تحليل: سياسة اليابان النفطية..
طوكيو, 30 ابريل 2007
بقلم/ شيهوكو جوتو.. طوكيو 30 ابريل 2007
رغم أن أمريكا تبقى الحليف الأوحد و الأهم لليابان سياسياً و عسكرياً و اقتصادياً, إلا أن ذلك لن يثني طوكيو عن المضي في مقدماتها في الشرق الأوسط.
90% من كامل حاجة اليابان من النفط يأتي من الشرق الأوسط, لهذا فإنه من المهم بالنسبة لجزيرة تستورد كامل حاجتها من النفط أن تضمن علاقات راسخة مع المنطقة لتضمن بقائها كثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم. لذا, تبذل اليابان جهوداً أكبر لتعزيز روابط أقوى مع الدول المصدرة للنفط بينما تستمر في الحفاظ على علاقتها مع أمريكا.
من جهة, قامت اليابان بدعم الهجمة الأمريكية على العراق من بداية الحرب على العراق. و في نفس الوقت, زادت اليابان من وتيرة مساعيها خلال الأعوام الثلاث الماضية لبناء علاقات أقوى مع المنطقة الغنية بالنفط.
لقد حطم رئيس الوزراء شينزو آبي منذ تسلمه مقاليد السلطة الرقم القياسي في المدة التي قضاها و هو يتنقل بشكل واسع في المنطقة. في محاولة ليبرهن للرأي العام الياباني و دول الشرق الأوسط أنه قادر على التصرف باستقلالية عن واشنطن فيما يتعلق بالعمل لمصلحة اليابان, و خاصة في ظل مواجهة اليابان للمنافسة المتزايدة من قبل الصين و الهند لتأمين الموارد الطبيعية.
و هكذا بعد لقاء يوم واحد بالرئيس بوس في واشنطن الجمعة الماضية, استهل آبي جولته على خمس دول في المنطقة جاعلاً من السعودية محطته الأولى السبت.
قال آبي في تصريح سابق للقائه بالملك عبدالله أثناء اجتماع للأعمال في الرياض, قال أنه من المهم
بالنسبة لليابان أن "تتجاوز العلاقة المتمركزة على النفط" و شدد على الحاجة لروابط "متعددة المستويات" تشمل علاقات سياسية و إجتماعية و ثقافية و إقتصادية.
و في تصريح مشترك تلا اللقاءات الثنائية, قالت الدولتين أن " المزيد من النمو في العلاقات الإقتصادية هو القوة الرئيسية الدافعة للتوسع في العلاقات الإستراتيجية بين المملكة العربية السعودية و اليابان."
يضاف إلى ذلك مرافقة ما يقرب من 180 من قادة الأعمال اليابانيين في جولته الشرق أوسطية, يمثل معظمهم شركات طاقة. من النادر في اليابان أن يشارك القطاع الخاص في الزيارات الرسمية لرئيس الوزراء خارج البلاد, على العكس من أمريكا حيث عادةً ما يلعب التنفيذ الجماعي دوراً بارزاً في تنظيم الإدارة. إن تركيبة الحاشية التي رافقت آبي تشير إلى أي حد تتوق اليابان لإقامة علاقات تتعدى اللياقات الدبلوماسية في هذه المنطقة.
و بالفعل, سوف يلحق وزير التجارة الياباني أكيرا أماري بآبي بوصوله للسعودية يوم الثلاثاء للإرتقاء بالعلاقات التجارية بالمنطقة. ترجو اليابان أن توقع اتفاقية تجارة حرة مع كل من السعودية و الإمارات من بين دول أخرى بحلول عام 2008.
