اليابان

تتناول المدونة ما يتعلق باليابان. ونرحب بتعاون الزوار في تقديم المقالات والأخبار ضمن هذا الإطار وتصحيح الأخطاء اللغوية فيها بالإضافة إلى ترجمات نصوص يابانية أو إنجليزية سنختارها Al-Yaban blog presents articles and news on Japan in Arabic with cooperation of its visitors. アラビア語による日本専門ブログ。投稿歓迎

2010/02/10

التعليم في اليابان

日本の教育制度概要

النظام التعليمي الياباني

سنوات الدراسة في النظام التعليمي الياباني مقسمة كالتالي: (6-3-3-4) 6 سنوات من التعليم الابتدائي, و 3 سنوات من التعليم المتوسط, و 3 سنوات من التعليم الثانوي, و أخيراً 4 سنوات من التعليم الجامعي. أعلنت الحكومة أنها تنوي إجراء تغيير في القانون التعليمي لتسمح للمدارس بدمج الست و ثلاث سنوات المقسمة بين التعليم الابتدائي و التعليم المتوسط (ديلي يوميوري, أكتوبر 2005.) الهدف الأساس من هذا التغيير هو السماح للمدارس الابتدائية و المتوسطة بأن تشترك في استخدام مرافقها المدرسية, مع اهتمام خاص بتوفير أساتذة متخصصين لكلا المرحلتين الابتدائية و المتوسطة.

العديد من المدارس الخاصة تقدم برنامجاً من ست سنوات يدمج المرحلتين المتوسطة و الثانوية, و المدارس المتخصصة قد تقدم برنامجاً من خمس سنوات يشمل الثانوية إضافة ً إلى سنتين من الكلية المتوسطة. هناك خيارين في التعليم العالي: إما الكلية المتوسطة (سنتين) أو الجامعة (أربع سنوات). تبدأ السنة الدراسية في ابريل و تنتهي في مارس من العام التالي و تتكون من ثلاث فصول: صيف و شتاء و ربيع, بينها عطلتي ربيع و شتاء قصيرتين و عطلة صيفية لشهر واحد. التعليم الابتدائي (من سن السادسة) إضافة إلى ثلاث سنوات التعليم المتوسط - أي ما مجموعه تسع سنوات من الدراسة - تعتبر إلزامية.

هذا النظام المطبق من قبل قانون التعليم المدرسي منذ مارس 1947 بعد الحرب العالمية الأولى يعود إلى النموذج الأمريكي المكون من 6-3-3 سنوات مدرسية إضافة إلى أربع سنوات من الجامعة, إلا أن العديد من السمات الأخرى للنظام التعليمي الياباني مبنية على نماذج أوروبية. و في تحول كبير عن الماضي فإن المدارس الحكومية الحديثة في اليابان أغلبها مختلطة – أكثر من 99% من المدارس الابتدائية.

بعض الإحصائيات

في اليابان هناك 23,633 مدرسة ابتدائية و 11,134 مدرسة متوسطة و 5,450 مدرسة ثانوية و 995 مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة و 702 جامعة و 525 كلية متوسطة و 14,174 حضانة (إحصائيات مايو 2003.) نسبة الحضور للسنوات الإلزامية التسع من الدراسة تصل إلى 99,89%, و حوالي 20,7 مليون طالب سجلوا في مؤسسات تعليمية في اليابان من الحضانة حتى المرحلة الجامعية ينقسمون كما يلي:

1,760,442 طالب في رياضِ الأطفال؛

7,226,911 طالب في المدارس الإبتدائيةِ؛

3,748,319 طالب في المدارس المتوسطة؛

3,809,801 طالب في المدارس الثانوية؛

250,065 طالب في الكُليّاتِ المتوسطة (عادة سنتان)؛

2,803,901 طالب في الجامعاتِ (أربع سَنَواتِ) و الدراسات العليا؛

57,875 طالب في الكُليّاتِ التقنيةِ؛

786,135 طالب في مَدارِسِ التدريب الخاصّةِ؛

و189,570 طالب في أنواعِ أخرى مِنْ المَدارِسِ.



