اليابان

تتناول المدونة ما يتعلق باليابان. ونرحب بتعاون الزوار في تقديم المقالات والأخبار ضمن هذا الإطار وتصحيح الأخطاء اللغوية فيها بالإضافة إلى ترجمات نصوص يابانية أو إنجليزية سنختارها Al-Yaban blog presents articles and news on Japan in Arabic with cooperation of its visitors. アラビア語による日本専門ブログ。投稿歓迎

2009/07/14

إشارات لفهم الثقافة اليابانية

外国人のための日本の慣習、文化紹介

سرعان ما سيدرك القادم الجديد لليابان أنه في بلاد تختلف كثيراً في ثقافتها عن بلاده, إلا أن الاستعداد لذلك بشيء من إدراك أساسيات العادات و التقاليد و الحساسيات اليابانية سيختصر الكثير على الطالب الأجنبي و يساعده على تفادي معظم آثار الصدمة الثقافية بكل ما فيها من تشوش و حيرة تنتج عن مواجهة ثقافة تختلف بشكل كامل عن أي ثقافة أخرى في هذا العالم.

معظم الطلبة الأجانب الوافدين على اليابان يدركون بالفعل الاختلافات البديهية الخارجية المتأصلة في المجتمع الياباني, و لكن لأجل أولئك الذين قد لا يكون محيطين بها فسيفيدهم الاستعراض التالي لعدد من المواضيع التي ستساعد على تيسير الأمور بشكل كبير.

البيوت اليابانية التقليدية و المعابد و غرف شرب الشاي و نوادي الدفاع عن النفس و غيرها من الأماكن, عادة ً ما تكون أرضيتها مفروشة بالتاتامي – حصير القش. لذا يجب على الفرد أن يخلع حذائه قبل دخول هذه الأماكن كي لا يلوث الأرضية المغطاة بالحصير, و غالباً ما يتم خلع الحذاء بمجرد دخول المبنى حيث يستبدل الضيف حذائه بخفين. إذا كان ينبغي أن تخلع الخفين عند دخول مكان آخر فستجد صفا ً من الخفاف المرتبة بعناية و عليك أن تضيف خفيك إليها. هناك دائماً خف أو شبشب خاص بالحمام – أكرمكم الله-. هناك غلطة ٌ عامة غالباً ما يرتكبها معظم الأجانب القادمين حديثاً لليابان – أو الـ "غايجين" كما يعرفون في اليابان- هو نسيان خلع شبشب الحمام و المشي به خارج الحمام, الأمر الذي سيثير بلا شك شيئاً من الاشمئزاز في أي ياباني يشهد هذا المنظر.

السينتو الياباني – أو الحمام العمومي- هو مكان آخر ينبغي على القادم الجديد أن يتوخى الحذر فيه و يتبع السلوك الصحيح. مع أن هناك دش في السكن الجامعي إلا أن العديد من الطلبة يستمتعون من وقت لآخر بأخذ حمام في السينتو. عموماً القاعدة الأساسية هي: أن لا يتم الاغتسال أبداً في الحوض العام المشترك بما أن هذا مكان عام للاسترخاء فلا يجب أن يصبح قذراً أو حتى يصل إليه الصابون. الاغتسال يتم خارج الحوض العام عند صنبور مياه في حوض بلاستيكي مع منشفة خاصة و يمكن استخدام الصابون فيها و من الممكن أخذ ماء ساخن من الحوض العام طالما أن الصابون لن يصل إليه. إذا ما التزمت بهذه القواعد فستجد أن السينتو مكان رائع للاسترخاء و الالتقاء بالأهالي و هم في نفسية عالية و لطيفة, و من الشائع أن تبدأ صداقات الطلبة الأجانب مع اليابانيين في السينتو.

على الطالب الأجنبي في اليابان أن يدرك أن تبادل الهدايا له مكانة خاصة في الثقافة اليابانية, و غالباً ما يتم تبادلها في مناسبات لن يفكر الغربيين في تقديمها فيها. مثلا ً, الضيوف في حفل زفاف أو عزاء يتلقون الهدايا, إضافة ً إلى أوقات خاصة في الصيف أو الشتاء يتم فيها تبادل الهدايا للحفاظ على العلاقات الطيبة مع الرؤساء و المعلمين السابقين و بعض الأصدقاء. لن يستلم الياباني هدية إلا و سرعان ما يؤمن هدية ليردها لمن أهداه, إنه أشبه بواجب إلزامي و عادة ً ما يجعل الأجانب يشعرون بشيء من عدم الراحة. إنها عادة طيبة ما دمت في اليابان تعبر بها عن تقديرك لما وجدته من مساعدة و إحسان. عموماً, الهدايا الجيدة هي تلك الصغيرة المغلفة بشكل جميل, ليست غالية و لكنها مختارة بعناية كما أن الطعام المنزلي سيكون محل تقدير أيضاً.