قبل ساعات من وصول آبي إلى عاصمة الإمارات العربية المتحدة يوم الإثنين, صرح مصرف اليابان التعاوني الدولي بأنه سيقدم واحداً من أكبر القروض التي سبق له تقديمها لشركة أبوظبي الوطنية للنفط بقيمة بليون دولار. إن قبول هذا القرض جعل الشركة الإماراتية تتراجع عن موقفها الرافض للنقد الأجنبي. ترجو شركة أبوظبي أن تستفيد لأقصى حد من الإرتفاع الحالي لأسعار النفط بالتطوير المشترك لحقول النفط, بينما ستجد اليابان لتوسيع مصادر النفط التي تستطيع أن تعتبرها حقاً لها. بحلول عام 2030, تؤمل الحكومة اليابانية أن تكون قادرة على تأمين 40% من إمداداتها من النفط الخام بتملكها لمصادرها الخاصة في الخارج.
يقول كيوسوكي شينوزاوا مدير المصرف الياباني: "من المهم لليابان أن تؤمن لنفسها النفط الخام على المدى الطويل و بشكل مستقر." و الإمارات هي ثاني أكبر مزود بالنفط لليابان بعد السعودية.
بالتأكيد فقد رحب الناخبون في اليابان بمساعي آبي الدبلوماسية الجريئة في الشرق الأوسط و في موقفه من كوريا الشمالية. في استفتاء أجرته الفاينينشال ديلي اليابانية كيزاي شيمبون خلال عطلة نهاية الأسبوع, ارتفع التأييد الشعبي للآبي 10% منذ مارس ليصل إلى 53% و زاد تأييد الحكومة لأول مرة منذ استلامه للسلطة في سبتمبر الماضي. يقول الناخبون أن لديهم الآن ثقة أكبر برئيس الوزراء و الحزب الديموقراطي الحر الحاكم.
http://www.upiasiaonline.com/economics/2007/05/01/analysis_japans_oil_diplomacy
طاقة
بقلم/ شيهوكو جوتو.. طوكيو 30 ابريل 2007
رغم أن أمريكا تبقى الحليف الأوحد و الأهم لليابان سياسياً و عسكرياً و اقتصادياً, إلا أن ذلك لن يثني طوكيو عن المضي في مقدماتها في الشرق الأوسط.
90% من كامل حاجة اليابان من النفط يأتي من الشرق الأوسط, لهذا فإنه من المهم بالنسبة لجزيرة تستورد كامل حاجتها من النفط أن تضمن علاقات راسخة مع المنطقة لتضمن بقائها كثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم. لذا, تبذل اليابان جهوداً أكبر لتعزيز روابط أقوى مع الدول المصدرة للنفط بينما تستمر في الحفاظ على علاقتها مع أمريكا.
من جهة, قامت اليابان بدعم الهجمة الأمريكية على العراق من بداية الحرب على العراق. و في نفس الوقت, زادت اليابان من وتيرة مساعيها خلال الأعوام الثلاث الماضية لبناء علاقات أقوى مع المنطقة الغنية بالنفط.
لقد حطم رئيس الوزراء شينزو آبي منذ تسلمه مقاليد السلطة الرقم القياسي في المدة التي قضاها و هو يتنقل بشكل واسع في المنطقة. في محاولة ليبرهن للرأي العام الياباني و دول الشرق الأوسط أنه قادر على التصرف باستقلالية عن واشنطن فيما يتعلق بالعمل لمصلحة اليابان, و خاصة في ظل مواجهة اليابان للمنافسة المتزايدة من قبل الصين و الهند لتأمين الموارد الطبيعية.
و هكذا بعد لقاء يوم واحد بالرئيس بوس في واشنطن الجمعة الماضية, استهل آبي جولته على خمس دول في المنطقة جاعلاً من السعودية محطته الأولى السبت.
قال آبي في تصريح سابق للقائه بالملك عبدالله أثناء اجتماع للأعمال في الرياض, قال أنه من المهم
بالنسبة لليابان أن "تتجاوز العلاقة المتمركزة على النفط" و شدد على الحاجة لروابط "متعددة المستويات" تشمل علاقات سياسية و إجتماعية و ثقافية و إقتصادية.