يدخل الأطفال اليابانيون المدرسة في سن السادسة. متوسط حجم الفصل الدراسي في مدارس المدن هو ما بين 35 إلى 40 طالب مع أن المعدل الوطني سقط إلى 28,4 طالب في كل صف عام 1995. 70% من الأساتذة يدرسون كل المواد بما أن الأساتذة المتخصصين يعتبرون ندرة في المدارس الابتدائية. 23,6% من طلبة المدارس الابتدائية يذهبون إلى الـ (juku) و هي مدارس تحضيرية –غالباً تحت إدارة عائلية في بيئة مريحة – و يذهب إليها الطلبة بعد المدرسة أو في أيام الإجازة.

تميل مدارس المدن إلى أن تكون ذات عدد أكبر من الطلاب يتراوح ما بين 700 إلى أكثر من ألف طالب, بينما المدارس الريفية البعيدة – حوالي 19% من المدارس اليابانية – قد لا يكون فيها إلا فصل واحد لكل صف. في سن الثانية عشرة, ينتقل الأطفال إلى المرحلة المتوسطة, و عند هذه النقطة يذهب حوالي 5,7 من الطلبة إلى مدارس خاصة. الأسباب الرئيسية التي تدفع الآباء لاختيار مدارس خاصة هي أولوية التحصيل الأكاديمي بالنسبة لهم أو لأنهم يرغبون أن ترتفع فرص أبنائهم في المنافسة الكبيرة على دخول الثانوية بما أن المدارس الخاصة تسمح لطلبتها بالانتقال مباشرة إلى الثانوية الملحقة بها (و عادة ً حتى إلى الجامعات الملحقة بها.)

أظهرت نتائج استفتاء أجري على آباء الطلبة في الصف السادس الابتدائي في اثنين من أحياء طوكيو التالي:

· الآباء الذين يختارون مدرسة متوسطة خاصة لطفلهم يميلون لأن يكونوا آباء يملكون الوقت و القدرة المالية ( ربة منزل أو شخص بعمل حر و لديه فقط طفل واحد) و يبنون قراراتهم و يضعون أولوية كبرى على التحصيل الأكاديمي. السبب الأكثر شيوعاً لإرسال الأطفال إلى المدارس المتوسطة الخاصة هو أنهم يريدون أطفالهم أن ينجزوا مستوى أعلى من التحصيل الأكاديمي.

· الآباء الذين يختارون مدرسة متوسطة عامة يختارون المدرسة على أساس موقعها و حوادث التنمر فيها و الاجتهاد الشخصي في الاختيار. من بين الآباء الذي اختاروا مدارس عامة خارج مدرسة الحي, 45% ذكروا بأن معياراً مهماً بشكل خاص كان ندرة حوادث التنمر و التغيب, مشيرين إلى أن التنمر كان معياراً حاسماً. المعايير الأكثر أهمية لأولئك الآباء في الاختيار كانت بعد المدرسة عن المنزل و البيئة و إذا ما كان هناك أصدقاء جيدون يحضرون في تلك المدرسة أيضاً.

· نسبة كبيرة من الآباء – 65,1% - يميلون إلى اختيار المدرسة على أساس السمعة.

90,8% من الآباء أرسلوا أطفالهم إلى مدارس الـ (juku) التحضيرية و أولئك الذي يحضر أطفالهم المدارس التحضيرية لأربع أيام أو أكثر في الأسبوع يصلون إلى 65,2%. 98% من خريجي المتوسطة في سن الخامسة عشرة يواصلون إلى الثانوية أو المعاهد المتخصصة. يعتبر دبلوم الثانوية العامة الحد الأدنى المقبول لأكثر الوظائف الأساسية في المجتمع الياباني. نسبة الطلبة الذي تقدموا إلى الثانوية كان 97,0% في 2002.

ربع الطلبة يلتحقون بمدارس ثانوية خاصة, و القلة منها تعتبر من الثانويات الراقية أكاديمياً. أكثر من 97% من طلبة الثانوية يدرسون في مدارس نهارية و ثلاثة أرباعهم يسجلون في فصول أكاديمية. غيرهم من الطلبة يسجلون في واحدة من 93 ثانوية بالمراسلة أو الـ 342 مدرسة ثانوية تقدم فصولاً دراسية عن بعد.