مقارنة بشعوب أوروبا و أمريكا الشمالية , فالشعب الياباني لا يعبر عادة ً عن مشاعره علناً سواء مشافهة أو إيماءً و لا ينبغي أن يساء فهم هذا السلوك كرفض أو تعبير عن استياء. هذه المزية الثقافية اليابانية صعبة الفهم بالنسبة للعديد من الطلاب الأجانب و لا يتمكنون من التعامل معها, غير أنه بشكل عام: صنع صداقات ليس بالأمر السهل في اليابان, إلا أنه إذا ما حصل ونشأت صداقة فإنها غالباً ما تستمر العمر كله.

ضع في بالك أن الشعب الياباني ليس ميالا ًإلى إظهار المشاعر, و الصمت أحياناً لا يعني سوى الموافقة أو عدم الاعتراض. ليس غريباً على اليابانيين, مثلاً, أن يقضوا ساعات في مقهى أو قطار دون أن ينبسوا ببنت شفة, و دون أن يسبب ذلك أي مشكلة أو توتر بينما قد يميل الأجانب للشعور بعدم الارتياح في موقف مماثل. هذا قد يجعل الغربيين يشعرون أنهم مفرطين في حساسيتهم, و لكن عليهم أن يتذكروا أنه تحت هذه القشرة الصلبة يمكن للياباني أن يكون غاية في الحساسية و العاطفية, الأمر الذي يمكن ملاحظته من خلال أفلام البلاد و غيرها من الفنون.

في أغلب الأحوال, الشعب الياباني سيكون غاية في الأدب و اللطف, فثقافته ثقافة تتحاشى المجابهة و الفظاظة قدر الإمكان في المقام الأول. ليس نادراً إذا ما سئلت بائعاً عن منتج أن يتجنب إخبارك مباشرة إن كان هذا المنتج لا يتوافر في دكانه, و بدلاً من ذلك ستجد إجابة مبهمة لتجنب حقيقة أنك ستضطر للذهاب لمكان آخر لشراء هذا المنتج. في حين أن المباشرة و الصراحة غالباً تمثلان قيمتان مهمتان في الغرب فإن الثقافة اليابانية تفضل مقاربة غير مباشرة للأمور, و قد يجد الطلاب الأجانب ذلك أمراً محبطاً إلى حد كبير. لن تنجز شيئاً بالتعبير عن سخطك في اليابان, و في الواقع عادة ما يكون لذلك تأثير معاكس يبدد أي اهتمام قد يشعر به الياباني تجاه ما يقلقك, فمن الأفضل دائماً أن تشرح مشكلتك بهدوء و وضوح- مع أن قول هذا أسهل من فعله.

قد تبدو بعض الأمور الرخيصة نسبياً في الغرب غالية بشكل لا يطاق في اليابان إذا ما أ ُسيء فهمها في سياقها الثقافي. مثلاً: ليس نادراً أن يصل سعر كوب من القهوة لأربعة أو خمسة دولارات, ذلك أن الشعب الياباني يميل للعيش في بيوت صغيرة و لا يستضيفون أو يرفهون عن ضيوفهم فيها, فتكون المقاهي بمثابة مساحة للدراسة و التقاء الأصدقاء أو حتى لمجرد الاسترخاء. إذاً فالفرد لا يدفع فقط ثمن الشراب الذي يشربه بل كذلك ثمن الوقت الذي يقضيه في بيئة مريحة و مبهجة جمالياً, و من المعروف أن الطلاب قد يقضون اليوم بأكمله في المقاهي يعملون على حواسيبهم الشخصية أو يقرؤون. لتتفادى التكلفة المرتفعة للقهوة في معظم المقاهي اليابانية يمكنك أن تتردد على إحدى فروع السلاسل الأمريكية الكبرى كستار بكس و ميستر دونت أو مك دونالدز حيث ستجد القهوة أرخص إلى حد ما.