و في تصريح مشترك تلا اللقاءات الثنائية, قالت الدولتين أن " المزيد من النمو في العلاقات الإقتصادية هو القوة الرئيسية الدافعة للتوسع في العلاقات الإستراتيجية بين المملكة العربية السعودية و اليابان."
يضاف إلى ذلك مرافقة ما يقرب من 180 من قادة الأعمال اليابانيين في جولته الشرق أوسطية, يمثل معظمهم شركات طاقة. من النادر في اليابان أن يشارك القطاع الخاص في الزيارات الرسمية لرئيس الوزراء خارج البلاد, على العكس من أمريكا حيث عادةً ما يلعب التنفيذ الجماعي دوراً بارزاً في تنظيم الإدارة. إن تركيبة الحاشية التي رافقت آبي تشير إلى أي حد تتوق اليابان لإقامة علاقات تتعدى اللياقات الدبلوماسية في هذه المنطقة.
و بالفعل, سوف يلحق وزير التجارة الياباني أكيرا أماري بآبي بوصوله للسعودية يوم الثلاثاء للإرتقاء بالعلاقات التجارية بالمنطقة. ترجو اليابان أن توقع اتفاقية تجارة حرة مع كل من السعودية و الإمارات من بين دول أخرى بحلول عام 2008.
قبل ساعات من وصول آبي إلى عاصمة الإمارات العربية المتحدة يوم الإثنين, صرح مصرف اليابان التعاوني الدولي بأنه سيقدم واحداً من أكبر القروض التي سبق له تقديمها لشركة أبوظبي الوطنية للنفط بقيمة بليون دولار. إن قبول هذا القرض جعل الشركة الإماراتية تتراجع عن موقفها الرافض للنقد الأجنبي. ترجو شركة أبوظبي أن تستفيد لأقصى حد من الإرتفاع الحالي لأسعار النفط بالتطوير المشترك لحقول النفط, بينما ستجد اليابان لتوسيع مصادر النفط التي تستطيع أن تعتبرها حقاً لها. بحلول عام 2030, تؤمل الحكومة اليابانية أن تكون قادرة على تأمين 40% من إمداداتها من النفط الخام بتملكها لمصادرها الخاصة في الخارج.
يقول كيوسوكي شينوزاوا مدير المصرف الياباني: "من المهم لليابان أن تؤمن لنفسها النفط الخام على المدى الطويل و بشكل مستقر." و الإمارات هي ثاني أكبر مزود بالنفط لليابان بعد السعودية.
بالتأكيد فقد رحب الناخبون في اليابان بمساعي آبي الدبلوماسية الجريئة في الشرق الأوسط و في موقفه من كوريا الشمالية. في استفتاء أجرته الفاينينشال ديلي اليابانية كيزاي شيمبون خلال عطلة نهاية الأسبوع, ارتفع التأييد الشعبي للآبي 10% منذ مارس ليصل إلى 53% و زاد تأييد الحكومة لأول مرة منذ استلامه للسلطة في سبتمبر الماضي. يقول الناخبون أن لديهم الآن ثقة أكبر برئيس الوزراء و الحزب الديموقراطي الحر الحاكم.
http://www.upiasiaonline.com/economics/2007/05/01/analysis_japans_oil_diplomacy
طاقة
2 Comments:
أهتمت اليابان والسعودية بالجوانب الإقتصادية والسياسة وأهملت الجانب الأهم ألا وهي الثقافة
السيد اللغة العربية لا يحتاج القول إن علاقات الدول مهما مكسوة بغطاء الصداقة وغيرها من الشعارات الرنانة , علاقات المصالح المتبادلة فحسب, فلذلك علينا نحن على ميتوى الشعب أن نهتم بالثقافة والتبادل الشخصي فيما بيننا مباشرة , والحمد لليه نحن الآن في عصر التكنولوجيا التي تمكننا من تحقيق ذلك.
Post a Comment
<< Home