هناك 710 جامعات (بدون حساب الكليات المتوسطة) و حوالي ثلاثة أرباع طلبة الجامعات مسجلين في جامعات خاصة. نسبة الطلبة الذين تابعوا دراستهم في جامعات و كليات صغرى كانت 44,8%. هناك أيضاً مؤسسات تعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة: 70 مدرسة للصم (rougakko) و 107 مدرسة للمكفوفين (mougakko) و 790 مدرسة للمعاقين جسدياً (yougogakko) و لا زالت تعتبر هذه الأرقام غير كافية.

المناهج المدرسية الوطنية

يغطي المنهج الدراسي في الابتدائية: اللغة اليابانية و العلوم الاجتماعية و الرياضيات و العلوم و الموسيقى و الفنون و الحرف اليدوية و التدبير المنزلي و التربية البدنية, و في هذه المرحلة يتم صرف الكثير من الوقت و الجهد إلى الموسيقى و الفنون الجميلة و التربية البدنية. دخلت فصول التربية الأخلاقية - التي تعطى مرة واحدة في الأسبوع - المنهج في عام 1959, و لكن هذه الفصول - إلى جانب التأكيد المبكر على الجوانب غير الأكاديمية - كانت جزءاً من نظام التعليم الذي يهدف إلى صنع "الإنسان المتكامل" و الذي يعتبر المهمة الأساسية لنظام التعليم الابتدائي. و تعتبر التربية الأخلاقية أيضاً أكثر فاعلية عندما يتم تلقيها عبر الروتين المدرسي و التفاعلات اليومية التي تجري أثناء تنظيف الفصل و في جلسة الغداء المدرسي. منهج المرحلة المتوسطة يتضمن: اللغة اليابانية و الرياضيات و العلوم الاجتماعية و العلوم و اللغة الانجليزية و الموسيقى و الفنون و التربية البدنية و الرحلات الميدانية و النوادي و الاجتماعات الصفية. الطلبة الآن يتلقون التعليم من معلمين متخصصين في موادهم و برتم سريع حيث التعليم مرتبط بالكتب المقررة لأن المعلمين عليهم أن يغطوا الكثير من المادة لتحضير طلبتهم لاختبارات القبول للثانوية. المدارس الثانوية تتبنى مناهج متنوعة إلى حد كبير, و قد يحتوي مواضيع عامة أو متخصصة جداً و ذلك يعتمد على الأنواع المختلفة للثانويات.

يمكن تصنيف المدارس الثانوية إلى الأنواع التالية:

- مدارس ثانوية تعتبر راقية أكاديمياً و تجمع نخبة النخبة من الطلبة و ترسل غالبية خريجيها إلى أرقى الجامعات الوطنية.

- مدارس ثانوية ليست بذاك الرقي أكاديمياً تحضر زعماً طلبتها للجامعات الأقل رقياً أو الكليات المتوسطة, و لكن في الواقع ترسل أعداداً كبيرة من طلبتها إلى المدارس المتخصصة الخاصة (senshuugakko) و التي تعلم مواد مثل المحاسبة و اللغات و برمجة الكومبيوتر. هذه المدارس تمثل السائد في المدارس الثانوية.

- مدارس ثانوية مهنية تقدم الدورات في التجارة و المواد التقنية و الزراعة و العلوم المنزلية و التمريض و صيد السمك. حوالي 60% من خريجيهم يدخلون وظائف ذات دوام كامل.

- مدارس ثانوية بالمراسلة تقدم شكلاً مرناً من التعليم لـ 1,6% من طلبة المدارس الثانوية, و عادةً هم أولئك الذين فاتتهم فرصة الدراسة الثانوية لأسباب مختلفة.

- المدارس الثانوية الليلية التي كانت تقدم فصولاً للطلبة الفقراء و الطموحين و الذين يعملون بينما يحاولون معالجة نقصهم التعليمي. و لكن مؤخراً, مثل هذه المدارس تميل إلى أن يحضرها الأقل اندفاعاً من الطلبة الذي هم أقل تحصيلاً أكاديمياً.