هناك العديد من العطل و الأعياد الوطنية في اليابان التي قد لا يتم الاحتفال بها في بلدان أخرى كيوم الثقافة و يوم الرياضة و يوم الأطفال و يوم البلوغ و يوم احترام الكبير و اليوم الأخضر و يوم شكر العمال و يوم الدستور و يوم التأسيس الوطني. و هناك الأسبوع الذهبي الذي يمتد من 29 ابريل و حتى 5 من مايو و هو عبارة عن سلسلة من العطل المتتابعة و غالباً ما تكون إجازة. رأس السنة ليس فقط الأول من يناير بل يتم الاحتفال به على مدى ثلاثة أيام من بداية الشهر. في منتصف أغسطس عطلة أوببون و هي عطلة بوذية يعتقد أن أرواح الراحلين تعود فيها لفترة وجيزة و يتم هدايتها في طريقها بسلسلة من المشاعل و القناديل يتم وضعها على الجبال.

التقدير العميق للطبيعة أمر متأصل في الثقافة اليابانية, فتفتح أشجار أزهار الكرز "الساكورا" في ابريل و تغير ألوان الخريف هو موسم بهجة خاصة. هناك نوافذ خاصة في المنازل و الحانات لمشاهدة تساقط الثلوج أثناء شرب الساكي الساخن. حفلات شرب الساكي تحت أشجار الكرز و أزهارها المتفتحة مشهد شائع في ابريل, و لا شك أن الطالب الأجنبي سيدعى لبعض هذه النزهات في الطبيعة و قد يُـفاجأ من المظاهر الطبيعية الصغيرة التي قد تبدو غير مهمة و ربما تافهة, التي سيقف عندها الشعب الياباني: وردة ضئيلة, أو حشرة, أو بقعة من العشب, أو ربما سرخسة عادية الشكل. حتى الأطفال في اليابان يبتهجون باللعب بحشرات قد يفرق منها نظرائهم من الأطفال في الغرب.

غالباً ما سيصدم الطلاب الأجانب من سوء استخدام الكحول في الثقافة اليابانية, فصورة الشعب الياباني كشعب أنيق و مهذب و لطيف تكذبها كل ليلة في أي مدينة يابانية منظر الحشود من موظفي الشركات يتقيئون بعنف في الشوارع بسبب فرط الشرب. أضف إلى ذلك أن الأشخاص الكتومين بشأن مشاعرهم و حياتهم الخاصة هم أنفسهم أول من يندفع بكشف أسراره الشخصية تحت تأثير الكحول, فعلى الطالب الأجنبي أن يكون مدركاً لإمكانية حدوث هذا التحول الجذري و لا يصدم إذا ما حصل. إذا تمت دعوتك إلى منزل عائلة يابانية للعشاء فعلى الأغلب أنه سيتم تقديم الكحوليات, و رفض كأس إذا ما عرضت عليك قد يثير شيئاً من الحساسية فقد يشعر مضيفك بالرفض أو أنك تتصرف بشكل غير ودود. إن كنت لا تشرب الكحول لأسباب صحية أو دينية أو حتى لمجرد أنك لا تريد ذلك فكن مستعداً للثبات على رفضك بشكل مهذب و لكن قاطع, كن حذراً على أية حال من عادات الشرب اليابانية التي توجب على المضيف أن يملأ قدح ضيفه كلما انخفض مستواه عن الامتلاء. الكحوليات هي أحد متنفسات اليابانيين للاسترخاء من حياتهم المرهقة و المحمومة, و ليس من النادر أن ينفتح الياباني على الأجنبي بشكل خاص تحت تأثير المسكر و يكشف له أشياء قد لا يجرؤ على كشفها لمواطنيه من اليابانيين.

نفسية الطلبة اليابانيين تختلف بشكل كبير عن نفسية الطلبة الأمريكيين أو الأوروبيين, ففي الحين الذي يبذل فيه الطالب الأمريكي جهده نسبياً في الدراسة ليحافظ على مستواه الدراسي نجد أن الطالب الياباني يضمن تخرجه بأقل جهد بمجرد قبوله في الجامعة. لذا, يمكن القول أن عملية التقديم و الامتحان لدخول جامعة يابانية, و العديد من المدارس المتوسطة و الثانوية كذلك, هي عملية جادة تتطلب المرور بجحيم من الفحوص و الاختبارات, إلا أنه بمجرد حصوله على القبول بإمكانه أن يستمتع بواحدة من أسهل فترات حياته قبل أن يقضي عمراً في الحياة الوظيفية القاسية مع شركة واحدة.

