حرص القطارات على دقة المواعيد لدرجة أنه يمكنك أَنْ تَضْبطَ ساعتكَ على توقيت القطار.

لدى اليابان نظامُ القطار الشامل المُدهِش والكفء جداً الأمر الذي يثبت مهارة البلاد وبراعتها الفائقة في هذا المجال وخصوصاً في مجال القطارات بدون سائق.

تَغطّي سكةُ الحديد 2,400 كيلومتراً ب26,000 قطارِ تسير يومياً وفق نظام يمتد في كافة أنحاء البلاد الواسعة.

نظام رفاهية المسن

واجهَ المجتمع المعدل المنخفض في معدل الولادات فهو فقط 1.25، وتبذل لذلك حكومة اليابان كل جُهد لمُعَالَجَة القضيةِ الحاسمةِ نتيجة ارتفاع متوسط عمر السكان.

طبقاً لمكتبِ الإحصائياتَ في العام 2003 فإن عدد الناس بعمر أكبر أو يساوي 100 سنة (المئويون) كَانَ أكثر من 20.000 فرد، وهو يمثل ضعف العدد الذي كان في العام 1999.

إن مؤسسة الترفيه الاجتماعي Yokufukai تقود اليابان لتأمين وسيلةَ رفاهيةِ للمسنين، وبزيارة المؤسسة والتجول والإطلاع على وسائلِها الحديثةِ جداً أدركت روعة الاهتمام والانتباه الذي يتلقاه المسنين.

"المؤسسة، أَسست في 1925 وهي تؤمن تسهيلات لكل من مشكلة السكن والترفيه المنزلي. كما تدير أيضاً مستشفى للشيخوخة ومركز للبحث والتدريب على العنايةِ بالخَرَفَ إضافة لمركز طول العمر الدولي.

بينَّ Takeshi Tsuyuguchi المدير التنفيذي.

بأنّ ILC يُطوّرُ نشاطات تتعلق بالخصوبة المنخفضة والمجتمع المعمّر ويدرس ويَقترح السياساتَ والتصرفات ويحلل النتائج ذات العلاقة بالرغم من أن طول العمر قَدْ يَزِيدُ الراتب التقاعدي والكلف الطبيةَ، كما أوضح بأن الزيادة في متوسط العمر المتوقع تشير إلى درجة تطور المجتمع الإنساني.

كما قال Tsuyuguchi:

هنالك 1,700 مستعمل للمؤسسة وفيها 650 موظّف عناية، واليابان يقود بحثاً شاملاً من خلال مؤسسة التطبيق والتدريب في حقولِ الصحةِ وفي مجال رفاهية المسنين وخدماتهم الطبية.

إنّ متوسط العمر المتوقعَ للشعب الياباني يَزِيد بثبات فمتوسط العمر المتوقع كَانَ في عام 2002م 77 سنة للذكور و85 سنة للإناث. يمثل المسنون حالياً فقط 10 % من السكان، لكن النسبة المئويةَ سترتفع بمقدار 25 % خلال الـ 30 سنة القادمة.

في الحقيقة، سفرتي إلى اليابان أعطيتُني تجاربَ غنيةَ وجديدةَ سَأَتذكّرها طوال حياتي.

ناهد هاشم