عن الحياة المدرسية

هناك عادةً تغطية صحفية سلبية للحياة المدرسية بسبب حوادث الجنوح و التنمر و المشاكل السلوكية و سلسلة جرائم الطعن و القتل المروعة و المحيرة التي تحدث في المدارس خلال العقد الماضي و لم تكن معروفة في البلاد من قبل, إلا أنه عموماً فإن معظم اليابانيين يعترفون بأن الحياة المدرسية في الابتدائية العامة ممتعة إلى حد كبير باستثناء بعض الطلبة الذين قد يفشلون أثناء فترة الانتقال إلى المدرسة المتوسطة.

يقال بأن سمة الجدية و الصرامة للتحضير لامتحانات القبول تبدأ بصبغ طبيعة الحياة المدرسية في المدرسة اليابانية بالضبط قبل دخول المدرسة المتوسطة, فعلى المتقدمين أن يدخلوا اختبارات و يجرون مقابلات شخصية لضمان القبول في أكثر المدارس الثانوية و الجامعات و كذلك هو الوضع بالنسبة لقلة من المدارس المتوسطة و الابتدائية الخاصة.

هذا المستوى العالي من التنافسية يؤدي إلى قدر كبير من الضغط النفسي و الذي غالباً ما تمكن ملاحظته بين الطلبة و أمهاتهم أثناء فترة الثانوية و ما قبلها. العديد من الطلبة يحضرون حصص دراسية خاصة بعد المدرسة (تعرف بالـ Juku أو Gakken) أو معاهد تحضير متخصصة من عام إلى عامين بين الثانوية و الجامعة لاجتياز امتحانات القبول لأفضل المؤسسات التعليمية.

الوجه الآخر للنظام التعليمي الياباني

ما وراء الحياة الأكاديمية- الثقافة المدرسية

يتعلم الأطفال مبكراً (بدءاً من الحضانة) أهمية الحفاظ على العلاقات التعاونية مع زملائهم, و إتباع الروتين المدرسي, و تقدير الدقة (من السنة الأولى في المدرسة الابتدائية). إدارة الفصول الدراسية تؤكد على مسؤولية و تفويض الطالب من خلال الأعمال اليومية مثل تنظيف الطاولات و فرك أرضية الفصل, كما يتم تشجيع الطلبة على تنمية مشاعر ولاء قوية لمجموعاتهم الاجتماعية: كفصلهم و فرقهم الرياضية و جماعات ما بعد المدرسة كجماعات كرة السلة و كرة القدم. يتم تعلم أدوار القيادة و التبعية و كذلك مهارات تنظيم المجموعة من خلال الأدوار المعطاة في وقت الغداء (kyushoku touban) أو رقابة الصف أو رئاسة الصف و غيرها من المهمات. و على الرغم من أدوار القيادة و التبعية فإن أنشطة الجماعات تدار بطريقة ديموقراطية لحد مثير للعجب, و عادةً ما يفوض الأساتذة الطلبة في السلطة و المسؤولية بينما غالباً ما تعزز أنشطة الجماعات الصغيرة (han) الاهتمام و رعاية العلاقات بين الطلبة.

ثقافة التدريس في اليابان تختلف كثيراً عنها في المدارس في الغرب, فالمعلمون يهتمون بشكل خاص بتطوير الطفل شمولياً و يعتبر من صميم مهمتهم أن يركزوا على أمور كالنظافة الشخصية و التغذية و النوم و التي لا تعتبر عادةً جزءاً من واجبات المعلم في الغرب. الطلاب يتعلمون الأخلاق الحميدة و كيف يتحدثون بأدب و كيف يخاطبون الكبار و كذلك كيف يتعاملون مع زملائهم بالأسلوب الملائم, كما يتعلمون كذلك مهارات الخطابة عبر روتين الاجتماعات الصفية و العديد من الأنشطة المدرسية خلال العام الدراسي.

من أبرز ما يميز الفصول الدراسية في الابتدائية اليابانية الحيوية و الصخب و غياب إشراف المعلم إضافة لفاعلية تفويض الإشراف للطلبة. في هذه المرحلة, حجم الواجبات المنزلية ليس كبيراً جداً حيث تشمل الواجبات اليومية الكانجي و اللغة اليابانية و ورقة أو ورقتين من تمارين الحساب, و قد تنظم أندية و أنشطة بعد المدرسة أو صفوف تقوية من قبل رواد الصفوف أو المدرسة حيث ترى ذلك مناسباً.