ليس غريباً في بلد كأمريكا أن يغير الشخص وظيفته أو حتى يعود للدراسة في أي سن, بينما تجد ذلك نادراً جداً في المجتمع الياباني. حتى وقت قريب, فإن الوظيفة مدى الحياة هي الأمر الطبيعي ثم يترقى الموظف ببطء و ثبات في السلم الوظيفي و لا يزال ذلك هو الأغلب. و لهذا ستجد أن اليابانيين سيعبرون عن صدمتهم تجاه ما يبدو أنه مغامرة لا تنتهي في حياة بعض الأمريكيين. حتى أساتذة الجامعة المعروف عنهم في الغرب تنقلهم بين الكليات, يميلون إلى البقاء في مؤسسة تعليمية واحدة من مؤسسات التعليم العالي خلال حياتهم المهنية.

عادة ما يكون الطلاب الأجانب مضطربين حول أهمية مفهوم الجماعة في المجتمع الياباني. بمقابل الأهمية النسبية للفرد في المجتمع الغربي, فإن اليابانيين يضعون أهمية كبرى على إجماع الجماعة الذي يستلزم غالباً اجتماعات مطولة تبدو بلا نهاية. لا ينبغي أبداً للقادم الجديد لليابان أن يعبر عن نفاد صبر أو غضب من مثل هذه الاجتماعات لأنها سمة راسخة في العقلية اليابانية, و في الواقع فإن على أي شخص يرجو النجاح في اليابان أن يقبل دوراً كفرد في الجماعة.

هناك تصور صارم للمنزلة الاجتماعية علواً و هبوطاً, و أحد أسباب كون بطاقات الأعمال التعريفية شائعة الاستخدام هو أنها تسمح بالتعرف الفوري على موقعه و مركزه الاجتماعي. إن الشركة أو الكلية رفيعة المستوى أمر مهم للغاية لنجاح الشخص في حياته, فتقريباً لا يتم اختيار أي شخص لمركز في الحكومة إلا و كان خريجاً من جامعة طوكيو مثلاً. إضافة لهذا, فالفرد يتميز بالشركة أو الصرح التعليمي الذي ينتمي إليه أكثر من كفاءاته الذاتية.

و الشيء بالشيء يذكر, فنظام الأقدمية هو السائد الغالب في دوائر العمل في اليابان: فعمر الشخص و ليس مهارته هو غالباً ما يحدد وصول الترقية من عدمها. الطلاب الأجانب غالباً ما سيشعرون بإحساس متجذر بالتعالي و الفخر من قبل أفراد الشعب الياباني, يظهر هذا في المنزلة المتدنية التي يجدها الكوريين المقيمين في اليابان, أو الإجحاف و التحيز ضد "البوراكومين" - المواطنون المتحدرون من الجماعات المنبوذة في اليابان القديمة الإقطاعية- و هي طائفة طالما كانت هدفاً للتمييز على مدى قرون.

عادة من المستحيل النجاح في اليابان بدون تقديم شخصي, فإذا حاول الطالب الأجنبي مثلاً أن يفاتح شخصاً لا يعرفه جيداً بشأن عمل أو زمالة للتدريب أو الإقامة, فسيواجه الرفض و الإحباط. من جهة أخرى, فالأبواب ستفتح بشكل سحري إن وجدت الشخص الصحيح الذي سيسخر لك سمعته و يقدمك للشخص المناسب. "ليس مهماً ماذا تعرف بل من تعرف!" هذه المقولة هي بلا شك حقيقة قائمة في اليابان. لذا فلأفضل النتائج على الطالب الأجنبي أن يخطط بحرص لمن يفاتحه بشأن عملية التقديم المصيرية.

http://globalcollegejapan.org/helpful-hints-on-japanese-culture/


ثقافة

Labels: ,

1 Comments:

At 9:06 AM, August 11, 2009, Blogger غَسَق said...

عرفني باليابان أكثر

شكراً جزيلاً

 

Post a Comment

<< Home