في المدرسة المتوسطة, تتحول العملية التعليمية بسرعة إلى عملية تعلم مكثف و منظم و مليء بالحقائق إلى جانب حياة مدرسية مبنية على الروتين, و يتم الاستغناء عن الجماعات الصغيرة داخل الصفوف الأكاديمية, كما تظهر العلاقات التراتبية بين المعلم و الطالب و مبدأ الأقدمية إضافة إلى بيئات عمل عالية التنظيم و الانضباط و التراتبية في لجان الطلاب المختلفة المقامة.

الـ (Juku) و ثقافة حرب الامتحانات

في المدرسة الثانوية تتركز العملية على المحاضرة. التعليم الثانوي موضع ثناء لمستويات التحصيل العالية في الرياضيات و العلوم, و في الوقت نفسه هو موضع نقد لرتابته و انعدام الإبداعية حيث يسخر الوقت للاختبارات التنافسية في وقت تحصل فيه عملية اختيار و مفاضلة مركزة. يتأثر الطلبة ما بين سنوات المتوسطة إلى الثانوية بأنشطة ما بعد المدرسة و ثقافة الـ (juku): 59,55% من طلبة المتوسطة مقارنة بـ 23,6% من الابتدائية يحضرون حصص في الـ (juku) عادةً في سلسلة مدارس واسعة النطاق (مسح1993).

ثقافة جماعة الأقران

تكون ثقافة جماعة الأقران أو الثقافة المدرسية في قمتها أثناء سنوات الثانوية حيث تلعب امتحانات القبول دوراً قوياً في المفاضلة, وتميل ثقافة المدرسة الثانوية إلى أن تكون مختلفة و متباينة لدرجة كبيرة حسب نوع الثانوية. عند هذه المرحلة, يصبح الطلبة مدركين لاختلاف طبيعة و تصنيفات المدارس الثانوية الذي يؤثر على مستقبلهم و فرصهم في حياتهم المهنية , و بالتالي هم مدركين للتمايز و التفاضل الذي يحدث. توجد متاهة تراتبية محكمة في كل حي مدرسي تصنف فيها المدارس الثانوية على أساس صعوبة القبول. المدارس الثانوية المختلفة لها أيضاً مهمات مختلفة لدرجة كبيرة لأنها تعمل على تجهيز طلبتها لوجهات مختلفة. نتيجة لذلك, المدارس الثانوية المختلفة تطور ثقافات فرعية مختلفة بوضوح. تصنيف الثانويات يجاري بقوة أيضاً الثروة و الامتياز النسبي للطلبة. الطلبة الذي لهم خلفية اجتماعية أكثر تميزاً (من ناحية وظائف و دخل الوالدين) يتركزون في المدارس الأكثر رقياً بينما أولئك ذوي الخلفيات الاجتماعية الأقل تميزاً يتجمعون في مدارس أقل مرتبة.

سمة رئيسية ملاحظة في ثقافة المدرسة الثانوية هي التفاعل الاجتماعي التنافسي الذي يحدث عند اقتراب امتحانات القبول الجامعي. مؤسسات التعليم الثانوي تلعب دور الاختيار حسب التحصيل الأكاديمي مفضلة ً بعضاً باعتبار مواقعهم القيادية و آخرين لمواقعهم التبعية, و هذا يوضح الطبيعة التنافسية لامتحانات القبول الجامعي و الوظيفة الانتقائية و الدور التصنيفي النهائي للمدارس الثانوية اليابانية.

المدارس الثانوية الراقية توفر حصص محضرة جيداً في شكل محاضرات من ساعة واحدة مرتبطة بكتاب و منهج, و مثل هذه المدارس لديها القليل من المشاكل السلوكية و الطلبة نشيطين و ايجابيين في النشاطات اللا صفية ما بعد المدرسة, بينما طلبة الثانويات المهنية عادة ً ما يعانون من مشاكل انخفاض الروح المعنوية, و مشاكل السلوك و التغيب و الجنوح (كالتدخين و التخريب) هي مشاكل شائعة.

نظرة على الثقافة المدرسية

توجد وجهات نظر مختلفة فيما يتعلق بالثقافة المدرسية و لكن أهمها تتلخص في نظريتين: نظرية الإجماع و نظرية النزاع.

نظرية الإجماع ترى في الثقافة المدرسية عاملاً مهماً لتعزيز الاستقرار النسبي والإجماع و الطبيعة المنسجمة داخل المجتمع الياباني, و المشاكل الاجتماعية الحضارية تميل إلى أن تواجه بمحاولات خلق بيئات أكثر اهتماماً و رعاية داخل المدارس. نظرية النزاع ترى في الثقافة المدرسية تربية – تدجين - للأطفال لقبول الفكر السائد, و تقديم ما تقدمه المدرسة من معرفة و قيم و نظرة للعالم و المجتمع و الحياة إضافة إلى التفاوت و انعدام المساواة الموجودة في المجتمع كمسلمات. هذه النظرية ترى أن المدارس تعترف و تكافئ أنواع معينة من القدرات في الأطفال, و تصنف الأطفال على أساس ما يدعى "الأهلية" إلى مواقع قيادة و تبعية, و بالتالي تبقي و تحفظ التفاوت و اللا مساواة الاجتماعية عبر الأجيال.

نظرية الإجماع تميل إلى أن تطابق النظرة التفسيرية لوزارة التعليم اليابانية بينما نظرية النزاع تمثل نظرة اتحاد المعلمين و المثقفين. النظرة التفاعلية تتبنى النظرة التي ترى أن المشاركين المهمين في عملية التعليم, , أي الطلبة و الأسر, هم من يتفاعلون مع المدرسة بطرق متنوعة و يشكلون تجربة و نتائج التعليم.

دور التعليم الحديث

تعتبر المدرسة الحديثة مسئولة عن أداء أربعة أدوار رئيسية: 1) بث المعرفة, 2) الإعداد الاجتماعي و الثقافي, 3) الاختيار و المفاضلة, 4و ) إضفاء الشرعية على ما يتم تدريسه. يتفاوت ما يتم تأكيده من الأدوار المختلفة خلال سياق عملية التدريس و في كل مجموعة في النظام التعليمي, السياسة الوطنية تغير الأولويات من بين هذه الأدوار و السمات المختلفة باستمرار و لكن المعلمين لا يوافقون عليها دائماً حيث أن المجموعات المهتمة بالتعليم تؤكد باستمرار وجهات نظرها بأنه ينبغي أن توضع الأولوية على هذا الدور أو ذاك.

تميل المدارس الحكومية إلى أن تكون مختلفة عن تلك الخاصة و متبعة لتعليمات السياسة التعليمية الوطنية أكثر من المدارس الخاصة, و كل مدرسة تستمد فلسفات تعليمية مختلفة بناءً على أفكار و شخصية المدير و المعلمين الذي يديرون المدرسة. الأهداف التعليمية و نوعية التعليم في مدارس اليابان يمكن أن تكون متنوعة إلى حد كبير و الواقع الناتج هو أن المشهد المدرسي هو مشهد مركب. و رغم كل هذا, يمكن ملاحظة بعض التشابهات التي يمكن تعميمها حول النظرة اليابانية بشأن دور التعليم الياباني:

- لا زال هناك إجماع قوي نسبياً بين اليابانيين بأن المدارس هي القناة الرئيسية لبث المعرفة الأساسية من القراءة و الكتابة و مهارات الحساب و القدر الرئيسي من المعرفة المفيدة و هي تحضير ضروري لدخول مجتمع البالغين.

- عملية التعليم و التفاعلات في اليوم المدرسي تعتبر حيوية لغرس قيم بعينها و توجهات سلوكية مرغوبة يقدرها المجتمع الياباني. العديد من الدراسات الاجتماعية أكدت المميزات المشتركة للإعداد الاجتماعي في الحياة المدرسية اليابانية و بالذات الإجماع الجماعي القوي و الإعداد الاجتماعي من خلال ضغط الأقران.

- التعليم يعتبر تحضيراً للمواقع المناسبة في القوة العاملة و مجتمع البالغين. معظم اليابانيين يؤمنون عموماً أن التعليم يقدم فرصة لكل الأطفال ليرتقوا في السلم الاجتماعي إذا ما كانت عندهم الإرادة للعمل بجد. هناك اعتقاد بأن الفرصة المتساوية متواجدة في اليابان من خلال نظامها التعليمي, و هناك اعتقاد أوسع أن الاختيار في المدارس الأرقى مبني على الأهلية و لذلك فهو عادل و أن كل من يعمل بجد سينجز أهدافه.

- المدارس تضفي الشرعية على ما يقدم للطالب على أنه المعرفة الحقيقية و المحايدة, و هذا يظهر بشكل خاص في الخلاف الجدلي الكبير بشأن محتوى منهج التاريخ.

الإصلاح التعليمي و قضايا أخرى حالية

من بين كل الطلبة في اليابان, يتخرج أكثر من 90% من الثانوية و 40% من الجامعات أو الكليات المتوسطة, بينما 100% يكملون التعليم الابتدائي. دائماً ما يقال أن اليابان وصلت لنسبة 100% في القضاء على الأمية حيث لديها أعلى معدلات التعليم منذ عصر الإيدو. نظام التعليم الياباني موضع احترام كبير من قبل العديد من البلدان و تمت دراسته عن قرب لكشف أسرار نجاحه, و خاصة ً في سنوات ما قبل انفجار الفقاعة الاقتصادية و عقد الكساد الذي تلى ذلك حيث أتت عدد من القضايا تحت مجهر الفحص سواء في اليابان أو خارجها.

التعليم العالي

لقد بدأت اليابان بالفعل تواجه هبوطاً في تعداد السكان و النتيجة أن العديد من الجامعات تواجه صعوبة في الحفاظ على تعداد طلبتها مع أن القبول في أرقى الجامعات لا زال تنافسياً بشكل ضخم. الاتجاه الصاعد و المتوقع الآن هو أن العديد من الجامعات ستجد نفسها مضطرة إما إلى محاولة جذب أعداد كبيرة من الطلبة الأجانب و التنويع أو مواجهة الإغلاق. يعتقد الآن أن التعليم الجامعي في اليابان أصبح أقرب منالاً للطلبة اليوم و لكن نوعية ذلك التعليم العالي هي موضع السؤال رغم أن العديد من الإصلاحات التربوية تم بدئها.

أشار البروفيسور إيكوو أمانو في كتابه (تحديات في وجه التعليم العالي: الجامعة في أزمة) أن الجمهور الناقد أبعد ما يكون عن كونه راضٍ بسلسلة الإصلاحات و السبب هو أن عملية المفاضلة القديمة للقبول في ما يدعى بـ " جامعات المستوى الأول" بقيت بدون تغيير, أي أنه لم يحصل شيء لتحسين حرب القبول في تلك المؤسسات الأشهر بصعوبة دخولها و التي تبني اختباراتها على مواد عديدة جداً. علاوة على ذلك فإنه في مجتمع يضع أهمية أكبر على ما يدعى "التأهيل" و المسميات و تصنيف اسم المدرسة التي يتخرج منها الإنسان أكثر منها على امتلاك تعليم جامعي ببساطة, فإنه مهما يتم إصلاح عملية الاختيار للمتقدمين للجامعة سيستمر الطلبة في الاجتهاد للقبول في عدد محدود من جامعات "المستوى الأول" أو "ذات الاسم". بهذا المعنى, إصلاح عملية القبول الجامعي هو قضية دائمة للجامعات اليابانية.

تبدأ السنة الأكاديمية في ابريل و تتكون من فصلين دراسيين, و مدة درجة البكالوريوس أربع سنوات و هذا يعود إلى النظام الأمريكي. الطلبة الجامعيون يتلقون التعليم عبر أسلوب المحاضرة و الحلقة الجماعية الدراسية, و يمكن إتباعها بسنتين لدرجة الماجستير (عادةً ما تكون مزيجاً من المحاضرات و البحث الموجه) ثم ثلاث سنوات للدكتوراه (و تعتمد على البحث إلى حد كبير)إذا كانت هذه الدرجات متوافرة.

الدراسات العليا في اليابان متخلفة بالمقارنة بالدول الأوروبية و الولايات المتحدة حيث فقط ما يزيد عن 7% من الجامعيين اليابانيين يذهبون إلى كليات الدراسات العليا مقارنة بـ 13% من الجامعيين الأمريكيين. برامج الدراسات العليا المقدمة ضعيفة و عدد الجامعات التي تقدم برامج دراسات عليا أو برامج متنوعة بشكل واسع قليلة بالمقارنة بالبلدان الغربية الصناعية الأخرى.

في اليابان حوالي ثلاثة ملايين طالب مسجلين في 1200 جامعة و كلية متوسطة و بالتالي فيها ثاني أكبر نظام تعليم عالي في العالم المتطور. لليابان أيضاً واحدة من أكبر أنظمة التعليم العالي الخاص. الجامعات التي تزيد عن 710 في اليابان يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أصناف: تنافسية جداً, و تنافسية باعتدال, و غير تنافسية (كليات المستوى الأول هي ذات السمعة السيئة بصعوبة القبول). الجامعات الحكومية هي عادةً أكثر رفعة ً من الجامعات الخاصة حيث فقط 25% من كل الطلبة المنضمين إلى الجامعات يتم قبولهم في الجامعات العامة.

أكثر من 65% من خريجي الثانوية يكملون دراستهم, و من هؤلاء أكثر من 70% يسجلون في كليات و جامعات خاصة . فقط حوالي 10% من المؤسسات الخاصة تتلقى مواردها المالية من التمويل العام, حيث أن معظم الأموال العامة للتعليم العالي تنفق على الجامعات العامة المحلية و الوطنية. الجامعات اليابانية تعتبر الحلقة الأضعف في نظام التعليم في اليابان بالرغم من الإحصائيات الرائعة.

لطالما نسب العديد من الكتاب الغربيين النجاح الاقتصادي لليابان إلى المجتمع الياباني الحسن التعليم و المثقف جداً, إلا أن كتابات و دراسات حديثة تميل إلى أن تكون أكثر نقداً, راثية للحال و النوعية المحزنة للتعليم العالي في اليابان اليوم. على الرغم من الصرامة و التنافسية المشهورة للامتحانات, إلا أن المعايير المتراجعة في التعليم و عدم اكتراث طلبة الثانوية بالدراسة أصبح موضع بحث و اهتمام. البعض ينسب عدم الاكتراث بين الطلبة لحقيقة أن الجهد الأكاديمي لم يعد يضمن الجزاء المناسب تلقائياً بعد تفكك نظام العمل مدى الحياة الذي كان مستقراً و مضموناً ذات يوم.

يعرف الطلبة اليابانيون بشكل واسع أنهم تقليدياً يعتبرون أيامهم الجامعية بمثابة ساحة لعب اجتماعية, و مكافأة على جهدهم الشاق و حقيقة أنهم وصلوا إلى هنا, و كما أشار النقاد مؤخراً فإن الأساتذة يطالبون نسبياً بالقليل من طلبتهم. براين مكفيي في كتابه ( أسطورة التعليم العالي في اليابان) أشار إلى النظام الجامعي المحلي أشبه بنظام مكاتب توظيف غير رسمي أو - في أحسن الأحوال - غرفة انتظار قبل أن يدخل الطلبة خط التجميع في عالم العمل.

على الرغم من التغيير المؤسساتي و الإصلاحات الوطنية الشاملة الجارية رداً على هذه الانتقادات, فإن المشاكل الأساسية تبقى غير محلولة مثل: التركيب الهرمي للنظام الجامعي و حروب امتحانات القبول و المنهج المسيطر عليه مركزياً و انعدام الفردية و الإبداعية عند الطلبة إضافة إلى انعدام التنافسية بين التربويين.


تعليم

Labels:

1 Comments:

At 5:16 AM, February 11, 2010, Anonymous Anonymous said...

أرى ان النظام الدراسي ممتاز فناك إهتمام كبير بالناحية التعليمية وبالطلبة ,أما مشاكل السلوكيات فمنتشرة في العالم كله وكم كنت أتمنى ان تكون حصة التربية الإسلامية حصة تطبيق عملي للشريعة وللسلوك والمعاملات بجانب المعلومات الدينية , أما مشكلة عدم إكتراث الطلبة بالدراسة فهي واقع حي وأظن أن هذه المشكلة ستزداد في العالم كله لأن الطلبة يشعرون بأنه لا علاقة بين الدراسة وسوق العمل وأظن أن حل مشكلة كهذه سيتطلب أبحاث كثيرة ومجهودات كبيرة

وأخيراً جزاكم الله خيراً على المقالة

أخوكم محمود حلمي

 

Post a Comment

<< Home